مهام عاجلة أمام المجلس الانتقالي وسط تحديات اللحظة السياسية    عدن تختنق بين غياب الدولة وتدفق المهاجرين.. والمواطن الجنوبي يدفع الثمن    بطاقة حيدان الذكية ضمن المخطط الصهيوني للقضاء على البشرية باللقاحات    دول اسلامية زودت إسرائيل بالنفط خلال عدوانها على غزة    أوروبا تتجه لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا    الجيش الأميركي يقدم خطة لترامب لضرب فنزويلا ويعلن عملية "الرمح الجنوبي"    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء محمد عشيش    حكام العرب وأقنعة السلطة    جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على 5 محافظات ومرتفعات 4 محافظات أخرى    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    ثم الصواريخ النووية ضد إيران    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية: اليمن استعاد الكثير من متطلبات الأمن والاستقرار
في حديث لصحيفة «الحياة اللندنية»
نشر في الجمهورية يوم 01 - 04 - 2014

نشرت صحيفة «الحياة اللندنية» في عددها الصادر أمس الإثنين مقابلة مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، تتطرق فيه إلى عدد من المواضيع على الساحة اليمنية، والجهود المبذولة لتحقيق تطلعات الشعب في البناء والتقدم.. «الجمهورية» تعيد نشر نص المقابلة.
.. فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لا شك في أنكم توليتم مسؤولية البلاد في ظروف بالغة التعقيد وقطعتم خطوات ملموسة على صعيد الانتقال باليمن إلى بر الأمان والتأسيس لمرحلة جديدة. هل تعتقدون بأن اليمن وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات منذ اندلاع أزمته الحادة، قد تجاوز مرحلة الخطر؟
- بالتأكيد، اليمن تجاوز الكثير من الأخطار التي كادت تودي به إلى حرب أهلية طويلة، ونستطيع القول اليوم إنه استعاد الكثير من متطلبات الأمن والاستقرار، لكن ذلك لا يعني أن الخطر انتهى تماماً، فمازالت جماعات العنف المسلحة تشكل خطراً على أمن اليمن واستقراره، بخاصة أنها مدعومة من الخارج. ولكن، عليها أن تعلم أن اليمنيين نبذوا العنف ولجأوا إلى الحوار، وأن أي مشاريع عنف لن تجد من الشعب اليمني إلا الرفض، وأن على مَنْ يحملون هذه المشاريع أن يَدَعوا السلاح جانباً ويسلموا الثقيل منه للدولة ويدخلوا في ما دخل فيه معظم اليمنيين من الانحياز إلى الحوار والسلام وبناء الدولة المدنية الحديثة.
.. متى تتوقعون إنجاز بقية خطوات العملية الانتقالية، وصولاً إلى الانتخابات كحد أقصى؟
- بعدما شكلنا لجنة صياغة الدستور، يمكننا القول إننا بدأنا العد التنازلي نحو نهاية الفترة الانتقالية، ونأمل بأن ننتهي من الاستفتاء على مشروع الدستور قبل نهاية السنة.
.. على رغم الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني والاتفاق على كتابة الدستور الجديد، لايزال «الحراك الجنوبي» أو فصائل فيه تمثل حضوراً على الأرض وترفض نتائج الحوار، وتتمسك بفصل الجنوب... هل يمكن هذا الرفض أن يستمر ليصبح عائقاً أمام تنفيذ مخرجات الحوار وتطبيق الشكل الجديد للدولة؟
- لا يمكن أحد أن يدّعي تمثيل الجنوب، وقد ساهمت بعض فصائل الحراك في الحوار، فيما قاطعته فصائل أخرى. كان لمساهمة المشاركين دور كبير في نجاح مؤتمر الحوار، بخاصة في ما يتعلق بالقضية الجنوبية التي حققت في هذا المؤتمر ما لم تحققه من اتفاق الوحدة أو وثيقة العهد والاتفاق. فالمكاسب التي تحققت للمواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية في مؤتمر الحوار أعادت لهم الاعتبار، وانتصرت لهم من مظالم العهد الماضي. لذلك، نأمل بأن يدرك المقاطعون ذلك وأن يكونوا واقعيين، ويسارعوا للانضمام إلى العملية السياسية التي تحظى بدعم المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي والعالم كله.
