يقول الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني: (إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية).. الأمر لا يختلف كثيراً عما يحصل هنا اليوم من عمليات المناصرة والضغط، لم نعد بحاجة لتغيير أو تسييس القضايا التي حولنا. ففي إطار حملات المناصرة والضغط اختتمت مبادرة مدرستي أفضل بتعز، بالتعاون مع معهد إبداع شباب للفنون الجميلة، ومؤسسة الإنماء المدني بصنعاء حملتها الثالثة: “مدرستي بألواني غير”. بداية واقعية “معاً لمدرستي أفضل” فكرة وليدة واقع عشناه في حياتنا اليومية بعيداً عن السياسة التي عشناها.. بدأت الفكرة باحثة عن الابتسامة، ومناضلة لزرعها، ولاستعادة النشاط في مدارسنا. إحدى المشاركات في هذا العمل الطوعي أميمة المقطري تقول : مرت المبادرة بعدة مراحل بعناوين وشعارات مختلفة، وأنشطة متتالية، كانت المرحلة الأولى: تحت شعار “نظافة كتابي وسلامة مقعدي المدرسي مدرستي أفضل” عملت الحملة على إصلاح ما يُقارب 93 كرسيا دراسيا في مدرسة الرحمة في مديرية صالة بتعز، بالإضافة إلى حملة توعوية عن طريق عرض إسكتش توعوي حث على أهمية الحفاظ على الكتاب والمقعد الدراسي، وكيفية الحفاظ عليها والاستفادة منها، وتوفيرها للغير.. وبعدها أفادت: أتت المرحلة الثانية في مدرستي الخنساء والفوز، التي عملت على تفعيل العمل الطوعي في المدارس تحت شعار: “بالعمل الواحد.. نزرع مستقبل واعد”، من خلالها تم تعريف الطلاب بأهمية التطوع مما يعود بالفائدة على المتطوع ومحيطه، وتم إشراك طالبات المدرستين بالعمل الطوعي، كما تم عمل مجلة حائطية بكل مدرسة، كتحفيز للطالبات لحب العمل..وأضافت المقطري نحن الآن في أواخر مراحلنا بحملة “مدرستي بألواني غير” استهدف المشروع نفس مدرستين المرحلة الثانية، بالرسم على جدران المدارس رسومات تعبيرية، تعطي المدرسة منظر جميل وجذاب. وبهذا نكون قد عملنا على رسم البسمة في وجوه طلابنا الأجلاء مستقبل الغد من خلال ريشة الرسام المبدع أمير علي من معهد إبداع شباب للفنون الجميلة.. إلى هنا تكون مدرستي أفضل وضعت بصماتها في مدارسها.. ولا تزال وستستمر في رسم بصماتها المنقوشة وبسماتها. عام التكاتف وأثناء مرحلة التلوين تحدث ّسام المجاهد أحد أعضاء المبادرة بأنّ هذه المرحلة تعتبر حصيلة عمل دام لمدة عام وبتكاتف الجميع فجزيل الشكر موصول للجميع. نافذة طالب العلم خليل مهيوب مرت المبادرة بمراحل عديدة، وكأنها نافذة تتدرج منها الأشعة حتى تختفي، وهذه النافذة سبكها نجار؛ لتكون منفذ نور لطلبتنا. حكومة مصغرة أمير علي الرسام الذي نفذ الرسومات على جدران المدارس قال: مدرستي أفضل بصمة شبابية لا تنتهي، وأفكار نابعة من واقع الحاجة، ودليل الحرمان، وإن كانت الحكومة لا تهتم بهذا الجانب فيكفي تعز فخراً بأن لديها شباب يحلون محل المقصرون. منبع المبادرة كما تحدثت عهد المسني عن منبع المبادرة وقالت: لم تكن بدايتنا سوى دورة تدريبية حول مفاهيم عملية المناصرة والضغط، والتأثير على صناع القرار من أجل هدف واحد وهو التغيير، وهذه الحملات: هي مشروع التخرج من هذه الدورة، ومنه تفرعت مراحل عديدة. واجب كانت نظرتنا للعمل نظرة صعوبات، ولكن حين بدأنا بالممارسة لكل مرحلة دبت فينا المتعة، وبدأنا نتعلق بالعمل كما أنه واجب علينا إتمامه لا تطوع هذا ما أوضحه أحمد عزيز أحد أعضاء المبادرة.