الأخ/ يحيى محمد علي الحوثي.. رجل في الخمسينات من عمره الذي أفنى معظمه في الخدمة الوطنية.. اشتعل رأسه شيباً قبل الأوان, ويعيش الآن حياة التشرد والضياع وتغيّم على وجهه ملامح العناء والشقاء, وتكاد عيناه تبيض من الهم والحزن.. فقد أوقعه لقبه (الحوثي) في ورطة ومحنة ودفعه نحو حالة مدقعة من البؤس والفقر وحرمانه من وظيفته وراتبه بعد أن قضى ما يقارب الثلاثين عاماً في الخدمة العسكرية.. الرجل لم يجد من يسانده أو يتعاون معه ولم يجد من يرشده إلى طريق استرداد حقوقه.. قصته وقضيته التي اطلعنا على ما يثبت عدالتها تتلخص في أنه ألتحق بالقوات المسلحة في يناير 1986م وقبل ذلك عمل في جهاز الأمن السياسي قرابة العشر سنوات أي من عام 1975م.. حسب ما جاء في الأوراق التي يحملها.. ومنها مذكرة بتاريخ20 /9 /1994م موجهة من شئون الأفراد إلى الجهاز بطلب ملف المذكور لضم خدمته السابقة.. استمر الرجل بالعمل على قوة لواء شلال (سابقاً) لواء 115(حالياَ) بالجوف.. تم تحويله بعد عام 1994م للعمل مراسلاً شخصياً مع قائد اللواء أنذاك, العميد الركن الشهيد/ سالم قطن (رحمه الله) والذي فرغه للعمل في صنعاء لمتابعة معاملات ومراسلات اللواء إلى أن انتقل قطن من قيادة اللواء عام 2005م, وفجأة تم قطع راتبه ومصادرته بعد أشهر معدودة من تسلم القيادة الجديدة للواء عملها.. في أثناء ذلك كانت قد انفجرت حرب صعدة وحسب قوله إن المندوب المالي للواء أبلغه أنه تم تنزيل راتبه للاشتباه به استناداً إلى لقبه, لكنه طمأنه أنه سيتم إحالته إلي التقاعد وسيصرف له معاش تقاعدي وأن عليه الانتظار قليلاً حتى يتم إبلاغه بمعاش التقاعد ومن أين سيُصرف له.. صدّق الرجل ذلك وانتظر أشهراً ثم دخل في دوامة المتابعة, وأكثر ما كان يتعبه كما قال هو نظرات الشك والاشتباه بسبب اسمه.. ولم يستطع الاستمرار في المتابعة فقد سقط في أزمة مالية أفقدته القدرة على التحرك والبحث عن حقوقه وضاعف أزمته تلك طول مرض زوجته قبل موتها, الأمر الذي أصابه بإحباط واكتئاب شديد دفعه إلى العزلة والانطواء مكتفياً بما يجود به عليه جيرانه ومعاريفه.. الأخ/ يحيى الحوثي فعلاً في حالة بائسة تستحق لفتة كريمة من الأخ/ وزير الدفاع والنظر إلى قضيته العادلة وإنصافه باعتماد راتبه التقاعدي وصرف كل معاشاته التقاعدية منذ تنزيل راتبه العسكري قبل ثمان سنوات.. ومناشدته هذه يوجهها عبر صحيفة الجمهورية كما طلب إلى أولي الأمر وفي مقدمتهم فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي وإلى جهات الاختصاص ممثلة بوزارة الدفاع وقيادة القوات المسلحة والأمن.