جاء في معجم ما استعجم: قدس بضم أوله وإسكان ثانيه بعده سين مهملة من جبال تهامة وهو جبل العرج يتصل بورقان قال الأنباري: قدس مؤنثة لا تجرى اسم للجبل وما حوله فأما قول زهير: ولنا بقدس فالنقيع إلى اللوى رجع إذا لهث السبنتى الوالغ فإنه أجراها ضرورة ورجع غدران الواحد رجع وقدس ينقاد إلى المتعشى بين العرج والسقيا ويقطع بينه وبين قدس الآخر الأسود عقبة يقال لها حمت قاله السكوني قال ونبات القدسين العرعر والقرظ والشوحط وهما لمزينة وفيهما أوشال. ومن حديث عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جلسيها وغوريها إلى حيث يصلح الزرع من قدس. وقال مزرد بن ضرار لكعب بن زهير: وأنت أمرؤ من أهل قدس وآرة أحلتك عبد الله أكناف مبهل ورواه ابن دريد وأنت أمرؤ من أهل قدس أوارة على الإضافة. وقال قدس هذا الجبل يعرف بقدس أوارة وهذا وهم منه لأن أوارة لبني تميم غير شك من بلاد اليمامة وإنما هو من أهل قدس وآرة, فقدس لمزينة وآرة لجهينة, وقال يعقوب هما لجهينة ,وقوله أحلتك عبد الله يعني عبد الله بن غطفان ومبهل لهم. وقال يعقوب ابن السكيت: هما مبهلان واديان يتماشيان من بين ذي العشيرة وبين الحاجر حتى يفرغان في الرمة كثير حمضهما وهما لعبد الله بن غطفان. قال رهمان واد أيضاً يماشيهما نقلت ذلك من خط يعقوب. وآرة التي ذكر جبل شامخ يقابل قدسا الأسود من عن يسار الطريق وقال يعقوب قدس وآرة لجهينة بين حرة بني سليم وبين المدينة وقال السكوني ينفجر من جوانب آرة عيون على كل عين قرية فمنها قرية غناء يقال لها الفرع وهي لقريش والأنصار ومزينة ومنها قرية يقال لها المضيق وقرية يقال لها المحضة وقرية يقال لها خضرة وقرية الفعو يكتنف هذه القرى آرة من جميع جوانبها وفي هذه القرى نخل وزرع وهي من السقيا على ثلاث مراحل عن يسار مطلع الشمس وواديها يصب في الأبواء ثم في ودان وودان من أمهات القرى لضمرة وكنانة وغفار وفهر قريش ثم في الطريقة وهي قرية ليست بالكبيرة على شاطئ البحر. واسم وادي آرة حقيل وقرية يقال لها خلص وأخرى يقال لها ونعان , قال الشاعر: فإن يخلص فالبريراء فالحشا فرقد إلى البقعاء من وبعان جواري من حيي عداء كأنها مها الرعل ذي الأزواج غير عوان ويقابل القدسين عن يمين الطريق للمصعد جبلان يقال لهما نهبان نهب الأسفل ونهب الأعلى وهما لمزينة ولبني ليث فيهما شقص وفي نهب الأعلى ماء عليه نخلات يقال له ذو خيم وفيه أوشال غير هذه البئر المذكورة ويفرق بين النهبين وبين قدس وورقان الطريق وفيه العرج ووادي العرج يقال له مسيحة نباته المرخ والأراك والثمام ويتصل بالقدسين جبال كثيرة ليست بشوامخ تسمى ذروة وهي مذكورة في مواضعها. قلت: وقدس وقدس بضم الأولى فسكون وفتح الفاء الثانية والدال موضعان في اليمن. وجاء في معجم المشترك اللفظي في اللغات السامية: قدس (المقدس) في العبرية والسريانية بهذا المعنى.