سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جامعة صنعاء.. مسرح للصراع السياسي.. والطالب ضحية..!! «الجمهورية» ترصد بالأرقام إجمالي المبالغ التي يدفعها الطالب اليمني ب «الدولار» مقابل دراسته فيها..
في الوقت الذي تحرص فيه معظم أنظمة دول العالم المتقدّمة على مجانية التعليم وتطوير أدواته ومناهجه، تكشف الأرقام والاحصائيات عن تأخر المستوى التعليمي الكبير للطالب اليمني الجامعي؛ وذلك لجملة من الأسباب الرئيسة التي عمدت صحيفة «الجمهورية» إلى استقصاء حقيقة الجزء الأبرز من تفاصيلها خلال هذا التحقيق: حكاية البداية ما يقارب العامين وجامعة صنعاء التي تحتضن ما يقارب ال 79 ألف طالب وطالبة تعيش في وضع غير مستقر وفي حالة شلل شبه كامل وحراك سياسي مستمر بدءاً من أحداث نصب ساحة التغيير في إحدى بواباتها من الجهة الشرقية يوم 11- فبراير – 2011م، والتي لايزال جزء من خيامها موجوداً حتى الآن. انعكست تداعيات المشهد السياسي مباشرة على سير العملية التعليمية في جامعة صنعاء، بعيداً عن قدسية التعليم واحترام مكانة الجامعة، فجأة وجد الطلاب أنفسهم في معركة حساب زمان، وتوقيت الدراسة والتسجيل والاختبارات تبعاً لأحداث المشهد السياسي، على غير طريقتهم المعتادة.. تعدّدت القضايا وكثرت المماحكات بدءاً من تظاهر بعض الطلاب ضد قضية ما أسموه بعسكرة الجامعة «تواجد عناصر الفرقة داخل الجامعة» مروراً بالتظاهر لتغيير عمداء أغلب الكليات ورئيس الجامعة «خالد طميم» واستبداله بالدكتور باسردة، ثم تعيين الدكتور عبدالحكيم الشرجبي، إضافة إلى التظاهر من أجل إلغاء نظام النفقة الخاصة وعدد من القضايا والمشاكل التي انتهت بتغيير البرنامج الزمني للدراسة في الجامعة، ومحاولة الإدارة لموازنته وتعديله على مستوى الكليات وجامعات محافظات الجمهورية. طلاب مجبرون على دفع الثمن بناءً على تداعيات الأحداث السالفة؛ عاش الطلاب في جامعة صنعاء على مدى العامين الماضيين حالة من القلق والفوضى التي أثّرت سلباً على مسيرتهم التعليمية، حيث تم اختصار فترة دراسة الترم الدراسي في بعض الكليات إلى أقل من شهرين، وتعمّقت المماحكات السياسية حتى وصل الأمر إلى عمل كل طرف ضد الآخر بناءً على سياسة الانتماء السياسي بدافع الانتقام؛ وكذلك انقسام أساتذة الجامعة في نظر بعض الطلاب أو الأطراف النقابية العاملة في الجامعة. - حرصت «الجمهورية» في استقصاء معلومات هذا التحقيق من مصادر رسمية ومؤكدة على امتداد أروقة إدارات جامعة صنعاء، انطلاقاً من أسلوب التسجيل الجامعي وطريقة الطاقة الاستيعابية التي اتبعتها إدارة الجامعة مع الطلاب المتقدمين للتسجيل في بعض التخصصات العلمية «طب الأسنان - بشري - الصيدلة - تمريض - مختبرات - الهندسة - الحاسوب» عن طريق النظام العمومي الحالية 2013– 2014م، وبلغ إجمالي المتقدمين للتخصصات العلمية حوالي (17834) قُبل منهم (934) طالباً فقط، لتنكسر بذلك أحلام الطلاب وخاصة القادمين من الأرياف، وتتعاظم مصائبهم ومواجهتهم أقدار السماء..!!. خيار الدفع المسبق انطلاقاً من هذه الزاوية ترتّب علينا متابعة الطريقة التي يلجأ إليها عشرات الآلاف من الطلاب الذين يجدون أنفسهم خارج أسوار الجامعة ويحاولون الالتحاق بأقرب كلية أو تخصص للدراسة على حسابهم الخاص، أو ما يسمى بنظام «الموازي» الذي يعتبره الاتحاد الطلابي للجامعة مخالفاً للوائح القانونية، وقد سبق أن قام بحشد الطلاب على امتداد العام الدراسي الماضي للتظاهر وإلغائه ومساواتهم مع النظام