ولج القرآن غير باب من العلوم , على غاية في الفصاحة ودقة في النظام , وفتح ما انغلق على أرباب البيان والمعرفة , ما التبس على الأفهام, من لسان وحكمة وفصل خطاب, وعلم فلك ونجوم , وسياسة حكم واقتصاد, وطب وجغرافية وتاريخ وأجناس وبيولوجيا وعلم نفس لكل صاحب (...)
تنازعت اللغات السامية ألفاظ الأنبياء والرسل المذكورة في القرآن كتنازع العامل في أبواب النحو, وقد وضع النحاة باب الممنوع من الصرف دليلاً عليه, إذ معظمها عندهم أعجمية, أي ليست من كلام العرب ولا من وضعهم المتعارف عليه, ودرج الأولون والآخرون على ذلك, (...)
اللغات السامية لم تكن بمعزل عن المحيط العربي وقد ظلت قائمة على أصولها حتى ظهور الإسلام وقد كان بعض الصحابة يشير إليها, وما نلحظه في القراءات المتواترة والشاذة لدليل بين على ما ورد , وإن كان البعض أشار إلى مناطق ولهجات عربية وتجاهل ألسنة الأقوام (...)
قدم بضم أوله وفتح ثانيه موضع باليمن وإليه تنسب الثياب القدمية قدوم بفتح أوله على وزن فعول ثنية بالسراة وهو بلد دوس. وفي حديث الطفيل بن عمر الدوسي ذي النور فلما أوفيت من قدوم سطع من كداء نور والمحدثون يقولون قدوم بتشديد ثانيه . وفي الحديث عن النبي (...)
جاء في معجم ما استعجم: قدس بضم أوله وإسكان ثانيه بعده سين مهملة من جبال تهامة وهو جبل العرج يتصل بورقان قال الأنباري: قدس مؤنثة لا تجرى اسم للجبل وما حوله فأما قول زهير: ولنا بقدس فالنقيع إلى اللوى رجع إذا لهث السبنتى الوالغ فإنه أجراها ضرورة ورجع (...)
يرى ولفنسون أن وجود نظريات من هذا النوع سبب في تكوين آراء مخطئة خطأ مبينا كما حدث للعالم دوزي الذي استند إلى القرابة التي بين العربية والعبرية وإلى ذلك الشبه من أخلاق وعادات بعض القبائل البرية وبعض القبائل العربية وادعى أن مكة وعمرانها الوثني وتقدم (...)
في تناظر العربية والساميات يقول الكرملي: كثيرا ما يقول العبريون أن اللفظة العربية الفلانية هي من العبرية وكذلك زعم من كان عارفا باللغة الإرمية قلنا : إن اللغات السامية كلها تتشابه بعضها مع بعض ولا تكون الكلمة العربية من العبرية أو من الإرمية إلا إذا (...)
لست بدعاًً إن كنت أقول : إن اللغة الأم كانت سهلة , وجرى عليها التركيب في كثير من أحوالها وقد كانت اللغة اليمنية تمثل الرقي الحضاري في عصر من عصورها الزاهي . وقد شكلت مهد الفصاحة وتأثر بها غيرها من اليونان واللاتينيين والإغريق , كما تأثرت هي بلغاتهم (...)
اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وهي التي يقال لها اللغة العربية الفصحى وكذلك سائر لهجات العرب الأخرى، هي فروع من مجموعة لغات عرفت عند المستشرقين ب “اللغات السامية”. وقد أولع بعض المستشرقين بدرس هذه اللغات، فألفوا فيها كتباً وأبحاثاً، وأنشأوا مجلات (...)
تتجلى اللغة العربية الفصحى وخاصة القرآن باللسان اليمني , فتلألأ بمعانيه ثغره , وبسم بدره شفتاه , وهو الأمر الذي أعجز المفسرين للغة القرآن بلهجة الشمال .
إن الظواهر اللغوية للغة اليمن واضحة للعيان وضوح الشمس , وهي التي لم يشر إليها على أنها جنوبية , (...)
اليمن حاضرة البحر، ومنتهى الحضارة الإنسانية، وقطب دائرة الجزيرة العربية، ولدت قبل غيرها، ما الحجاز وأمثالها، شيء يقارن بها، منها وإليها مبتدأ الحضارات، وتنوع الألسن واللهجات، لم تكن غائبة يوماً عن روح الأنبياء والمرسلين، ولا نائية عن وحي رب (...)
«13»
الأسلوب القرآني دقيق التناول ،بعيد الرؤية، فريد المثال، شهي المنال، عصيّ عن الزوال ، والاختلال، والناظر المتأمل إلى أسلوبية التركيب والتأويل ومحاورها وأبعادها يجد شيئاً ذوقياً لا يدخل تحت التركيب والتأويل، ولا يخضع لمقياس التنظير والتعليل، مهما (...)
