يقع الناس طوعاً كل يوم ضحية النصب والاحتيال.. والطمع وحده من يدفعهم إلى الارتماء في أحضان المحتالين الذي يتفنن فيه النصاب، مستعملاً ذكاءه الخبيث مستغلاً طمع الضحية وسذاجته أحياناً وعلى الرغم أن القصة التي ينسجها النصاب لا تدخل في عقل المجنون إلا أنها تجد طريقها عند الكثيرين ممن يعتقدون أنهم أذكياء فبمجرد أن يضع المحتال في طريقهم المغريات تسيل لعابهم فيتساقطون الواحد تلو الآخر ولا يحصدون سوى الندامة واللطم على الخدود. النصب صار في هذا الزمن فنا وعلما لا يدرس في المدارس والجامعات ولكن يكتسب من الحياة حينما تكون مليئة بالأغبياء . الضحية تأتي من تلقاء نفسهما وما على المحتال إلا أن يرمي شباكه حول ضحاياه. في مخيلتنا دائماً أن النصب والاحتيال حكر على الرجال ويستحيل أن تقربه الأيادي الناعمة لأن المرأة ارتبطت بالعفة بالأنوثة والجمال بالرقة والخوف إلا أنها في تعز كسرت القاعدة وكشرت عن أنيابها ونافست الرجل في ارتكاب الجريمة لتقول للمجتمع الذي يعيش وضعا اقتصاديا متدهورا وانفلاتا أمنيا نحن هنا ففي هذه المدينة وقعن نساء ضحية الاحتيال ليست واحدة بل العشرات من المغفلات حينما سمعن أن هناك من يستثمر أموالهن مقابل أرباح شهرية خيالية لا يستطيع أعتى بنك في العالم دفعها فنصب لهن الشباك ووقعن على رؤوسهن بعد أن سلمن آلاف مؤلفة من الريالات والدولارات للنصابات تحويشة عمر زوجها المغترب ومنهن من بعن ما بحوزتهن من مجوهرات .. المضحك في الأمر أن المحتالات كن كلما أردن تسليمهن الأرباح الشهرية يرفضن استلامها الغرض منه إضافة الفائدة على رأس المال آملات بثروة لا تقل عن ثروة قارون. انكشف الستار بعد خراب طال ثلاث نساء من المستثمرات تطلقن من أزواجهن وأخريات ارتفعت أصواتهن بالبكاء والعويل وشق الثوب عندما وجدن انفسهن صفر اليدين في لحظة لم تختلف عن الساعة السليمانية بأن يصرن ضمن شريحة المليونيرات وسيدات المال والأعمال إلا أن أرباحهن كانت خفي حنين والقانون الذي لا يحمي المغفلين لأن الضامن هنا كان كلمة شرف والريان الذي نصب في مصر يبدو أنه ظهر عندنا على هيئة امرأة.