العام، وقامت إدارة الجامعة بتخفيض نسبة التسجيل لبعض التخصصات العلمية. الجيب هو المستهدف قبل الدماغ بناءً على التقرير الذي قدمته النقابة الطلابية للجامعة “الاتحاد” إلى إدارة المجلس الأعلى للتعليم العالي وحصلت «الجمهورية» على نسخة منه، حيث أورد أن إحصائيات كشوفات رسوم ما يسمى باختبار القبول لهذا العام أضافت إلى إيرادات الجامعة فقط من رسوم تسجيل النظام العام ما يقارب «الخمسين مليون ريال يمني» من مختلف الكليات التي أنهت عملية التسجيل حتى الآن. ويشير تقرير النقابة إلى أن إيرادات بعض تخصصات كليات صنعاء بنظام - رسوم النفقة الخاصة - منذ فترة يناير 2013م حتى يونيو 2013م بلغت ما يعادل 1,120,266 دولاراً، أي ما يساوي (240,857,190) ريالاًَ، ويذكر التقرير أن بعضاً من هذه المبالغ لا يورّد إلى خزينة الجامعة؛ بل يتم جبايتها وصرفها بطريقة مجهولة، كما يشير تقرير جهاز الرقابة والمحاسبة للأعوام الماضية؛ فضلاً عن عدم قانونية ومشروعية هذه الإيرادات كما أوضح تقرير النقابة الطلابية والمقدم إلى المجلس الأعلى للتعليم العالي. «أنا نازل» شعار يُربك الجميع أثار القرار الذي أصدره رئيس الجامعة ، الدكتور عبدالحكيم الشر جبي، وقضى بتوقيف 17 طالباً من كلية الهندسة والزراعة استياءً واسعاً وغضباً لدى الطلاب الذين وصفوه بالتعسفي ضدهم، وعدّوه استمراراً لممارسات الإدارات السابقة، وقد قاموا مع الاتحاد الطلابي بالحشد الإعلامي من أجل تقديم شروح تفصيلية تكشف بالأرقام والوثائق عن الفساد والانتهاكات الحاصلة في الجامعة والتي يتضمن بعضاً منها خلال هذا التحقيق. طلاب جامعة صنعاء والاتحاد الطلابي يعتبرون مثل هذه التطورات الأخيرة والإجراءات التعسفية التي طالت طلاب وطالبات بعض الكليات أجبرتهم على الخروج عن طوق الصمت والشروع في الدعوة للحملة التي أطلقوا عليها “نازلين لقلع الفاسدين”. التوازن المطلوب من جهته قال الدكتور عبدالحكيم الشرجبي: إن الجامعة على استعداد تام لتنفيذ أيّ توجُّه للمجلس الأعلى للجامعات بخصوص «الموازي» يراعي مصلحة الطلبة ولا يؤثّر على سير العملية التعليمية داخل الجامعات. وأشار الشرجبي إلى أن الجامعة حريصة على مصلحة الطلبة دون وصاية، والعمل على تسهيل وصول ذوي الدخل المحدود منهم للحصول على تعليم جامعي تتحقّق فيه الجودة المطلوبة، وكل ما من شأنه تحقيق التوازن المطلوب داخل البيئة الجامعية وتوفير الأجواء الملائمة لسير الأداء التعليمي، مؤكداً في حديثه النأي بالجامعات عن الصراعات السياسية التي تقود الجامعات على حد وصفه إلى حالة من تعطيل الأداء وضرب النسيج الوطني في أهم مؤسساته الوطنية باعتبار الجامعة الحاضن الأكبر لشباب اليمن. ملفّات ساخنة بحثاً عن تفاصيل حقيقة ما يحدث في الكواليس وما يدفعه الطالب اليمني إلى الجامعة؛ عمدت «الجمهورية» في استنتاج هذا التحقيق إلى استعراض ورصد محصلة التفاصيل والأرقام التالية: - أصدر الرئيس الأسبق – صالح – في فبراير 2011 قراراً قضى بإعفاء كافة طلاب الجامعة الموازي من الرسوم في العام 2011-2010م وقوبل القرار بالقبول في حينه، لكنه لم يخرج الى النور ولم يطبق القرار، حيث أفاد البعض ان رئاسة الجامعة حاولت اعادة رسوم الموازي بداية العام 2012-2011 ولكن إصرار الطلاب على هدف تحقيق مجانية التعليم أدى في النهاية الى إجبار وزارة التعليم العالي على إصدار تعميم قرار يسمح لكافة الطلاب بدخول الامتحانات في ذلك الوقت. الرئيس يوجّه بتخفيض نسبة النفقة الخاصة بداية