الآمال, والأحلام لا تكف عن مداعبة خيال كل فتاة مقبلة على الزواج، فالزواج بالنسبة لكثيرات سيكون حياة أفضل وأجمل وزوجها في الأحلام لن يكون صورة مكررة للزوج الذي استهلكته الأفلام العربية القديمة ،أبيض وأسود, والحياة التقليدية, الذي يعود فيها الزوج من عمله متأبطاً البطيخة ومحتضناً الجريدة؛ ليكمل بقية يومه في البيت, بعد انتهاء الدوام في انتظار الغد القادم بنفس رتابته ومحدوديته، ما الذي تغير؟ تغير الزمن, وكثرت متطلبات الحياة, وزادت أعباء الحياة بشكل يجعل بعض الزوجات تصرخ: زوجي بلا طموح وأنا محبطة.. الحياة متطلباتها كثيرة, وآمالي, وأحلامي, كانت واسعة.. فهل تستسلم الزوجة للزوج غير الطموح؟ وهل توقف طموح بعض الرجال سببه تدهور الوضع الاقتصادي في البلد وكل البلاد العربية ؟ أم أن ذلك يفترض أن يكون دافعاً أكبر للطموح ومواجهة مصاعب الحياة نستطلع آراء البعض ومعاناتهن .. بيتنا ساحة للشجار والعراك (ج .س ) متزوجة منذ سبع سنوات تروي قصتها وتبدأ: كان والداي لا يحبان خطيبي، والسبب أنه بلا طموح كما كانا يريانه، ولكني علقت على الأمر بأني سوف أجعله يتغير بعد الزواج، كان طموحه أمام أبي أن نتزوج، ونأكل، ونشرب، ونعيش كباقي خلق الله، ومعنى ذلك أنه لن يستطيع أن يوفر لي ما كنت أمتلكه من حياة عند أبي، تم زواجنا بالفعل بناء على إصراري، وعلى ثقتي العمياء، والتي كانت عمياء حقاً حين ظننت أنه بزيادة المسؤولية أنه سيتغير، مر أكثر من عام على زواجنا أنجبت خلاله ابني الأول، وزادت صرفياتنا ولم يعد راتبه يكفينا حتى نهاية الشهر إلا بجده وشدة, ألحّيت عليه أن يبحث عن عمل إضافي أو عمل حر, لنحسن من وضعنا وبالفعل أخذ كل ما لدي من ذهب وقام بشراء تاكسي لكنه يتركه مركونا وينام أغلب اليوم ولم يتغير شيء في نمط حياتنا، حتى بعد مجيء ابننا الرابع فزوجي مازال براتب وظيفته البسيط, وشهادته المتوسطة، ولم يفكر أن يبحث عن وظيفة أفضل، أو أن يكمل دراسته الجامعية ليترقى.. بل حتى لم يفكر بترك القات على الأقل لتخفيف عبء بند إضافي على ميزانيتنا المتعثرة في الأصل أخذت الظروف الاقتصادية تتقاذفنا من شهر لآخر، ولولا مساعدة أهلي وأهله لنا لأصبحنا من طبقة الفقراء المعدمين، في الحقيقة تحولت لزوجة محبطة، ولكم أن تتخيلوا أن بيتنا ليس إلا ساحة للشجار والعراك خصوصاً بداية كل شهر. في النهاية تقول : لا أخفي عليكي ولا على نفسي رغبتي الملحة في الانفصال عن رجل ينام كل وقته و كسول في حين لديه الشباب, والمستقبل يفتح له ذراعيه؛ لكي يطور من نفسه، ولكي يصبح شيئاً أكبر بمحاولات بسيطة لا يطيق أن يفكر بها. أصبح متسمراً أمام الفيسبوك تقول( م . ع) : يعود زوجي من الدوام لينام ساعة، ثم يصحو ليجلس أمام الحاسوب، مطالعاً عالم الفيس بوك حتى منتصف الليل لينام ويصحو ثانية، لا يفكر بأي مشروع صغير بعد الظهر