.. تثور مخاوف كثيرة في شأن الأخذ بنظام الدولة الاتحادية، في ظل التباينات الاجتماعية والانقسامات الموجودة، ما يجعل بعضهم يعتقد بأن تقسيم البلاد إلى أقاليم ليس سوى مقدمة لتفتيتها، وفي أحسن الأحوال سيقود إلى إذكاء صراع من نوع جديد على الموارد والثروات. كيف تردون على مثل هذه المخاوف؟
- نظام الأقاليم هو الذي سيحافظ على الوحدة اليمنية، ويجب أن نعلم أن المركزية هي التي أضرت بالوحدة وكادت تدمرها لولا أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية جاءت في الوقت المناسب، فأعادت الأمل بإمكان تصحيح مسار الوحدة اليمنية، وهذا ما حرص مؤتمر الحوار على إنجازه بإقرار نظام الأقاليم الذي سيعزز الوحدة ويعمّقها. فكثير من دول العالم تقوم على مثل هذا النظام ونجد أنها موحدة ومتطورة ومتقدمة وغنية.
.. ما الأسس التي استند إليها التقسيم إلى ستة أقاليم، ولماذا تحاشيتم اقتراح الإقليمين الذي كان يتبناه الحزب الاشتراكي؟ هل بالفعل كان يمهد لفصل الجنوب كما وصفه المعترضون عليه؟
- كان القصد من اختيار ستة أقاليم، تعزيز الوحدة الوطنية وتوزيع السلطة على عدد معقول يتيح لحكام الأقاليم وحكوماتها المحلية فرص النجاح في إدارة الإقليم ومحافظاته، كما سيتيح للأقاليم التنافس في مجالات التنمية والاقتصاد والاستثمار وغيره. تجنبنا اقتراح الإقليمين في لجنة الأقاليم استجابة لمطالب كثيرين من أبناء المحافظات الجنوبية، تحديداً في الإقليم الشرقي.
.. هل حدث أن تواصلتم مع علي سالم البيض في شكل مباشر، قبل بدء الحوار الوطني أو بعده؟
- لم يحدث أي تواصل مباشر أو غير مباشر.
.. ماذا عن بقية القادة الجنوبيين في الخارج، مثل علي ناصر وحيدر العطاس؟ وهل يمكن أن يكون لهما أي دور في مستقبل اليمن الاتحادي؟
- كل أبناء اليمن المقيمين في الخارج ممن كان لهم موقف ضد النظام السابق، لم يعد هناك ما يمنعهم من العودة إلى وطنهم بمختلف مستوياتهم القيادية، ونتمنى أن نرى الجميع في اليمن للمشاركة في بناء دولته المدنية الحديثة.
.. أصدر مجلس الأمن قراره الرقم 2140، وشكل لجنة تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لفرض عقوبات على الأطراف المعرقلة لعملية الانتقال السياسي في اليمن. برأيكم ما الجدوى من مثل هذا القرار مع وجود مَنْ يرى أنه وضع اليمن تحت الوصاية الدولية فقط؟
- هذا القرار هو استكمال طبيعي للقرارين السابقين «2051 ،2014»، وهو ضرورة لدعم مخرجات الحوار الوطني واستكمال المرحلة الانتقالية. وكان من المهم التلويح للمعرقلين بالكثير من العقوبات، على رغم أننا لا نتمنى أن نرى أي يمني يمارس مثل هذا الدور السلبي. كما أن الدعم الدولي لليمن في هذه المرحلة لا يشكل أي نوع من أنواع الوصاية؛ لأن قرارنا الوطني بأيدينا كيمنيين، وإصدار القرار الدولي الرقم 2140 لنعزز شراكة المجتمع الدولي معنا في استكمال المرحلة الانتقالية والانتقال إلى المرحلة الجديدة.
