نتيجةً للصراعات والنزاعات المسلحة التي تدور في مختلف مناطق اليمن تعيش الكثير من الأسر والعوائل تحت طائلة النزوح حيث نزحت الكثير من الأسر تاركة خلفها منازلها وأراضيها وكل شيئ هرباً من الصراعات والنزاعات المسلحة التي تحصل مابين الحين والآخر.. وحذّر الأخ أحمد الحكمي ، متخصص في شئون الأزمات والكوارث ومسئول في منظمة الإغاثة الإسلامية من خطورة الانعكاسات السلبية التي خلفتها الحروب المتكررة في صعدة والأوضاع المأساوية في أبين التي زادت من تفاقم الحالة الإنسانية للمدنيين في مناطق النزاعات مما تسبب في اضعاف الانتباه العام لتداعيات كل ذلك على النساء مع وجود فقر شديد في المعطيات الإحصائية والتحليلية الخاصة بأثر النزاعات في اليمن على النساء وهو ما سيؤثر سلباً على أولويات الخطط التنموية التي يجب أن تساهم في معالجة هذه الآثار. وعن أبرز أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة النازحة والتحديات التي تواجهها مع أطفالها في الخيام بسبب تلك الصراعات المسلحة نسردها في سياق التقرير التالي : ماهي أبرز أشكال العنف التي تتعرض له المرأة النازحة؟ - أولاً أنا سعيد على اهتمامكم في موضوع هام مثل هذا كونه يمس المرأة بشكل خاص والاطفال بشكل عام ومع تزايد عدد فجوات الصراع يزاد عدد النازحين في اليمن ليصل الى مئات الآلاف في شتى مناطق ومحافظات اليمن ومن ناحية أخرى نجد إنه بسبب النزاعات المسلحة المتكررة في أرجاء اليمن دفعت النساء ثمناً فادحاً ، وتعاني النساء في المحافظات الشمالية كما في الجنوبية من الآثار التي تخلفها المعارك والصراعات بين القوى المختلفة التي تشتعل في مناطق سكنها. أما عن أشكال العنف التي تتعرض له المرأة : تتعرض النساء للعنف والتمييز في أوقات السلم والحرب على حد سواء، ولكن مستويات العنف تتزايد في حال نشوب صراعات مسلحة ، حيث يطال كافة مكونات المجتمع ،ومع ذلك تتحمل المرأة النازحة العناء الكبير للاهتمام بنفسها وبأطفالها في ظل غياب رب الأسرة. العنف اللفظي ويحدث اثناء النزوح او فى المخيمات او في المناطق التي تهرب إليها خوفاً من الموت والصراع حيث تتلقى الإهانة من الآخرين أو من المجتمع المضيف. ويشمل (الاستغلال الجسدي واستغلال الحاجة للمرأة كونها بدون معيل وهذا يعتبر انتهاكاً لحقوق المرأة النازحة – وحرمانها من الرعاية الصحية وممكن ان تستغل بعض الجهات او المنظمات حالة الضعف لدى المرأة النازحة وتعمل بترويج وجمع الأموال لصالحه واسم النازحين وقد لا يحصلون على اي مساعدات او القليل منها فقط. ماهي التحديات التي تواجهها المرأة النازحة في ظل غياب الأسرة؟ وكيف تستطيع التعايش معها؟ - تتحمل المرأة النازحة العناء الكبير للاهتمام بنفسها وبأطفالها في ظل غياب رب الأسرة ، هناك تحديات كثيرة ، يعني عدم وجود المادة ووجود مخاطر كثيرة منها تشرد الأسر ونقص الغذاء وعدم توفير المتطلبات الأساسية وعدم إيجاد مصدر دخل للأسرة. هل تتمتع المرأة النازحة بحقوق كفلها لها المجتمع والقانون؟ - هناك حقوق كفلها القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وتتلخص في مبادئ الحماية والتي تحمي النازحين من اعراض الانتهاكات وعلى سبيل المثال وهي المعايير الدنيا للاستجابة الإنسانية وهناك عدد من الوكالات الإنسانية لديها ولايات حماية أو أدوار محددة معنية بالفئات المستضعفة. وتضطلع عدة وكالات من بينها بأنشطة حماية، كبرامج أو مشاريع قائمة بذاتها، أو ضمها في إطار الاستجابات داخل “تكتل الحماية” أو “مجال الحماية”، بموارد مخصصة، وموظفين متخصصين. ويضم التكتل العالمي للحماية في عام 2011 هياكل تنسيقية مع نقاط اتصال مرجعية من أجل شواغل تندرج تحت المجالات التالية: حماية الطفل - والعنف القائم على نوع الجنس. - الإسكان والأراضي والممتلكات. - التدابير المتعلقة بالألغام. - العدالة وسيادة القانون. كيف تقيّم أوضاع النازحين في مخيماتهم بحكم عملك واحتكاكك بهم؟ - بصراحة تقوم المنظمات الدولية في ادارة المخيمات حسب المعايير الدولية وتحافظ على صون كرامة الانسان في توفير احتياجاته الضرورية ومنها منظمة الإغاثة الإسلامية التي تدير المخيمات في حرض مخيم المزرق 1 و3 وبدعم من المفوضية السامية لشؤن اللاجئين. ما الدور المطلوب من المنظمات الحقوقية تجاه النازحين عموماً ،والنازحة خصوصاً ؟ - يحتاج النازحون إلى الكثير من الدعم والمناصرة وتكاتف الجهود من اجل تفعيل الدور لمنظمات المجتمع المدني في قضايا النازحات وما تعانيه من مصاعب ومما لاشك فيه هو إن المرأة النازحة تتمتع بخصوصية من خلال مبادىء الحماية وحقوقه كنازحة حيث برز دورها خلال مرحلة النزوح ويمتد تأثيره لتغيير طبيعة الحياة النمطية والعلاقات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية لمعظم أفراد المجتمع الذي يشهد النزاع ، ويتباين تأثير النزاعات المسلحة تبعاً لمستوى وحجم ومفهوم النزاع وكيفية إدارته ومن ثمة حله ، حيث يظهر جلياً على النساء ، فعلى الرغم من أنهن لا يشتركن في القتال مباشرة إلا أنهن يتعرضن للموت والإصابة والاعتداءات والتفكك الأسري والنزوح وفقدان الملكية ، وإن النزاع يطلق في مواجهة النساء سواء ضمن دائرة الأسرة أو إطار المجتمع ، فتصبح المرأة مسئولة عن الحفاظ على كيان العائلة فيتحملن أعباءً هائلة حيث تصبح المرأة مسئولة عن رعاية اطفالها وباقي العائلة . وأخيرا ًننبه إلى خطورة الانعكاسات السلبية التي خلفتها الحروب المتكررة في صعدة والأوضاع المأساوية في أبين التي زادت من تفاقم الحالة الإنسانية للمدنيين في مناطق النزاعات ما اضعف الانتباه العام لتداعيات كل ذلك على النساء مع وجود فقر شديد في المعطيات الإحصائية والتحليلية الخاصة بأثر النزاعات في اليمن في النساء وهو ما سيؤثر سلباً على أولويات الخطط التنموية التي يجب أن تساهم في معالجة هذه الآثار.