كثيرة هي أرياف تعز المنسية من المشاريع الخدمية , لكن القريبة من المدينة يكون حظها أوفر , خلافاً للمنطقة التي استطلعنا حالها في السطور التالية والبعيدة عن مدينة تعز بنحو (143) كيلو مترا إنها (عزلة العوادر) المترنحة على وادي الصباب في مديرية شرعب الرونة , حيث تتجلى معاناة الأهالي المقصيين في تلك التلال التهامية ببعدهم عن المدينة وحرمانهم من أهم المشاريع الخدمية المتصلة بالحفاظ على حياتهم , وهي الخدمات الصحية التي لم يحصلوا عليها من وحدتهم الصحية الوحيدة المبنية منذ عقد كامل دون أن تقدم خدمة يوم واحد فقط نتيجة غياب الاعتماد في التشغيل والكادر ,, الاستطلاع يكشف عن ثمة مبررات مقنعة كرست معاناة العوادر .. عقد من النسيان كالعادة الإهمال هو النتيجة المحسومة والأخيرة لأغلب المشاريع الحكومية, وليس هناك مبرر للإهمال غير الإهمال ذاته ! بهذه العبارات استهل خالد عبدالله عبدالجليل أحد الأهالي توضيحه : مضيفاً : من أبرز المشاريع الخدمية التي حرمنا منها هي الخدمات الصحية , وقد كنا استبشرنا خيراً في العام 2014 بالانتهاء من بناء وحدة صحية لعزلتنا ( العوادر) لكن الفرحة لم تكتمل إلى اليوم , فالوحدة الصحية ما تزال مغلقة , وقد أرسلنا مئات البلاغات لقيادة السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة خلال العشر السنوات الماضية , وإلى مكتب الصحة أيضاً ليوفروا ما تحتاجه الوحدة الصحية لكن أحداً لم يلب مطلبنا , ولا عذر واضح يبرر تقصيرهم هذا !. كوادرنا مؤهلة وعاطلة يسانده الرأي الحاج/ عبدالحافظ فائد غالب بقوله : الوحدة الصحية جاءت بعد معاملة ومطالبات من قبل المواطنين ولم يتعثر المشروع في بداية الأمر, فيما الآن مضى عقد من الزمن ولم يوفر فيها شيء لا كادر طبي ولا علاجات , وهناك من نفس المنطقة خريجون مؤهلون (طب صيدلة) فلماذا لا توظف الدولة منهم في هذه الوحدة الصحية ؟ إذا كانت كوادر الدولة شحيحة أو كما يقال بأن كثيرا من الكوادر المؤهلة ترفض المجيئ إلى المنطقة لبعدها ! لماذا يتجاهلنا المعنيون ولدينا المبنى الجاهز والكادر العاطل الذي يطمح بالحصول على وظيفة ! أما مشتاق أحمد بن أحمد فيذهب هو الآخر قائلا : نحن محرومون من أبسط المشاريع الخدمية فالكهرباء أصحبت في كل بيت بتعز ونحن مازلنا في غياهيب النسيان والحرمان, ووحدتنا الصحية هي المشروع الوحيد الذي منحتنا إياه الدولة وللأسف أصبح وجوده وعدمه سواء, عقد من الزمن وهو مغلق , ويضيف: نضطر لقطع مسافات طويلة أكثر من (100) كيلو إذا أصيب أحد الأهالي بجرح بسيط , ونحن نناشد عبر هذه الصحيفة المحافظ شوقي هايل ,ووزير الصحة العامة والسكان , أملين أن تحمل الأيام القادمة شيئاً لصالحنا بعد أن بحت أصواتنا طيلة عقدا من الزمن من تجاهل المعنيين. صرخة للمحافظ أما منصور نصر عبدالقادر( شيخ المنطقة ) فيفصح قائلا : طيلة 10 سنوات مضت لم نفقد الأمل بافتتاح الوحدة الصحية, كل مرة تخطو قدماي من أمامها أتخيل أن الجهات المعنية أوشكت الاستجابة لصرخة القرويين الغلابى, وباسمهم أناشد السلطة المحلية وكل المعنيين في وزارتي الصحة والمالية بأن يسعفونا بالمستلزمات الطبية والكادر.