على أحشائك الجميلة تشدو البراعم طرباً والأُم حبلى بأحلام الحياة الكريمة لكنها في كل مرة تلفظ فيها الأحلام أنفاسها الأخيرة قبل تاريخ الولادة تموت مخنوقة بأفكار الموت وسلاسل المصالح وقيود الأنانية وبرامج الدمار التي تديرها العقول المعتوهة وعلى جبينك ومحياك المشرق الوضاء اختار الظلم موقعه ومنبره والسكنى وتشدق مختالاً بآلياته العمياء الصماء التي لاتفقه شيئاً عن صرخة البؤساء, لاترى بهاء ذاك النور الذي تدفنه تحت الثرى, لاتعي أهمية الفكر وتتلذذ بانتهاك قدسيته وإحباط خطواته وانتزاع مملكته العظمى وعلى تربتك يا بلد الإيمان وحول المآذن العملاقه شلالات دموع موجوعة مصدرها القلوب المفجوعة بسلوك أهل اللين والرقة والحب والإيمان!. وشعاراتهم المناصرة للحق, الخادعة للأنام وتلك الغابات المفخخة بأشباح الموت وتعدي الحدود والولاء للمصالح والسطو على الحقوق دون وجل أو رهبة واستحياء من ذاك المنهاج العظيم الذي بين أيديهم حيث ينابيع المحبة وأيقونة العدل وبدر الإخاء والسلام وعلى بطونك الفيحاء يا بلد الإيمان نرى سواد الليل ونار الحرمان وجحيم الشقاء وقد كسى بشرة أولادك الأوفياء وتزاحم الصدى فوق الكفاءات المدفونة وصرخ الثرى واشتكى من طول مكوثها بين ذراعيه ومحتوى ضلوعه والاحتواء لاذنب لها سوى جدوى الانتماء لغير الوطن والتمجيد له والولاء وعدم الخضوع والسجود والانحناء تجاه مراكز القوى وعدم العمل والتفنن والانهماك في إجادة وصناعة وسائل وأساليب كسب ودهم والرضاء. وفي أرجائك الواسعة تنام أكواخ البؤساء التي يحجب عنها القهر ضوء السماء وعلى وجوههم العابسة تقرأ الملأ تلك العناوين العريضة لمنتجات الحقوق المسلوبة وتلتمس الأثر وتدرك حجم الضرر في قلب الدمار الكبير الذي سحق ملامحهم ,حطم شهب الأماني وأنجم الطموح وكواكب الأمل ووهج الإبداع في فضاء كيانهم المكتظ بالغازات الحاقدة الخانقة لجمال المجد وروعة الارتقاء وسحر اليقظة والنماء فصبراً بلدنا. فعلى أفياء صدرك الوضاء أغلقوا منافذ العطاء,شيدوا معبداً لتبرير العنف والقسوة والتهام الحق والعبث بالواجب ونبذ الإنسانية وتقديس الأهواء والإختباء بسحر ظله تأميناً منهم لطرق الخداع وسبل الغش والحيلة وعلى مرفأ ذاك الحضن الجميل ركعوا للمصلحة, سفكوا دماء أبنائك الأبرياء,ذبحوا روابط الأخوة رحلوا الحب وباعوا الضمير فهطلت من فوقهم سماء المصالح بزخات العذاب وأغرقت قلوبهم بذل السنين العابد المنيب لرياحها المعتوهه وماتت الكبرياء في أفكارهم الطامعة ودُمر الإحساس, تعطل الفكر وسُحقت الكرامه. وفوق جبالك الشامخة تضيق القلوب وتنفث دماً فقد استهوى الفساد قِبلة أرضهم,شرد المبادئ والقيم,اقتحم الدين وخاض فيه عبثاً,سرق الحلم,ذبح الوطن وصعد هو بثقله فوق خيام البؤساء واستباح البراءة ونعومة المرأة وحصون الكهولة وفجر الشباب النابض بتقنية التطوير وأضواء الحداثه وامتزج بخبثه في دم المسؤول فاعتلى الفكر وباشر الفعل مجازر التطبيق وفقاً لخطوط سير الطمع المقدس في كتابه وظلمه وجبروته وبنود المحسوبية وقواعد الواسطة مع تفاوت تأثيرها وحدتها والسرعة حسب درجاتها والمراتب ونوعية المصدر وفاعليته والقوة. فصبراً بلد الإيمان صبراً .. صبراً .. صبرا