مثلاً، نزيد به دخلنا، فنحن نعيش في شقة صغيرة وبالإيجار، ولا يوجد عندنا أثاث جيد، وأكبر أولادي سيلتحق بالجامعة والبقية بالمدارس، وهو لا يشغل باله أي شيء، ودائماً يردد في وجهي: المهم الستر والصحة، تعبت من كسله وانعدام طموحه. دوام ثان ولكن عند أمه إيمان، سيدة أربعينية متزوجة ليست أفضل حالاً ممن سبقنها فهي كما تقول: «تعبت وفقدت الأمل في كل شيء حولي بسبب زوجي عديم الطموح، فنحن عائلة من خمسة أبناء، ولدي اثنان منهم في الجامعة، ونعيش في شقة بالإيجار نفتقر لأدنى مستويات الحياة الكريمة، وهو يعود من الدوام، لينام ساعة، ثم يذهب لبيت أمه، ويبقى عندها حتى ساعة متأخرة من الليل، ليعود كي ينام، ويذهب للدوام في الصباح التالي، تعبت من الحديث معه وأصبحت حياتنا كلها شجارات بسبب القات وراتبه الذي لا يكفي وعدم بحثه عن مصدر آخر لتحسين وضعنا. طموح يتحقق بعض الأزواج والزوجات يحبون الطموح، رفيق معلم يقول: إنه يرى نفسه زوجاً طموحاً، ويعوّل ذلك كثيراً على زوجته حيث يقول: «الحمد لله، فقد ساندتني زوجتي كثيراً، وخففت عني أعباء ثقيلة، لولاها لم أكن لأتمكن من تحقيق أي تطور مهني. الطموح ليس له حدود الأمر نفسه يحدث مع حاتم، الذي قرر هو وزوجته البحث عن طموحهما، وتحقيقه يقول حاتم: « بدأت العمل في أكثر من مكان، وأكملت زوجتي أيضا دراستها وبدأت تعد للماجستير، زوجتي طموحة وأنا مثلها، والطموح ليس له حدود وحياتنا وأوضاعنا المعيشية تغيرت للأحسن بشكل ملحوظ وملموس بالتعاون والمحبة وبا العمل حققنا استقراراً نحسد عليه. طموحهُ دمر حياتنا في منأى آخر ونظرة مختلفة للطموح الجامح, والمدمر, كما تؤكد عبير حيث تقول: « حياتي تدمرت بسبب طموح زوجي الزائد عن المعقول، فهو ينتقل من دراسة لدراسة ومن شهادة لأخرى ومن مشروع لمشروع؛ ومن سفر لسفر حتى أصبحت لا أراه ولا يتفرغ للبيت، ولا يرانا إلا بأوقات محسوبة ومحددة، أبنائي أصبحوا كالأيتام، هذا الطموح دمر حياتنا الفلوس والمركز العلمي ليس كل شيء.. من هو الرجل الطموح؟ وما تأثير طموحه على حياته واستقراره في علم النفس والسلوك الرجل الطموح هو رجل يحمل صفة شخصية تدور حول الانشغال بالنجاح والتميز، والولع بالتفوق، وتستطيع أن تكتشف الزوجة إذا كان زوجها يمتلك هذا الطموح أم لا، فهي تراه متوقداً، ومتحفزاً، ومتحدياً طوال الوقت، بعكس الرجل غير الطموح الذي تظهر عليه علامات الخمول واللامبالاة وينعكس سلوك الرجل على المرأة، وهي الزوجة فتصاب بالإحباط، فتقلل مثلاً من العناية بمظهرها، خصوصاً حين تقارنه بالرجال الآخرين، الذين لا يتوقفون على البحث عن تحسين دخلهم، ويعكسون ذلك التحسن على بيوتهم وزوجاتهم، عدم الطموح لدى الرجل يجعلها تشعر بالركود، وتمسك بزمام المبادرة في البيت مما يؤدي إلى تبدل جذري في موقع الزوجة، ويجعل الزواج على وشك الانهيار.