.. مَنْ هي الأطراف أو الأشخاص المعرقلون، وما هو نوع العرقلة، بخاصة أن جميع الأطراف انخرطت في الحوار وساعدت في قطع مراحل مهمة حتى الآن في العملية الانتقالية؟
- لجنة العقوبات هي مَنْ سيحدد المعرقلين، أشخاصاً كانوا أم أطرافاً سياسية أو اجتماعية. وستقوم اللجنة بذلك في ضوء شواهد ووقائع مثبتة لا تحتمل الشك.
.. وهل يمكن أن يؤدي فرض أي عقوبة على أي طرف إلى ردود فعل عكسية قد تفاقم الوضع وتؤجج الفوضى؟
- نأمل بألّا نصل إلى مرحلة يضطر فيها الشعب اليمني قبل المجتمع الدولي، لأن يعاقب مَنْ يعرقل مسيرته الجديدة، ونتمنى أن يراجع أصحاب النيات السيئة أنفسهم منذ الآن.
.. وكيف تنظرون إلى الاتهامات التي تطلقها أحزاب «اللقاء المشترك» ضد «المؤتمر الشعبي العام» بأنه يقف عائقاً دون تحقيق المرحلة الانتقالية؟
- لم نسمع عن اتهامات وجهتها أحزاب «اللقاء المشترك» إلى شريكها في الحكم «المؤتمر الشعبي العام»، وها هي المرحلة الانتقالية تكاد أن تنتهي بنجاح بفضل الشراكة المسؤولة بين الطرفين، سواء في الحكومة أو في رئاسة مؤتمر الحوار.
.. ماذا عن الصراع المحتدم في مناطق شمال البلاد بين جماعة الحوثي والقبائل الموالية لحزب التجمّع اليمني للإصلاح والسلفيين؟ هل لدى الدولة خطة للسيطرة على هذه المواجهات وأعمال القتال التي امتدت أخيراً إلى محيط العاصمة صنعاء؟ ولماذا اكتفيتم بإرسال لجان الوساطة الرئاسية؟
- حرصنا على العمل بأسلوب اللجان الرئاسية الوسيطة لتجنب أية مواجهات، ولتأكيد أن الدولة في العهد الجديد تفضل اللجوء إلى أسلوب الحوار وتجنّب إراقة الدماء في حل المشكلات. لكننا في الوقت ذاته نؤكد أن الدولة في النهاية لن تتخلى عن دورها في إرساء الأمن والاستقرار والسلام، بالأسلوب المناسب. وعلى الأطراف التي تملك السلاح أن تدرك أنها لا يمكن أن تكون أقوى من الدولة مهما تصورت أن الدولة في حالة ضعف. فالدولة اليمنية يمكن أن تصبر وتتوخى الحذر وتحرص على تجنب استخدام القوة؛ لأن الضحايا في النهاية هم يمنيون من أي طرف كانوا، كما أننا وصلنا إلى قناعة بأن حل المشكلات بالقوة أسلوب فاشل. لذلك، سنتجنب بمقدار ما نستطيع اللجوء إلى القوة، ولكن على جماعات العنف أن تحذر من غضب الحليم.
.. ما مدى خطورة أن تتحول هذه المواجهات إلى صراع مذهبي وطائفي بعيد الأمد؟
- اليمن أبعد ما يكون عن أي صراع طائفي أو مذهبي، واليمنيون تجاوزوا هذه العصبيات، ولابد أن نفهم أن ما يدور من قتال في بعض المناطق هو صراع سياسي بامتياز، وليس صراعاً دينياً أو مذهبياً، على رغم محاولات بعضهم تصويره كذلك.
.. هل من المحتمل أن تلجأ الدولة إلى استعمال القوة في مواجهة الأطراف التي تصر على انتهاج العنف، وما الذي يمنعها من استعادة سيطرتها الإدارية والأمنية على مناطق النزاع في صعدة وعمران؟
- الأمن والاستقرار مسألة وقت، وما ورثناه من تركة مثقلة بالصراع يحتاج إلى بعض الوقت لتجاوزه. فلا تنسَ أننا خضنا ست حروب مع الحوثيين في العهد السابق، مازالت مخلّفاتها تجر نفسها إلى الآن، والشعب اليمني لم يعد يرغب في خوض أية صراعات، ومهمتي كقائد له أن أجنّبه مثل هذه الصراعات، وسنعمل بكل جهدنا لإرساء الأمن والاستقرار عبر الحوار والتمسك بخيار السلام.
