احتفلت الجمهورية اليمنية أمس مع سائر دول العالم بيوم الغذاء العالمي 16 من أكتوبر 2013م واليوم العالمي للمرأة الريفية تحت شعار «نظم غذائية مستدامة من أجل الأمن الغذائي والتغذية». وفي الحفل أكد وزير الزراعة والري المهندس فريد مجور أهمية الاحتفال بهذه المناسبة ودورها في تعزيز الجهود لزيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر. وأشار، بحسب ما نقلته وكالة (سبأ)، إلى أن اختيار منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) شعار هذا العام «نظم غذائية مستدامة من أجل الأمن الغذائي والتغذية» يحمل دلالة أن نظام الأغذية يتألف من بيئة وأشخاص ومؤسسات وعمليات يتم من خلالها إنتاج السلع الغذائية وتجهيزها وعرضها على المستهلكين. واعتبر الوزير مجور أن مكافحة الفقر أو الحد منه لا يأتي بجهد مؤسسة أو جهة منفرداً بل يتطلب ذلك تضافر كافة الجهود للوصول إلى الغاية المرجوة. وأوضح أن وزارة الزراعة في هذا الجانب عملت وفق الإمكانيات المتاحة خلال الفترة الماضية على توزيع 347 حراثة بأسعار تشجيعية وكذا 250 حصادة يدوية و300 درَاسة؛ وذلك بالتعاون المثمر بين اليمن واليابان الصديق. وأشار وزير الزراعة إلى أن الوزارة وزعت ألفاً و 200 طن من بذور القمح المحسن بدعم 50 بالمائة من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي. وقال: «إن وزارة الزراعة استطاعت الحصول على منحة من مجلس الغذاء العالمي لتمويل مشروع في مجال الأمن الغذائي في اليمن بتكلفة 36 مليون دولار؛ وذلك بناء على الدراسة التي تقدمت بها الوزارة».. لافتاً إلى أنه سيتم توظيف ذلك المبلغ في مجالات حيوية هامة في القطاع الزراعي خلال العام القادم، والتي تساعد على النمو في الإنتاج الزراعي وخلق مزيد من الفرص في سبيل مكافحة الفقر والحد من الجوع، إلى جانب العديد من الأنشطة والبرامج التي تنفذها الوزارة في الميدان ومع الفلاحين. وبين وزير الزراعة أن الأسباب الجذرية لسوء التغذية تعتبر أكثر تعقيداً وتشمل البيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمادية الأوسع نطاقاً؛ لذا فإن معالجة سوء التغذية تستوجب إجراءات متكاملة وبتدخلات مكملة في مجال الزراعة ونظام الأغذية وإدارة الموارد الطبيعية والصحة العامة والتربية. وقال: «إن إنتاج مزيد من الأغذية خطوة جيدة، ولكنها غير كافية، فكون الإنتاجية الأعلى في الزراعة تسهم في تغذية أفضل من خلال رفع المداخيل وبخاصة في البلدان حيث تشكل الزراعة حصة كبيرة من الاقتصاد والعمالة».. مثمناً الدور الكبير الذي يقوم به شركاء اليمن في التنمية الزراعية ومن ضمنهم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو». من جانبه أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» اتيان بترشميت أهمية الاحتفال بهذه المناسبة نحو تعزيز الجهود المبذولة لتقليص حدة الفقر.. مبيناً أن 5ر10 ملايين نسمة في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وقال: «إن 8 ملايين نسمة يعانون من سوء التغذية، كما أن اليمن تعتمد بشكل كبير على استيراد المواد الغذائية بنسبة 90 بالمائة من القمح و100 بالمائة من الأرز و90 بالمائة من احتياجات منتجات الألبان يتم استيرادها من الخارج». وأكد المسئول الأممي استعداد «الفاو» تكثيف أنشطتها وبرامجها وخططها لدعم السياسات والمشاريع الزراعية في اليمن والعمل على فتح الباب أمام فرص عمل جديدة لتحقيق الأهداف المشتركة وكذا تحقيق أمن غذائي مستدام.. وفي الحفل الذي حضره أكثر من 100 مشارك ومشاركة من المهندسين الزراعيين والأكاديميين والسفراء من السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وعدد من الجمعيات التعاونية والهيئات والمؤسسات وعدد من الجهات ذات العلاقة، ألقيت عدد من الكلمات من قبل ممثل البرنامج العالمي للغذاء أثير نجم وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد التعاوني الزراعي المهندس أحمد عبدالملك ومدير إدارة المرأة بوزارة الزراعة المهندسة حفيظة شعبان. وأشارت الكلمات إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للغذاء يأتي لمساعدة المجتمعات الفقيرة في الدول النامية التي تعاني من الجوع والفقر وصعوبة الحصول على الغذاء، كما يهدف الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية إلى تسليط الضوء على الدور الهام الذي تضطلع به المرأة ومساهمتها في مختلف جوانب التنمية المختلفة.. ولفتت إلى أن القطاع الزراعي في اليمن يواجه العديد من التحديات أبرزها محدودية الموارد المائية وتدني الإنتاجية، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود لتنمية القطاع الزراعي وتعزيز دوره في توفير الأمن الغذائي.. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للغذاء واليوم العالمي للمرأة الريفية كمناسبة تحتفل بها معظم شعوب العالم في كل عام لإبراز دور القطاع الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي، وكذا دور المرأة الريفية وجهودها الفعالة في مواجهة قضايا الأمن الغذائي.. ويهدف يوم الأغذية العالمي إلى تعميق الوعي العام بمعاناة الجياع وناقصي الأغذية في العالم وإلى تشجيع الناس في مختلف أنحاء العالم على اتخاذ تدابير لمكافحة الجوع، حيث يحتفل به أكثر من 150 بلداً في كل عام.