«زهرة الجردس» هي العمل الروائي الأول للشاعر و الكاتب عماد زيد بعد مجموعته الشعرية « عيناك آخر من تراك» , ويبدو أن اتجاه الكتابة الرواية نابع من أهمية هذا الجنس الأدبي و قدرته على احتواء كافة أشكال الخطاب اللغوي إضافة إلى ما تمتلكه الرواية من قدرة على تحليل و توثيق الظرف الإنساني بمختلف أبعاده و سياقاته الاجتماعية والسياسية والثقافية. في روايته , يستلهم عماد من الواقع حادثة مأساوية هزت المجتمع و كانت باعثه الأول لكتابتها , لكنه لا يقف عند هذا الحد فقط بل يتجاوزه ليهندس ما عطب في الضمير الإنساني من خلال منجز إبداعي يستحق أن نقف أمامه إذ تسرد الرواية وقائع المأساة من زوايا متعددة تسبر غور الوجع البشري ومكمن الخلل الأخلاقي .يخوض قارئ رواية “ زهرة الجردس” غمار نص سردي عالي الشعرية ولغة مكثفة لها إيحاءاتها و دلالاتها المتعددة المستويات كما يرتكز النص على تقنية سرد حداثية سابقة تسمح لصوت السارد الكاتب بمشاركة القارئ ليس أحداث الرواية و حسب بل أيضاً أحداث كتابة النص حيث تصبح كتابته حدثا موازيا للحدث الأساسي لمتن الحكاية وهي التقنية التي تضع الرواية كمنعطف في مسار البنية السردية للرواية اليمنية . يتم ذلك وفق خيال حكائي متنوع وغزير يضع أمام القارئ عالما متشعبا ومتواشجا مع واقع الزمان المكان كثنائية لا تنفصم الرواية إضافة حقيقية ونوعية للسرد اليمني نتمنى أن يتم الاحتفاء بها كما يليق وأن تنال حظها من القراءة والكتابة النقدية.