.. بعيداً من قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية المرتقب صدوره، هل تعتقدون بأن هناك إمكانية لتبنّيكم لقاءات للمصالحة بين الشخصيات السياسية والحزبية والقبلية المتخاصمة، تنهي حال العداء المستعرة؟
- إذا خلُصَت النيات يصبح كل شيء ممكناً، وقد اجتمع الخصوم جميعاً في مؤتمر الحوار وتحولوا إلى رفاق وأصدقاء وإخوة، ونجحوا في الوصول به إلى بر الأمان. في تجربة مؤتمر الحوار ما يجعلنا نتفاءل بإمكانية نجاح أي حوار ثنائي بين الأطراف التي يفرّقها بعض الخصومات.
.. هل حققت عملية هيكلة الجيش الغرض منها، بحيث يمكن القول إن المؤسسة العسكرية باتت خالية من حضور القوى السياسية والحزبية داخلها؟
- حققت عملية هيكلة الجيش نجاحاً كبيراً في مرحلتها الأولى، ونجحت في نزع كل فتائل الانفجار والصراع داخل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى. ويمكن القول إنه لم يعد هناك مجال لحضور سياسي أو حزبي في أوساط الجيش، وقريباً سيتم استكمال المرحلة الثانية التي ستجعله قوة وطنية محايدة، تعمل لحماية الوطن وليس السلطة كما كانت الحال من قبل.
.. وما الضمانات لعدم عودة هيمنة أي سلطة مقبلة على مفاصل الجيش مستقبلاً؟
- لم يعد ممكناً أن يتكرر ما كان في العهد الماضي، فقد تحرر الجيش إلى الأبد من أي هيمنة مناطقية أو قبلية أو عائلية، ولن يحدث مثل هذا الأمر مرة أخرى.
.. على رغم قدرة الجيش على تحرير مدن ومناطق جنوبية من قبضة تنظيم «القاعدة» منتصف عام 2012، الملاحظ أن نشاطات التنظيم وهجماته باتت أكثر ضراوة، ووصلت إلى استهداف أكثر المناطق حيوية داخل العاصمة صنعاء مثل الهجوم على مجمّع وزارة الدفاع والسجن المركزي. هل ترون أن ذلك يعود إلى تماسك التنظيم وقوته، أم إلى ضعف أجهزة الدولة في مواجهته؟
- لا شك في أن الضعف الذي أصاب أجهزة الأمن في الفترة الماضية، أدى إلى ما يبدو أنه استقواء لتنظيم «القاعدة»، وأجهزة الأمن تتعافى شيئاً فشيئاً، كما أننا لا نعلن عن كثير من النجاحات التي تحققها في مواجهة الإرهاب الذي يمارسه تتظيم «القاعدة»، ولولا هذه النجاحات لكان التنظيم ينشر إرهابه في كل مكان.
.. ما مدى اختراق التنظيم الأجهزة الأمنية؟ وهل هناك حواضن سياسية واجتماعية تساعده في توسيع نشاطاته وتقديم الدعم اللوجيستي لقياداته والتستر على أماكن وجودها؟
- لا يوجد أي اختراق من «القاعدة» للأجهزة الأمنية. العكس هو الصحيح، وكما قلت العمل الأمني يمضي إلى الأفضل.