«12»
ونعني به الوحدة اللغوية المشتركة بين عصرين فأكثر والدلالة اللغوية التي اكتسبتها أو انفردت بها في زمن ما, وقد تبين اتحاد السمة المشتركة بين اللهجات على الأصح وقد مرّت اللغة العربية بمراحل ولادة ونضج ونمو وهي في كل مرحلة تحتفظ بظواهر دلالية (...)
أن يؤتى بالكلام مطابقاً لمقتضى الحال فذلك مرغوب فيه ولوجاء غير ذلك فهو نشاز وإن كان موافقاً لقواعد العربية، هذا ما اتفق عليه غالبية علماء اللغة، ولكن تفاوتت نظرتهم فقصرت وطالت وجاء بعضها يمشي على استحياء، وأقبل بعضها في صرة فصك وجهه وقال عجوز عقيم، (...)
هناك في عالم اللا زمن حيث يستوي الليل والنهار والبدء والانتهاء, هناك حيث يتحد الروح والجسد لطفاَ وصفاءً يقف الهواء والنفس ويخيّم الصمت الذي يسود اللا وجود.. تتجلى على هيئة الخلق روح تجسدت فيها الموجودات , يبرز للعيان اثنا عشر شبحاً تتشكل ذواتهم حسب (...)
رواية روحية تعليمية ترويحية ثورية عصرية وجدت نفسها وحيدة في عصر تكالبت عليها الأمم من الروايات والقصص والأخبار والمشهورات والأباطيل التي نكصت على عقبيها بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم وظهور ما يسمى بالفقه السياسي الذي انجرف وراء التيار ووجد (...)
وحين تقرأ قوله تعالى : “ كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة “ تهفو النفس لكشف أسرار الجمال وعلاقة الانتظام التركيبي في كل دالة من دوالها ابتداء من التشبيه والإحالة في ضمير الغيبة هم والصفة المشبهة باسم الفاعل وانتهاء بصيغة جمعت خاصتي المصدرية والمبالغة (...)
قلت انتظر وعندليب
يا من ترنمت شادي
أبو مطر يا فؤادي
يا مرتع الغيد غادي
لا تترك الريم شارد
وأنت كل الموارد
قال المسافر مولع
هات يا عندليب واسجع
فتيح حبي تفتح
رقدت والفن يسرح
قال المسافر غريب
من ذا سيبكي الحبيب
أحيا الفؤاد الجديب
من الروائع خصيب
بين (...)
امتلأت سورة يوسف بالإشارات والكنايات ولطائف التورية ، وما أوحت به لفظة الذئب إلا واحدة من تلك الدلالات البديعة ، أول ما أحالنا إلى استحضارها هنا تلك الآيات التي أضحت للسائلين علامات ، ولا أخفيك علماً أن أول ما يصادفنا من تلك الدلائل هي كلمة السائلين (...)
ثانياً : التركيب الأسلوبي
وهو الذي يدرس التركيب مجتمعاً، ولا يعني بالتركيب الإفرادي أو بالتركيب الاستئناسي، وإن كان لابد منهما ، ولكنه يبحث في النظم وما يترتب عليه، ويشمل ثلاثة مستويات:
المستوى البلاغي
المستوى النحوي
المستوى اللغوي
وكل المستويات لا (...)
الضرب الثاني من أسلوبية التركيب: المشترك المعنوي وهو ما اختلف لفظه واشترك معناه، وهذا المجال يحق للنظرية التوليدية أن تفرد جناحيها لتحلق مع كل مفردة مكتشفة ما يميزها عن غيرها، وكيف انتظم الأسلوب التركيبي على ضوء موقعها، وما حملت من معنى وكيف لو (...)
إهداء:
إلى أرواح شهداء الكرامة، وكل شهيد في ثورة الحادي عشر من فبراير.
“فأما إن كان من المقربين، فروح وريحان وجنة نعيم”
هذه هي الجنة التي تزف إليها أرواح المقربين العالمين، جنة ينتقل إليها العبد بعد رحلة طويلة من العبادة والطاعات قرباً لمن برأ هذه (...)
حين تقف متأملاً قوله تعالى: “ لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين، وشمال” تجد نفسك أمام جنتين تأخذان بأولي العلم مآخذ شتى، فهما يفصحان عن عظمة العلوم الحضارية والمدنية، التي وصلت حد الذروة شورى وديمقراطية، وتقدماً وتكنولوجية لم يسبق له مثيل، (...)