مَلكة ُ الغرامْ.. في قبة خضراء.. تعصر لي الأشواق خمرة .. والروح من شرابها.. قد أزلفت جنانها.. فحب ذاك المستقر. قل للذين تيمتْ.. أو ركعوا ببابها.. تلكم عروسٌ أحكمتْ.. فليسَ منْ حنانها.. أن لا تلوحَ للبشرْ. تُرسل لي بريدَهَا.. بلحن ربات الوترْ. أبحثُ عنْ مِثالِها.. وعن معاني حرفها.. وعن زمانٍ اندثرْ. يا ربُ قد حيرني.. سؤالها.. وشق سمعي والبصرْ. أجمع أجزاءً لها.. أرسلُ طيفي نحوها.. أكتبُ آيات السورْ؟ هل أنثني؟.. أو أنشد الله السؤال؟.. عذراً .. وما معذرتي.. إذا بدت لي في الخيالْ؟.. اللطفُ لي عنوانها.. ألتمس العذر الخفيفْ.. لا. والقلوب كلها.. طوع ٌ لها بحراً وبرْ. ***** رباهُ، يا وسيلتي.. أدرك وأعطني اليقينْ.. أبحثُ عن كيانها.. مشتملاً ثيابها.. ومس يوما جلدها.. وبات في وهادها.. كطائرٍ جريحْ.. وعن بقايا مهجة ٍ.. تزفها الرياح ْ.. ينقلها البساط ُ.. في مدائن الجراحْ.. وعن سكوت في الأزلْ.. أعقبهُ نواحْ.. وعن.. دموع أصبحتْ.. خارطة السماءْ.. تفرقت حباتُها.. كواكباً وأنجما.. وقطرة من فمها.. غطت بقاع الأرض ما.. يا خمرة اللمى.. ما بالها تلونتْ.. هذي البحار بالدما؟!.. والشمسُ قد تخضبت.. بل غرقت في العندم؟.. والكون لمَّا يستقرْ.. على رؤوس القدمِ.. أما رأوك في القدمْ.. أسطورة الزمانْ.. ومهرجان حلم.. وكعبة المكانْ؟!.. أما رأوك.. في القبة الخضراء.. في المشكاة.. في زجاجة المصباحْ؟!.. في شجر الزيتون ؟!ْ.. حيث أهل الله يلجأونْ.. ويمسحون ألم الحياة ْ.. ينفضون عنهم الحزن الطويلْ.. ويحتمونْ.. بك يحتمونْ.. في شدة الوطيسْ.. يخففون عنهم الأوزارْ.. يقتلون أوهام الطريقْ.. حتى يروك مرة ً.. قد تخذوك قربة ً.. هدية الإلهْ.. ورحمة أنزلها.. رب العباد من سماهْ.. الدهر لما ينقض.. ولم يمت ْ.. تفطرت أحشاؤهُ.. من وجعٍ دهاهْ.. ردي إليَّ قوتي.. فالدهر ياحبيبتي.. تحطمت قواهْ.. أصابهُ الجُنونْ.. مزقهُ الشجنْ.. ونعسة العيونْ.. تبعثر البدنْ.. لعلهُ يرى.. جوهرة الأرواحْ.. في العالم العلويِّ.. حيث الطهرُ والعفافْ.. حيث القناديل المضيئة ْ.. والرياحين البريئة ْ.. وزهور العاشقينْ.. ما بالها قد ذبلت ْ.. من نظرات الحاقدينْ؟!.. في هذه الدنيا التي تنكرتْ.. على قلوب العارفينْ.. أنت يا من رمزها.. باق ٍ على مر السنينْ.. هل تبعثينَ.. حالها.. وروحها.. من بين قوم ميتينْ؟.. أواهِ من آلامها.. صارت مع أحلامها.. مثلَ الحبال ِ.. والسكّينْ.. تلعبُ في أوداجها.. كأنها طوعُ اليمينْ. ***** تحمِلُ نفسي خنجراً.. وكفي....بندُقِيتي.. في كوكب ٍ.. ترابهُ قنابلُ.. وكفهُ سلاسلُ.. وريقُهُ عذابْ.. وخطوُهُ زلازلٌ.. وبطنُهُ مماتْ.. فأرسمُ الحزنَ الطويل.. في مآقي الحوقلة ْ.. وألملمُ من جديد ٍ.. نظرات ِ الأرملة ْ.. إن ذا الجرحَ غويرْ.. من سهام ِ المعضِلَة ْ.. عمَّهُ الصمتُ المديدُ.. وإشاراتُ الولهْ. ***** بلقيسُ كانت هاهُنا.. تحكمُ أنفاسَ الشعوبْ.. وعرشها الخلودْ.. يضيءُ فينا قبساً.. لنهتدي العبورْ.. واليوم أضحت قصة.. لتعلنَ الهروبْ.. من مشرقٍ مكبل ٍ.. وترتضي الغروبْ.. سألتُها فأحجمتْ.. وهمهمتْ.. تكونُ قد تلتْ.. طلاسمَ التابوتْ.. أو آية علمَها.. سيدُنا الملكْ.. أو سيدي الخضرْ؟.. والتفتت بجيدها.. تخاطبُ الصخور.. لسانُ حالها تقولْ: قلوبنا قد ملئتْ.. بشرعة ِ القبورْ.. وصفقةِ الشرورْ. ***** مكتبتي عظيمة ٌ.. تفيضُ بالقصورْ.. فتحتُ يوماً دفتراً.. لأسألَ السطورْ.. وجدتها تشكلتْ.. ملحمةَ الحروبْ.. فأحرفُ البداية ْ.. كتيبةٌ مستطلعة ْ.. وأحرف الوسطْ.. ترتقبُ النذيرْ.. لكنَّ في النهاية ْ.. حرف ٌ.. ينامُ في سريرْ.. لهُ رؤوسٌ أربعة ْ.. قد سقطتْ في المعمعة ْ.. وعلمٌ كسيرْ..هلْ أرقبُ الحذرْ أو إنهُ القدرْ... يحنطُ الصُحفْ.. ويرسمُ المصيرْ.. يقولُ: لا تنظر إليَّ إنني.. أذوب.. من حدةِ النظرْ.. فقلتُ بلْ أغمضها.. لأعرف الخبرْ.. دارت هنا معركة ٌ.. فاستشهدَ الضميرْ.. وفرتِ الفكرْ.. والآن مثلما ترى.. قد أفسدوا الحياة ْ.. وشنقوا الأقلامْ.. وانتحر الورقْ.. الأرضُ قد تزلزلتْ.. أم قلبها نطق؟!.. لقد توقفتْ.. والفلكُ انزلقْ.. والناسُ فوق َ متنها.. عجلة ٌ تدورْ.. آليتُ أن أعيدها.. إلى زمانٍ من صفاءْ.. إلى حمام ِ الشعر في مدينة ِالسلام.. إلى قلوب ِ الأبرياءْ.. وحكمة صوفيةٍ.. تشرقُ في سمائها.. لتستقيمَ عندها عجَلةُ الزمنْ.