نقرأ ونسمع بين الحين والآخر عن عمليات النصب والاحتيال التي يقع فيها كثير من الضحايا من المواطنين ما يتوجب التدخل السريع والمستمر لتوعية كل فرد من أفراد مجتمعنا الطيب الذي يثق بكل يد تمتد إليه دون أن يعلم بنيّة صاحب هذه اليد وحقيقة أمره وخفايا نفسه فيما إذا كان يريد فعلا ً الخير له أم أنه يريد أن يحتال عليه ويسرقه ويأكل ماله بالباطل . لقد كثرت في الأونة الأخيرة الرسائل النصية الدولية المضللة الواردة إلى الجوالات من جهات مجهولة تدّعي بأن المشترك صاحب الهاتف فاز بجائزة نقدية كبرى أو سيارة فخمة وغيرها من الجوائز الوهمية التي يسيل لها لعاب البلهاء.. وتفيد بأن من يحصل على هذه الجائزة يتوجب عليه الأتصال برقم معين في الخارج لاستكمال إجراءات استلام الجائزة بتحويل مبلغ نقدي محدد إلى تلك الجهة تحت رقم حساب معيّن أو الكشف عن بعض المعلومات المالية الشخصية للفائز أو البيانات السرية في بنك إيداع أمواله وماإلى ذلك من أمور مالية قد تجر( المودّف ) إلى خسارة أكبر وأعظم .
ولاشك أن الكثير تعرضوا لمثل محاولات النصب والاحتيال تلك وأدركوا كذبها وتجنبوا الوقوع في شراكها .. لكن القليل وقع في هذه المصيدة وقام بالفعل بالاتصال وخسر آلاف الريالات نتيجة ذلك التجاوب وطمعاً في الحصول على السراب .
وكلنا نتذكر ماحصل في وقت سابق قبل سنوات من شائعات نصب واحتيال بوجوه وصورعديدة وغريبة كان آخرها شائعة وجود الزئبق الأحمر في سراجات الكيروسين (الجاز) القديمة ووقوع ناس كثيرين في معمعتها مايدل على أن هناك شريحة في مجتمعنا لازالت مستعدة وجاهزة للتورط من جديد في دهاليز النصب والاحتيال المتعددة الأنواع والأساليب .
هذه بمثابة دعوة نتوجه بها إلى المعنيين والمسؤولين والأكاديميين والقانونيين والجهات المختصة ذات العلاقة بضرورة القيام بدراسة عاجلة لمثل هذه القضايا والاهتمام بها .. كما ندعو جميع أجهزة الأعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة بالشراكة مع شركات الاتصالات إلى تنظيم حملات توعية بين أوساط المجتمع لحمايته وتبصيره بعدم الركض وراء طعم المحتالين والعمل على منع سقوط ضحايا جدد بين مخالب النصابين .