.. وما حجم التعاون مع واشنطن في هذا الملف تحديداً؟ وماذا عن اعتراضات الشارع اليمني على الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الأميركية من دون طيار، بخاصة بعد مخاطبة البرلمان لفخامتكم، لوضع حد لمثل هذه الغارات التي تودي من وقت إلى آخر بحياة مدنيين؟
- هناك شراكة يمنية مع المجتمع الدولي في الحرب ضد «القاعدة»، كما أن هناك تعاوناً متميزاً مع الولايات المتحدة في هذا المجال. كان هذا أيضاً قبل أن أصل إلى السلطة، وفي ما يخص الطائرات من دون طيار فإننا مضطرون لاستخدامها للحد من تحركات تنظيم «القاعدة» ونشاطه، وهي ساهمت في شكل كبير في ذلك، على رغم الأخطاء المحدودة التي حدثت منها والتي نأسف لها، ونتمنى من أبناء شعبنا تفهمهم ذلك؛ لأننا وجدنا خسائرنا أثناء استخدام طيراننا اليمني أكثر بكثير، وتجاربنا العسكرية أثبتت ذلك في معارك محافظة أبين عام 2011، كما أن «القاعدة» أفشل حلف «الناتو» (الأطلسي) فما هي قدرة اليمن الذي أوقِفَت فيه كل أنواع الاستثمار؟
.. سبق أن وجّه اليمن اتهامات إلى إيران بالتدخل في شؤونه الداخلية، وصرحتم أنتم في أكثر من مناسبة بهذا الخصوص. هل هذا التدخل لايزال قائماً وما حجمه إذا كان موجوداً؟ كيف كان ردّكم عليه، وهل يمكن أن نشهد خطوات تصعيدية أخرى لمواجهته؟ ماذا تطلب صنعاء من طهران؟
- للأسف مازال التدخل الإيراني قائماً، سواء بدعمه الحراك الانفصالي أو بعض الجماعات الدينية في شمال اليمن، وطلبنا من أشقائنا الإيرانيين مراجعة سياساتهم الخاطئة تجاه اليمن، لكن مطالبنا لم تثمر. لا توجد لدينا أي رغبة في التصعيد مع طهران، لكننا في الوقت ذاته نأمل بأن ترفع يدها عن اليمن، وتعمل لإقامة علاقات أخوية وودية وتتوقف عن دعم كل التيارات المسلحة والمشاريع الصغيرة.
.. ما هو موقف اليمن من إعلان السعودية للحوثيين وجماعة «الإخوان» جماعتين إرهابيتين؟ وهل هناك تنسيق من أي نوع بين البلدين في هذا الشأن؟
- لأشقائنا في المملكة العربية السعودية تقدير ما يرونه مناسباً لأمنهم واستقرارهم، ونحن على تنسيق كامل معهم في الجوانب الأمنية، فأمن المملكة هو من أمن اليمن، وأمن اليمن هو من أمن المملكة.
.. في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن، كيف تقوّمون وفاء الدول المانحة بتعهداتها؟ وما مدى فاعلية الخطط الحكومية في استيعاب هذه المنح؟
- تعهدت الدول المانحة بالكثير، ونحن نقدّر لها حماستها ودعمها لليمن، إلا أننا نأمل بأن تسارع في الوفاء بهذه التعهدات، وسيكون هناك لقاء قريب في الرياض مع المانحين في مؤتمر أصدقاء اليمن، وأملنا كبير بأن تتحول تعهداتهم إلى واقع ينتشل اليمن من أزمته الاقتصادية العميقة.
.. أنشأتم صناديق للتعويضات الخاصة بضحايا الصراع وجبر الضرر، وعودة المبعدين من وظائفهم من الجنوبيين العسكريين والمدنيين... كيف ستوفرون التمويل اللازم لهذه الصناديق؟
- التزم المانحون وأصدقاء اليمن في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية بدعم هذه الصناديق، نأمل الوفاء بذلك في المرحلة المقبلة.
.. كيف تقوّمون في الوضع الراهن العلاقات اليمنية - السعودية؟ وكيف تنظرون إلى الدور السعودي في الوقوف إلى جانب اليمن، خصوصاً في السنوات الثلاث الماضية من الأزمة الراهنة؟ وماذا تطلبون من دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الراعية المبادرة الخليجية، في سبيل تجاوز التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية؟
- أي كلمات نقولها لا تستطيع أن تفي حق أشقائنا في المملكة العربية السعودية وفي المقدمة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فما قدموه لليمن في الفترة الماضية كان له الدور الأكبر في انتشاله من أزمته والخروج به من محنته، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية أو العسكرية. فلولا هذا الموقف الأخوي الكبير من أشقائنا في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، لما حقّق اليمنيون هذا النجاح الكبير في التسوية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني. ونأمل من أشقائنا استمرار دعمهم اليمن بالروح ذاتها التي عهدناها منهم في الفترة الماضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.