لاشك أن موهبة ونجومية علاء الصاصي شيء غير قابل للنقاش وامر لا يمكن إلا الاعتراف به لأنه مثبت بالأداء فوق أرض الملعب، وكل من شاهد علاء لاعبا لابد وانه استمتع بلعبه حتى وان كان من انصار الفرق المنافسة، وامثال الصاصي من المواهب الكروية معدن نفيس يندر الحصول عليه، وسعيد من امتلكه واسعد منه من اهتم به وحافظ عليه وكرس له كل الاهتمام والرعاية حتى يعطي ثماره ابداعا و بطولات وانتصارات.. لكن هل قدم الصاصي كل ما عنده؟!. اعتقد انه وباستثناء محطته الاولى اللافتة في أهلي صنعاء فإن علاء لم يحصل بعد على الفرصة الكاملة لتقديم نفسه بالشكل الذي يليق بتلك الموهبة، فبعد الأهلي ذهب علاء في رحلة هروب الى الهلال، والهلال كما هو مسموع عنه فريق امزجة واسماء، وجو مثل ذلك غير مساعد لظهور اللاعبين بل ان الناس تعتبره – الهلال - مقبرة النجوم، والدليل ان تجربة الصاصي انتهت هناك بالرحيل الى الاهلي وعلى طريقة نار صنعاء ولا جنة الهلال!!. وبعد شد وجذب مع رجل الهلال الاول الشيخ احمد العيسي تبعها توقيف– جائر- لمدة موسم رحل علاء محترفا في الميناء العراقي، وفي البصرة سجل بداية متألقة كما يجب ان يكون اللاعب الموهوب الذي بلغ مرحلة النضج الكروي، غير ان عارض صحي باغته هناك فمنعه من مواصلة بداياته المبهرة ليضطر بعدها للعود الى نادي الهلال – على طريقة مجبرا اخاك لا بطل - وذلك يعني الانخراط من جديد ضمن نخبة النجوم التي تلعب في حضرة الشيخ وليس حبا وولاء للفريق “كما يقال”. و علاء الذي قال عنه جوهرة الكرة اليمنية أبوبكر الماس “ افضل لاعب يمني في الوقت الحاضر” ، وبالمناسبة علاء- هو اللاعب الوحيد في خليجي 21 الذي هتفت الجماهير باسمه وطالبت بنزوله للعب، مازال عنده من العمر الافتراضي في الملاعب، ومن الموهبة ما يسمح له بتقديم نفسه بالشكل الصحيح كلاعب من النوع النادر القادر على تحقيق الانجازات لنفسه ولناديه وللمنتخب بشرط الاجتهاد في التدريب والالتزام للمدربين وذلك هو طريقه الوحيد لاستعادة بريقه واسعاد عشاق فنه الكروي، اما العكس فطريق الافلاس المبكر لبنك المتعة الذي مازلنا نراهن عليه. وانطلاقا من واجبنا المهني فقد دافعنا عن علاء - لأنه يستحق - عندما تجاهله مدرب المنتخب “توم” متهما اياه بالموهوب” الفردي”، ودعمناه معنويا كإعلام عندما “جعجعه” العيسي قبل وبعد الاحتراف الخارجي، وسنقف معه في قادم المحطات متى ما وجدنا انه يستحق، لكننا لن نقف معه اذا عرفنا انه قد اصبح مدربا للمدربين (!!) يتدرب بمزاجه، ويلعب من غير التزام، غير مبال بأصول وقواعد اللعبة التي تحترم الجاهز بدينا والحاضر ذهنيا وليس لها علاقة بالأسماء مهما كبرت وزادت تصريحاتها وشهرتها. اقول ذلك وانا ارجو ان يكون ما تابعناه وسمعناه عن دوره في السعي لإقصاء واقالة مدرب الهلال مهدي مهداوي غير صحيح، خصوصا وان الاستهداف للمدرب لم يكن الا لأنه ظل يطالبهم – حرصا – هو وبعض زملائه بالتدريب بجدية والالتزام للتمارين، لأننا لا نزال نترقب العودة الحميدة لعلاء الى سابق عهد التألق في الملعب ونطالبه بما طالبه به مهداوي:” اللعب المنضبط والتدريب الجدي”، لأن تركهم يعتبر بداية النهاية التي لا نتمناها لموهوب قل نظيره في ملاعب اليمن اسمه “علاء الصاصي”.