عدنان العديني الاعتراف بأن الجميع من أصل واحد ومتساوون بالمكانة المعنوية هو المقدمة لتقبل ان يحكمك من كنت لا ترغب أن تراه يفعل هذا . قد نجد صعوبة في هذا لكننا سنكون حينها في طريقنا إلى الحرية هذا سيجعل منا احراراً في النهاية وسنتمكن من العيش كبشر وسنغادر حالة الصراع مع الذات فالحر هو ذاك الشخص الذي يجعلها في متناول الجميع، فيما العبد هو الذي يحبسها عمن سواه وحتى هذا لا يكون قد تغلب على العبودية، إذ الحرية سلعة يتبادلها الاحرار فيما بينهم وتنمو بوجودهم . عصام القيسي ليس صدفة أبداً.. أن الدين السماوي في رسالاته كلها قد تحرف - كلياً أو جزئياً - على أيدي المتدينين لا على أيدي المنحرفين عن معياريته.. لماذا إذن لا يتدبر المتدينون هذه الحقيقة؟.. ألم يطالبهم الكتاب بالتدبر ؟.. ألا يشعرون بالخوف من حالة اليقين التي هم عليها؟.. هل تغريهم حالة الالتزام والتبتل؟.. أليس الالتزام والتبتل وصدق الاتباع موجوداً في كل المذاهب الباطلة؟.. كم واحداً من هؤلاء جلس مع نفسه جلسة صدق، فسألها: ما مبلغ علمك من الحقيقة؟.. وهل يليق بالله أن يهدي عبداً إلى الحقيقة الثمينة وهو جالس في مقاعد المقلدين، لا يختبر ولا يمتحن ولا يحاسب ولا يطور ملكاته وقدراته؟.. هل الله يمنح الحقائق للكسالى أمثال هؤلاء؟.. أسئلة كثيرة، لا أمل في أن يتوقفوا أمامها أبداً، فقد جعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم ، وأصروا، واستكبروا استكبارا. وليد الاباره المتغيرات ومحنة المثقف : على المثقف أن ينحو منحى الاقتصادي وهو يخطط للمستقبل انطلاقاً لما يعرف بالظرفية من خلال تحليل نقدي هادئ يعطي لتوقعاتهم صبغة اكثر عملية ويضفي عليها طابع الواقعية . إن الهلع والتنكر من المتغيرات القادمة باعتبارها شراً محضاً وتصويرها كغول قادم سيسحق المسحوقين ويضاعف مكانة المتنفذين ويسير بالبلاد الى الهاوية او الصوملة هي آراء لا تواكب الأحداث التاريخية ولا تنصاع لمنطقها . وككل مرة سنجد أنفسنا كيمنيين خارج سياق التحولات التاريخية إما من خلال أنفسنا أو عن طريق التنكر للمنطق الموضوعي الذي يتعالي على التاريخ . فهمي الأصور في بلدي بعد أن أصبحت الدراسة في الجامعات أشد تعقيداً وكلفة من كلفة الحصول على فيزا عمل في الإمارات أو السعودية أو أميركا أصبح الشباب يباركون لأصدقائهم على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز وشبكات التواصل بمناسبة قبولهم في المعاهد التقنية (يعني بالمصري دبلوم صنايع) ، لأن الدراسة في المعاهد التقنية أصبحت كالحج لمن استطاع إليه سبيلا. حلمي الكمالي يظن الطغاة بأن التاريخ سيمجدهم كما تمجدهم شعوبهم اليوم ...سحقاً لغبائهم .. فالتاريخ لا يحفظ اسماءهم الا لكي تلعنهم الأجيال القادمة .!!