العام الدراسي 2012م وجّه الرئيس هادي بتخفيض مبالغ التسجيل للدراسة بنظام النفقة الخاصة بالدولار بنسبة 40% للطلاب الجدد وبنسبة 50% لبقية المستويات، كما تم تخفيض مبلغ عشرة ألاف ريال من رسوم الموازي بالريال لكافة المستويات، وقد اعتمدت جامعة صنعاء توجيه الرئيس هادي خلال العام 2013-2012 وتم التخفيض. مع بداية العام الدراسي 2013 - 2014م فوجئ طلاب جامعه صنعاء برفض الاستمرار في تنفيذ توجيه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وسعي الجامعة الى اعتماد رسوم أعلى من التي كانت قبل التخفيض؛ بعد ان قام كل من وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات برفع مذكرة الى رئيس الجمهورية في اغسطس 2013 يطالبونه بإلغاء توجيهه بالتخفيض، وفي نفس الوقت تم رفع مذكرة من اتحاد الطلاب الى رئيس الجمهورية تطالبه بإلغاء رسوم الموازي، وبين المذكرتين وجّه رئيس الجمهورية مذكرة الى رئيس الوزراء ورئيس المجلس الاعلى للتعليم العالي بسرعه عقد اجتماع للمجلس والبت في الموضوع والرفع اليه بالتوصيات. تصعيد الخطاب قال رضوان مسعود (رئيس الاتحاد الطلابي): إن دور الاتحاد تجاه الطلاب يتمثل في توعيتهم بأن مسألة التعليم تعتبر حقاً انسانياً ودستورياً وقانونياً واخلاقياً، كفلته لهم الشرائع السماوية والزرضية للفقراء والأغنياء على حد سواء، ودون تمييز على أي أساس كان. - وفيما يتعلق بدستورية وقانونية ما يسمى برسوم النفقة الخاصة والموازي، قال مسعود: ان اعتماد هذا النظام غير قانوني مرجعاً ذلك الى حزمة من المواد الدستورية، ومواثيق الشرف التي تؤكد صحة حديثه، ف (التعليم حق للمواطنين جميعاً تكفله الدولة) هكذا نصت المادة (54) من دستور الجمهورية اليمنية، وفيه أيضاً: تكفل الدولة تكافؤ الفرص لجميع المواطنين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتصدر القوانين لتحقيق ذلك، وأن المواطنين جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة. فوضى خلاّقة بامتياز لم يجتمع المجلس الأعلى للتعليم العالي حتى يومنا؛ وجامعة صنعاء تتمرّد على توجيهات الرئيس هادي، والمجلس الأعلى للتعليم العالي في سبات عميق؛ وفي هذه الحالة لا يستطيع الفقراء أولياء أمور الطلاب دفع هذه المبالغ. إليكم نسبة الزيادة التي فرضتها جامعه صنعاء وذلك بعد تحويلها الى العملة اليمنية بالريال، الطب البشري الطلبة الجدد : الرسوم الحالية 248150 تنافسي وغير تنافسي 301900 والرسوم التي تم فرضها هي 538400 بزيادة 290250 في التنافسي، ومبلغ 236500 في غير التنافسي، الطب البشري بقية المستويات : الرسوم الحالية 164200 تنافسي ومبلغ 244825 غير تنافسي والرسوم التي تم فرضها هي 486700 بزيادة 322500 في التنافسي ومبلغ 241875 في غير التنافسي، طب الاسنان تنطبق عليها نفس رسوم الطب البشري، الصيدلة : المستوى الأول : الرسوم الحالية 215900 غير تنافسي 248150 والرسوم التي فرضتها الجامعة 377150 بزيادة 161250 في التنافسي ومبلغ 129000 في غير التنافسي، الصيدلة : بقية المستويات : الرسوم الحالية 137325 تنافسي ومبلغ 164200 غير تنافسي والرسوم التي فرضتها الجامعة 325450 بزيادة 188125 في التنافسي ومبلغ 161250 في غير التنافسي، الهندسة والمختبرات والتمريض وكلية العلوم والحاسوب تنطبق عليهم نفس رسوم كلية الصيدلة. فيما موازنة جامعة صنعاء لعام 2013 م المعتمدة من قبل الدولة 13,205,896,000 منها 9,425,230,000 نفقات رواتب، ومبلغ 3,780,666,000 نفقات تشغيلية.