في تناظر العربية والساميات يقول الكرملي: كثيرا ما يقول العبريون أن اللفظة العربية الفلانية هي من العبرية وكذلك زعم من كان عارفا باللغة الإرمية قلنا : إن اللغات السامية كلها تتشابه بعضها مع بعض ولا تكون الكلمة العربية من العبرية أو من الإرمية إلا إذا كانت تلك الكلمة خاصة بشؤون بني إرم ‘أو بني إسرائيل أما الألفاظ المشتركة بين الساميين جميعا فليس ثم فضل لغة على لغة ولا أسبقية لهذا القوم دون القوم الآخر . ولاحظ المستشرقون أن العبرية تشترك مع السبئية في اصطلاحات كثيرة غير معروفة في اللغة العربية كما توجد وجوه شبه قوية بين كلمات حبشية وعبرية . ونخلص في كل ما سبق إلى أمور وظواهر لغوية منها : بدائية اللغة ويظهر في تأليف الكلمة من هجاء أو هجاءين . الكلمات ذات المقاطع الطويلة مركبة الهجاء. اللغات السامية كلها عربية وعربية مبينة . الأنبياء والرسل الذين قصهم الله تعالى هم عرب . وقد تألفت أسماؤهم على أضرب شتى : المركبة مثل إبراهيم وإسماعيل وإسرائيل . صيغة الفعل مثل : أحمد ويحيى ولوط ونوح وهود ويوسف . التصغير مثل : شعيب . صيغة المبالغة مثل : يعقوب وهارون . المشتقات الأخرى مثل : صالح وموسى وزكريا وعيسى . والمؤرخون يختلفون في معنى كلمة بابل حاضرة البابليين والظاهر أن معناها «باب إل» أي مدينة الرب لأن «إيل» معناها «الرب» في اللغة القديمة . وقد خفي هذا المعنى -والكلام للطحلاوي - على كثير من المؤرخين بسبب ما جاء في التوراة في تفسير كلمة بابل من أن الرب بلبل ألسنة القوم إذ كانوا يريدون الأمن من التفرق والقوة بالاجتماع في برج شامخ ومدينة كبيرة . وفي تاريخ ولفنسون : يذهب مرجليوث إلى أن الوطن الأصلي لبني إسرائيل لم يكن في شبه جزيرة طور سيناء بل كان ببلاد اليمن التي خرجت منها أمم كثيرة من أقدم الأزمنة التاريخية ويستدل على رأيه هذا ببعض أدلة منها وجود ألفاظ كثيرة مشتركة بين اللغتين السبئية والعبرية ومنها أن هناك شبها عظيما بين العادات الاجتماعية والأخلاق الدينية عند أهل سبأ وبني إسرائيل . والقلم الثمودي مشتق من القم المسند اليمني ويحتمل أنه جاء إليهم عن طريق قبائل معين الي استوطنت في الحجاز والتي نقلت حضارة اليمن وعمارتها وعبادة الأوثان اليمنية إلى شمال بلاد العرب . حمورابي لا شك أنها عربية مركبة من مقطعين حمو من الحمأ أو الحمى بكسر الحاء الثانية وراب من الزيادة أي الربا أو من الرب والياء نسبة حيث ورد اللفظ في الحبشية والعبرية والآرامية والسريانية والآشورية وكلها بمعنى حم وهو والد الزوج أو الصهرفقد جاء في المعجم المشترك بين اللغات السامية : عم ( شعب أو قوم ) في العبرية والسريانية والآشورية وكلها بمعنى شعب . وورد ربا ( كبر وزاد ) في العبرية والآرامية والسريانية والآشورية والحبشية . وجاء في التعليق على هذا الاسم : أن اسم حموربي مشتق من لفظي عمو يدل على اسم إله من أقدم آلهة الأمم السامية فيكون التركيب المزجي لهذا الاسم الإله عموربي كمعنى اللفظ العبري الله ربي وقد وجد اسم الملك عمري الاسرائيلي في الخطوط المسمارية يكتب خمري .تاريخ ولفنسون وفي الطحلاوي : وكذلك لفظ افرايم يدل على الجمع والانضمام ولا يبعد أن يكون الجزء الأول من يسرائيل الذي هو ي س ر مقلوبا عن أ س ر التي تدل في اللغة العربية على القوة والتجمع فيكون المركب العبراني يسرائيل يساوي إسرائيل أي عيال الله وهذا المعنى تماما كان يطلق على قريش في الجاهلية لأنهم كانوا سدنة البيت وخدام الحرم..