تتواصل المواقف والمشاهد والحكاوي المخزية لحال واقعنا الرياضي المطرز بالقبح والسلبي حد العار تجاه المبدعين والمواهب والمتميزين والمتفردين بالقدرات الخاصة الذين ينتظرون من القيادات الشبابية والرياضية أن تكون بمستوى الحدث وترتقي إلى مستوى حب المتميزين والموهوبين والمبدعين لوطنهم ويقينهم بقدراتهم التي تحتاج إلى فرص تحفّز الشباب والرياضيين وتمكنهم من إظهار قدراتهم التي وهبهم الله.. وواقعنا الرياضي والشبابي للأسف تحول إلى جحيم من المعاناة لكل موهوب ومتميز ومبدع، في حين تفتح الأبواب أمام أنصاف المواهب لأشياء بات الجميع يعلمها. مالك الشعبي أو(ميسي اليمن) كما أطلق عليه كل من شاهده وهو يستعرض ويقدم مهاراته الفردية بمعشوقته كرة القدم التي يغازلها بكل لغات الحب والمودة وجعل الجميع يُبهرون بقدراته وأبدى العديد من الخليجيين في بطولة خليجي عشرين استعدادهم لتبني موهبته، إلا أن العنجهية وسوء التصرف وسوء التدبير لقياداتنا الرياضية حالت دون ذلك أو بالأصح لم يهمها أن يقدم الدعم اللوجستي لمبدع يهوى التألق والتفرد ولاتشعر قياداتنا الرياضية أو غيرها بواجبها تجاه المبدعين والشباب المتميزين، فليس هذا الأمر في أولوياتهم أو أجندتهم،وقد رأينا في بطولة خليجي عشرين ثلاث مواهب متميزة من صغار السن أكدوا علو كعبهم في فن الاستعراض الكروي فماذا قدمنا لهم غير استغلالهم من قبل القيادات إعلامياً في المناسبات وهذا ماحدث مؤخراً مع(ميسي) اليمن الذي آمن بقدراته وأصبح سفيراً لليمن ليؤكد أن بلادنا زاخرة بالمواهب ويكون قلب اليمن النابض والمتحدث الرسمي للإبداع الكروي باسم مواهب بلادنا كافة وأعلم الجميع أن بلادنا موجودة على الخارطة وممتلئة بالنفط والفحم والآثار التي تحكي تاريخ حضارات متراكمة لليمن وزاخرة بالإبداع وتحتضن المواهب والمتميزين الذين يكبرون ويترفعون عن إهمالنا وإحباطنا وسوءآتنا وسوء تصرفنا وذمامة قياداتنا المسئولة التي تهتم بأشياء أخرى ولاتعير الموهوبين أدنى اهتمام. نعم يحتاج المبدعين أن يكون لهم دور ليحاكوا واقع الشعوب المتقدمة ويقدمون صوراً عبر إبداعهم عن وطنهم اليمن فلماذا لانمكنهم من ذلك؟. لماذا نحرم مبدعينا من أبسط حقوقهم؟ لماذا نجد الدول الشقيقة تصرف ببذخ على أبسط موهوب، في حين مبدعينا يتسولون من يمنحهم الاعتراف بوجودهم أو من يحفزهم ويكرمهم بمنح وظيفة أو فرصة فقط.. نعم البعض لايريد منا إلا فرصة ليظهر مواهبه ويثبت نفسه في عالم التميز والإبداع ولكن واقعنا بكل مافيه وفي مقدمته سوء ردة الفعل من قياداتنا الشبابية والرياضية تجاههم، بل يصل الأمر ببعض القيادات أن تجيش كل إمكاناتها وتسلطها لمحاربة هذا الموهوب أو ذاك لا لشيء إلا لمرض نفسي أو لرفض المبدع أن يتم استغلاله إعلامياً أو حزبياً ويتم الصرف ببذخ وباستراتيجية لإحباط هذا المبدع أو ذاك الموهوب لإسقاطات نفسية من هذا المسئول أو ذاك!!. ومالك الشعيبي الذي أطل علينا فجأة في الأكاديمية في اسطنبول وباستضافة نادي(غلطة سراي) كما تقول المعلومات الأولية وبرفقة حامد المقطري وسوف نجتهد لنقل الحقائق والوقائع التي ستتوارد إلينا عبر العزيز بدر الدين هزاع الحاتمي وفي بلد(مراد علمدار ولميس وسمر وفاطمة وتقية وعزالدين اربكان) ظهر ميسي اليمن ليرسل لعناته على كل من يقف حجر عثرة ضد الإبداع ويسيىء لواقعنا الرياضي والشبابي ويحبط الموهوبين أو يجيّش قدراته لمحاربة المتميزين بدل تحفيزهم ليفجروا طاقاتهم الإبداعية وليعلنوا للعالم بإبداعهم،نحن اليمن، بلد الحكمة والإبداع وموطن المتميزين في كافة العلوم،رغم الصورة تبدو قاتمة إلا أن الحياة النابضة بالتفرد موجودة عبر كل مبدع يتجاوز آلام وسلبيات واقعه الرياضي والشبابي. نعم أطل علينا مالك ليظهر آلاف من علامات التعجب والاستفهام وسؤال مشنوق: إلى متى سيظل حال واقع الموهوبين والمبدعين في خبر كان؟وإلى متى ينتحر المبدعين في الزوايا المعتمة أو في الأماكن التي لايرون منها بقعة الضوء التي تظهرهم للآخرين؟ ومن المسئول عن عدم تواجد أقران مالك الشعيبي في تركيا أو قطر أو اسبانيا ولن يكون هنا«بس خلاص»..ولنا عودة إن شاء الله.