أنا اليماني ولأجلك يا وطني أنسج من ذاتي والكيان درراً وبياناً من رؤى وأفكار تضفي على عالمك والأزمان جمالاَ ولمعاناً تخرج من بؤرة الأنانية والإهمال والركود والسكون والمصالح والظلم والتخريب والكتمان تجري في سباق على واحات أرضك والشطآن تبحث عن كل ما تحتويه وتخفيه بالعمق أو الخلف أو ما وراء البحار لتجعل منك عبقاَ يحاكي الزمان لتلتقط أنفاسك من ذاك الوحل لتضع اسمك عالياً في قمة هرم لكي لا نرى حبيبتنا اليمن في كل محفل أو مؤتمر تتلقى الصدارة علناً برفقاء الدرب الفقر والجهل والإرهاب والفاقة والحرمان وعلى المستوى العربي والعالمي الكبير تقف دوماً على أدراج التسول متربعة ولكم ينتابنا الحياء والخجل وذل المسألة تعتصر كبرياء وطن. ألا يكفينا ذاك الذل والعناء أم نحن بحاجة إلى المزيد من السخرية والدماء والعار والدمار والشقاء؟! ولما لا نستبدل ذاك التفنن والإبداع والابتكار والإعجاز الكبير في صناعة الموت والدمار بصناعة البسمة على ثغر وطن غريق بدموع البؤساء من الجياع والمرضى والمظلومين والمحرومين والمتسولين والجهلاء واليتامى والثكالى ونعمل معاً على استعادة كرامة وطن لمن خلف الحدود يطاردون كوباء أكثر خطورة وبأساليب تدوس على كل المبادئ والدين والقيم والإنسانية وعلى سجل الزمن التائه بحثاً عن إنسانية الإنسان تحترق أوراقه وهو يسترسل في سرد قصتهم وعنائهم والكفاح من اجل الاستمرار والبقاء والموت لأجله في العمق وقلب الصحراء! فحتى معاني المذلة والعناء قد تنحت وصرنا نبحث عن مسميات أدق لوصف حالتنا فلأجل كرامتك يا وطني فلنترك المماحكات. نرميها بعيداً فلم يعد للوقت متسع ولننهض نحو العمران والبناء كي نراك فينا وبنا وطناً تتباهى بحضارته الأجيال وتحييه الأمم تقديراً واعترافاً وإجلالاً فيأبى المجد إلا أن ينحني لإنجازاتنا ويفخر بنا انتساباً وانتماء وينبهر الكون بنهضتنا وتبقى يمننا معشوقة الدنيا وتقول لليلها عذرا ونصغي معاً ومنك أنت يا وطن لتلك الضحكات ونشوة فرح تتبعها الرقصات بوداعك لتلك الأحقاب وأنت تترنم وتختال فوق حطام الذكرى وترنو للأماكن والأطلال وتلك الأشياء من نافدة التذكار الكبرى محتفياً بأرض الخير والحب والجمال بلمسات السحر والروعة وفيض الخيال فأنا اليماني ولأجلك وحدك تشدني المغامرات تغذيني المخاطر تسقيني الأحداث وأنا أغوص بأصقاع أعماقك والخلجان أبحث بزوايا الشريان عن اقرب طرق الوصول لنمائك أنت والازدهار ومن عشقي لسمائك وعطرك والثرى أصنع من الآهات مركباً وشراعاً تقتادني حيث ألمك والجراح فأجوب الآفاق بحثاً عن سعادتك ويمنك والعلاج ولأجلك أغربل أنا تحت الركام وما يغطيه الغبار وكثبان الرمال لتبقى كأعظم البلدان تقدماً وازدهار ووئام وسلام ولأجلك أسمو بفكري فوق السحاب أبث لدنياك ذاك الرذاذ ليمحو عنك أسراب الضباب فيلامس وجدانك ويكسب رضاك ولأجلك أذيب بفكري من هناك أوتاد التمزق والضعف والإرهاب والشتات واختار بعيداً منفى وثبات لفلول الكراهية والأحقاد وداء الأنانية وفجوى العثرات لتترنم دوماً بربيع شباب ولتبقى أرواحنا فداك ولك أنت لا سواك وعمرانك والتطوير والبناء ولأجلك أبعث تلك الزخات لتطهير الضمائر ومعطفك وردائك والصراط لتتغلغل بالعمق وكل الاتجاهات وأنحاء المسارات لترتوي أوراقك يا وطني وتغصن أحلامنا والأمنيات ولتدعم ما قيل فينا وأخبرتنا عنه الأحاديث والآيات فنزيح عن أرضك ذاك العنف وتلك الصراعات نسكنها تلك الأكواخ لتحرقها صواعق تدوي وبالحق تصدح بعيداً عن أصداء العنف والاقتتال وبالحب والإرادة وأريج الحرية بنجومها وبدرها والأضواء وعمقها والسماء نحيي القيم والمبدأ وننهض بسبل الارتقاء ومن نور الكلمات نوثق تلك الخطوات ولأوكار الظلم نهدم من غير سلاح بحثاً عن خير أرضك يا وطني والنمو والصلاح ولأجلك أنا فكراً يتسامى يسحق الدنايا يحصن الذات والمحتوى بحبك أنت والولاء يفجر الطاقات والقوى على بطون أرضك الفيحاء فيبعث النور والدفء فوق الجليد وذاك الدجى يشعل قناديل السمو عالياً، عالياً فوق هشيم المصالح والجهل والأهواء ولأجلك دوماً أنا اليماني ولأدراج الرياح وخارج حدود الأفاق أهدي الوحشية والفوضى والجهل والمكايدات والعبثية والتخلف ومصلحة الذات فأنا اليماني ولأجلك دوماً يا وطني سنكون وستكون بنا نحن وستكون و ستكون,,,,,