- أسوأ ما يصدم المرء في حياته الرياضية أن يكتشف بعد 20 عاما من العطاء أن ما نسبته 70 بالمائة من رفاق الحرف مأجورون أو متسولون أو بلا أخلاق ، لم يكن يخطر ببال صحفي ، يحترم نفسه ، أن زميلا له قد يقبل على نفسه أن يتحول إلى شتام (سباب) لمجرد أن رجل أعمال لم يرضخ لابتزازه وغض الطرف عن تناولات بلغت قذارتها الحد الذي يفقد القلم أو المهنة مكانتها . - قرأت قبل أيام مقالا يتهم المحافظ شوقي أحمد هائل بتدمير رياضة تعز ، أضحكني جداً عنوان المادة المنشورة وأشفقت على الكاتب الذي تغاضى عن حقيقة أن مشكلة معظم أندية الجمهورية ليس في قلة أو ندرة المال وإنما في جهل وتخلف القائمين عليها ، تعالوا نسأل بالمناسبة عن دواعي هبوط فريق 22 مايو مقارنة بدواعي هبوط أهلي تعز أو الرشيد ، سنجد أن القاسم المشترك ليس فيما ينفقه النادي وإنما في عدم قدرة مجالس إدارات الأندية على تجاوز مشكلاتها وبالتالي فإن معرفة أن المحافظ شوقي أحمد هائل في مواسم سابقة كان ينفق على أندية الصقر و الأهلي والرشيد والطليعة بالتساوي ويتفاجأ في الأخير أن استثمار المال مع أندية ليست قادرة على تحمل مسئولياتها وينقصها الكثير من الوعي هو العبث بعينه ، أنا شخصياً علمت أن المحافظ الذي لم يبخل قط في الإنفاق على أندية تعز بات مقتنعا أنه ما لم يكن هناك دور فعال للجمعيات العمومية فإن وضع أندية تعز سيظل مقلقا وغير مشجع وبالتالي فإن الإنفاق على أهلي تعز حتى وإن تجاوز المائة مليون ريال فإن الأمر بالإدارة الحالية لن يغير شيئاً ، ينبغي أن تتحمل الجمعيات العمومية مسئولياتها في اختيار مجالس إدارات متفرغة ولديها الخبرة الكافية في تسيير نشاط نادي ، أما أن ترمي مثلاً جمعية أهلي تعز الحمل على الزميل الصحفي فكري قاسم والزملاء الإعلاميين احمد زيد وشكري الحذيفي وصلاح الدكاك وجميعهم لم يسبق لهم وإن أداروا شئون دكان فهذا معناه أن العيب ليس في المحافظ شوقي أحمد هائل وإنما في كبار الأهلي الذين غابوا عن المشهد بل وأداروا ظهورهم للنادي فكانت المحصلة الطبيعية أن الأهلي سيعود إلى الثانية وأن الزميل فكري قاسم اكتشف بعد فوات الأوان أن العمل في الأندية يحتاج في الوضع الراهن إلى أصحاب خبرة وإلى جمعيات عمومية تشارك في صنع القرارات ولا تحتاج مطلقاً إلى شخص طموح ، لقد أشفقت على الزميل فكري قاسم بمجرد أن علمت أنه اصطدم بوجود بعض أعضاء في مجلس إدارة النادي لا يستحقون أن يكونوا أهلاوية فهم إن لم يتآمروا على بعضهم البعض فإنهم يتسابقون على من يسيء أكثر لداعمي النادي . والمحافظ شوقي هائل ناله الكثير من السباب من أعضاء في مجلس إدارة الأهلي في وقت كان يبذل قصارى جهده معنوياً ومادياً لمساعدة الأهلي في تجاوز مشكلاته . - الزميل شكري الحذيفي كان الأحرى بك قبل أن تهاجم المحافظ شوقي هائل ، بما ليس فيه ، إن تسأل نفسك عن أيهما أهم وأنفع في تسيير نشاط الأندية المال أو عقليات القائمين على النادي لتدرك حقيقة أن الأندية وبالذات أهلي تعز لم يكن بحاجة إلى طاقم إعلامي (يولول) عالفاضي والمليان بقدر حاجته إلى أشخاص مثل الأساتذة رياض الحروي وعلي هزاع وفؤاد عبدالواسع ونبيل الحكيمي وفارس نعمان في نادي الصقر ، وبالمناسبة (أعجبني في مقالك الذي تتهم فيه المحافظ شوقي أحمد هائل أنه وراء تهبيط الأهلي اعترافك على هذا النحو : (إن أهلي تعز افتقد لوجود كبير في إدارته يستطيع تسيير الإمور دون هوشلية ، لأن رئيس النادي لم يستجب ولم ينفذ تقارير المدربين سامي نعاش ومحمد عقلان ووليد النزيلي والاردني ماهر اسماعيل وكلهم اجمعوا على أن الفريق الشاب ممتاز بتوليفته ويحتاج فقط للتطعيم بثلاثة محترفين في الدفاع ، فكان الأهلي ساحة تجارب للفاشلين في الدور الثاني من دوري المحترفين وفقد الأمل للحصول على أوكسجين البقاء .. وإذا أراد الأهلاوية العودة إلى المشهد فعليهم تنقية النادي من الذين بحثوا عن مصالحهم وظنوا أنهم الكل في الكل فخبزوا وعجنوا وعبثوا ومارسوا سلطات ليست لهم ودفنوا لاعبي الأهلي الآسيويين فإن التعافي من المرض لا يتم الا بإزالة الطفيليين وليس بمعالجة مظاهره والعرض) هذا جزء من شهادتك إن البيت الاهلاوي يمر بانتكاسة في إدارته التي أنت جزء منها ، وإن خلل الهبوط كان إداريا وليس مادياً أي أنه كان من الطبيعي جداً الا يبسط المحافظ شوقي هائل يده لإدارة ليست أهلاً للثقة وتأكل نفسها أحقاداً وضغائن . - مشكلة نادي الطليعة بتعز ليست مادية بشهادة مؤسسين كبار في السن وفي الخبرة بالنادي ، المشكلة تكمن في مجموعة أعضاء سيطروا على مفاصل النادي من زمااااااان ، منهم المتخلف ومنهم النهاب ومنهم من يوهمك أنه لا يحب في الدنيا الا الطليعة وتكتشف من أفعاله أنه مريض ومختل عقلياً ، هؤلاء لم يتركوا المحافظ شوقي هائل يساعدهم حتى بعد أن دفع بفلذة كبده أحمد شوقي ومعه الصديق الأستاذ محمد فاروق ، لقد افشلوا الإدارة كالسوس تنخر في أركان هذا الصرح العريق. - نادي الرشيد قد يبدو مختلفاً في أوضاعه بيد أن الواضح جداً أن الخلل يكمن في الطريقة التي تم من خلالها إعداد الفريق في مراحله الأولى. - لا نستطيع أن نتحدث عن سيرة الصقر لأن مسيرته وما يحصده من بطولات شاهد عيان على أن إدارة النادي ليس فيها حاقدا أو حاسدا والجميع يعملون بأحاسيس من ذهب وبإخلاص لايشوبه شائب . - أعود فأختتم هذه الإطلالة ، أن في تعز كائنات يصعب التعايش معها وأخص هنا من يتباهى بالإساءة للآخرين لمجرد الحصول على مصلحة دون عمل اعتبار للقيم والمبادئ .