البلاغ وصل إلى قسم شرطة ميتم بمحافظة إب ليلاً عن حادثة مقتل المواطن “م ، س” في إحدى ضواحي وطرق منطقة ميتم حيث وجدت جثته مرميه هناك فتم التحرك والانتقال واستدعاء خبراء الأدلة الجنائية لتصوير الجثة ومكان الحادثة فيما باشر قسم الشرطة اتخاذ الإجراءات في الواقعة التي كشفت تفاصيلها أن شخصا يدعى “م ، ع ، ع” كان آخر شخص بجانب القتيل في ليلة الحادثة فتم استدعاؤه وأخذ أقواله الذي أفاد في محاضر جمع الاستدلال والتحري أن في يوم الحادثة كان مخزناً مع القتيل إلى الساعة التاسعة مساء وأثناء مرورهم بالطريق تعرضا لكمين وإطلاق نار من قبل مجهولين قتل خلالها صديقه الذي يعد من إحدى أسر المنطقة ويوجد بينه وبين أشخاص من أولاد عمومته مشاكل وخلافات سابقه والمكان الذي وقع فيه الحادث محاط بمحاريس القات تابعه لأولاد عمومته المختلف معهم وأنه شبه صوت احد الأشخاص بصوت ابن عم القتيل ويدعى “ز” وهذا شيء آخر.. هنا وضع الجميع علامة استفهام كان الاتهام يتجه صوب أولاد عمومته باستهداف صديقه وأدى بالفعل إلى مقتل صديقه ورفيقه في الطريق، وأضاف الشخص الذي كان بجوار القتيل أنه عقب مقتل صديقه اتجه إلى مكان وجود شقيق القتيل وأبلغه بما حدث.. تلك المعلومات الأولية في القضية جعلت قسم شرطة ميتم بإشراف مديره العقيد سمير عبدالواحد الميتمي يقوم باستدعاء وضبط عدد من المشتبه بهم بالجريمة وبلغ عددهم 4 أشخاص من ذات أسرة القتيل تم إيصالهم للقسم واخذ محاضر معهم من قبل نائب رئيس قسم البحث بقسم ميتم إبراهيم الفلاحي، فكان الإنكار هو النتيجة ولا غيرها انكروا صلتهم أو معرفتهم بشي ولم يفكروا باستهداف احد .. باختصار القضية زاد الغموض فيها بشكل كبير وظهرت خلال الإجراءات الأولية المتخذة بقسم ميتم أسئلة واستفسارات كثيرة الأمر الذي جعل من مدير القسم العقيد الميتمي بإرسال المتهمين في القضية للبحث الجنائي للتحفظ عليهم واعقب ذلك إرسال الأوليات الخاصة بها للبحث أيضاً بهدف الاستكمال والاستفادة من خبرات ضباط قسم الاعتداء والقتل.. هذا القسم المختص وصاحب الخبرة والكفاءة في مثل هذه القضايا المجهولة والغامضة كان هو من استلم القضية المرسلة من قسم ميتم حيث وجه العقيد أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي بالمحافظة بتكليف العقيد عبدالعزيز علي الشعري رئيس قسم الاعتداء والقتل شخصياً بتولي إجراءات جمع الاستدلال والتحري وباشر بالفعل ذلك بالاطلاع على الأوليات المرسلة من قسم الشرطة، استمر الغموض في القضية رغم إعادة اخذ أقوال الموقوفين “المشتبه فيهم” والنتيجة نفسها لا جديد يذكر إنكار متواصل، الأمر الذي جعل من المحقق الشعري الاتجاه صوب خيوط أخرى وتكثيف الإجراءات والتحري وجمع المعلومات مستعيناً بأفراد من أقارب القتيل، حينها كان الشعري في مخيلته وراسه أمراً مهماً يبحث عن تفسير له ومعنى مقنع له أيضاً، هذا الأمر وارتباطه فيما اتجه صوبه خيوط جديده بعيدة عن المتهمين من أولاد عمومة وأسرة القتيل الأمر متعلق وموجود في المجني عليه نفسه وذاته يتبلور في مكان دخول الطلقة أو الطلقات النارية لجسم المجني عليه “هل هو من الأمام أم من الخلف بغض النظر عن عدد الطلقات النارية” والإجابة على ذلك سيكون لها شأن عظيم لاسيما وأن معرفة الإجابة كان سهلاً هو من الأمام، واذا ما ربط المحقق الشعري نتائج التحريات وأقوال الشخص الذي كان بجانب القتيل وروايته عن ليلة الحادثة وما حدث لهما فيها وحينها ومقاومته للمهاجمين المجهولين حد قوله وذلك بوضعيه ومكان إصابة القتيل من الأمام فإن هناك أمراً في غاية الأهمية لكن؟ يحتاج للوصول إليه واكتشافه وكيف يتم ذلك؟ العميد الركن فؤاد محمد العطاب مدير عام شرطة محافظة إب كان على تواصل مع مدير المباحث الجنائية العقيد أنور عبدالحميد حاتم حول النتائج والأخير بدوره يبلغه أولاً بأول بها ويشيد بجهود المحقق الشعري الذي حينها كانت المفاجأة غير المتوقعة تدور في مخيلته لاسيما وأنه بادر إلى استدعاء الشخص الذي كان بمعية القتيل ليلة الجريمة بشكل غريب رغم أنه سبق وأخذ أقواله للمرة الثالثة وكانت هذه هي الأخيرة والمفيدة، جلس العقيد عبد العزيز الشعري مع ذلك الشخص لم تدم طويلاً فقد واجهه بمعلومات مهمه “افهمه” أنها في غاية الأهمية وأن الأمر انكشف وظهرت الحقيقة ولا داعي أن يتم جر أشخاص أبرياء في القضية والتسبب في فتنة واقتتال بين الأسرة نفسها “أسرة القتيل وأولاد عمومته” كان للذكاء المباحثي والخبرة في مثل هذه القضايا دور بارز أدى في الأخير ونهاية الجلسة إلى اعتراف الشخص بمعلومات وتفاصيل مثلت المفاجأة غير المتوقعة كما كنت قد أسميتها، تمحورت المفاجأة وتضمن الاعتراف وأوجزه بما يلي: أنه في ليلة الحادثة خزن “مضغ القات” مع القتيل إلى الساعة التاسعة مساء وغادرا وعند مرورهما بالطريق كان صديقه يحمل سلاحا آلي فقام صديقه بإعطائه إياه وحمله على كتفه وواصلا طريقهما فجأة هناك من يعترضهما من الخلف شعرا بذلك ولم يشاهدا شيئا كون الظلام دامس فقام بتعمير سلاحه ما جعل المتربصين بهما يطلقون النار عليهما فيرد عليهم بإطلاق النار، صديقه ترجل سابقاً له في الطريق ظن انه ابتعد عن مكان الخطر بينما هو مستمر في الدفاع عن نفسه وعن صديقه بإطلاق النار على المتربصين بهما لحظات هادئة من اطلاق للنار أحس أن شيئا قد بدأ يقترب منه أو قريب إليه من الخلف أيضاً يسارع بإطلاق النار عليه ليعلو صوت شخص كأنه أصيب جراء إطلاقه النار عليه .. الصوت كان لصديقة الذي ظن انه قد سبقه في الطريق أحس حد قوله أنه أخطأ الهدف وقتل صديقه... هناك شاهد أفاد بأقواله بذات القضية انه ليلتها شاهد القتيل مصاباً وبجانبه شخص مسلح اقترب هو يضمد جراح المصاب وطلب من المسلح مساعدته فرفض وتعذر أنه سيذهب لأخبار أخيه بذلك “معلومة أن الشخص المسلح الوارد أسمه بمحاضر الشاهد هو نفسه الشخص صديق القتيل والذي أصبح حالياً المتهم بقتله عقب اعترافه بذلك” هكذا كانت المفاجأة غير المتوقعة بعد نتائج ملموسة بذلت في القضية وأدت لاكتشاف غموضها ودرء فتنة كادت أن تحدث بعد توافد مسلحين من طرفي القتيل وأولاد عمومته وتندلع مواجهات وغير ذلك فقد أخمدتها تلك النتائج في القضية التي كانت بفضل الله وجهود رئيس قسم الاعتداء العقيد عبدالعزيز الشعري الذي رفع القضية وأولياتها لتجهيزها وإحالتها إلى النيابة العامة طبقاً للقانون..