حالة من السعادة الغامرة عايشها محمد صادق في وقت قريب نتيجة عن رسالة نصية وصلته على هاتفه المتحرك تحمل «بشرى» فوزه بمبلغ مالي ضخم، يمكن أن يغير واقع حاله، بل وحال المحيطين بي، وتنقله إلى عالم من الرخاء ورفاهية العيش. حالة ربما مر بها مئات من الأشخاص ممن وصلتهم في يوما ما رسالة نصية قصيرة أو أكثر تحمل صيغة «مبروك لقد فزت بالجائزة الفلانية، فاتصل على الرقم التالي لتحصل عليها»، وهنا يقع الفأس في الرأس، وتنقلب السعادة إلى إحباط عندما يقع الشخص في مصيدة محتالين افتراضيين. (أبوظبي) - «100 ألف درهم في رصيدك، مبروك فزت بجائزة قيمة، اتصل لاستلام 5000 درهم».. رسائل تصل إلى هواتف مشتركين تطلب منهم الاتصال برقم هاتف ما لتسلم جوائزهم «الوهمية»، وما أن يتصل المشترك المسكين إلا ويبدأ جهاز الحاسب الذي يجيب على اتصاله باستدراجه بأسئلة تافهة، وعند كل إجابة يغريه بسؤال آخر ليكسب منه أكثر وقت ممكن، وفي النهاية يكتشف المشترك أن ما يبحث عنه ليس إلا سراباً يستنزف وقته وماله، وهو ما يمكن وصفه بشكل «تكنولوجي» من أشكال النصب والاحتيال صار شائعاً في مجتمعنا وبات من الضروري التحذير منه. جوائز وهمية رغم الحملات التي تنظمها وزارة الداخلية وأجهزة الشرطة في الدولة، والتي أسهمت في زيادة وعي متلقي تلك الاتصالات الوهمية، إلا أن بعضهم ما زال يقع ضحية لهؤلاء المحتالين، مطالبين الأجهزة المختصة بتعقب هؤلاء الأشخاص والقبض عليهم. حيث ضبطت شرطة أبوظبي مؤخراً مزارعاً مخالفاً وعامل نظافة في قضيتين منفصلتين لاشتباه بامتهانهما ترويج جوائز وهمية هاتفياً بهدف النصب على الضحايا مالياً، وفي هذا الصدد جددت شرطة أبوظبي تحذيرها لأفراد المجتمع من الوقوع في براثن النصب والاحتيال الهاتفي والتي تبلغهم بالفوز بجوائز مغرية، موضحة أنها في الواقع سراب ووهم لا أكثر. وبلغ إجمالي عدد قضايا النصب الهاتفي التي سجّلتها إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي خلال العام الماضي، 365 قضية تم التعامل معها بحرفية ومهنية عالية الكفاءة. إلى ذلك، أوضح مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي العقيد الدكتور راشد بورشيد أن «النصابين» يغوون الضحايا بجوائز قيمة تشترط دفع شرائح مسبقة الدفع، وأن عددا من الجمهور ما زال يقع في براثن «الفخ» الهاتفي على الرغم من التحذيرات التي تطلقها الأجهزة الشرطية ومزودو الخدمة الهاتفية في وسائل الإعلام المختلفة. ... المزيد