تمكنت الوحدات العسكرية واللجان الشعبية والمتعاونون في معارك الوطن ضد الإرهاب أمس من دخول مدينة المحفد، بعد أن وجهوا ضربات ساحقة وألحقوا هزيمة نكراء بقيادات وعناصر الإرهاب. وأوضح قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن محمود الصبيحي لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أنه سقط خلال هذه المعارك العديد من عناصر الإرهاب بين قتلى وجرحى، ولجأ من تبقى منهم إلى تفجير المجمع الحكومي بالمحفد قبل أن يلوذوا بالفرار تلاحقهم الهزيمة والشماتة من قبل أبناء أبين وكل أبناء الوطن. وأشار إلى أن هذه العناصر التي لجأت إلى وادي ضيقة تواجه مصيرها المحتوم على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية الذين قرروا وضع حد فاصل بين الإرهاب واليمن.. مؤكداً أن المقاتلين الأبطال قد أنجزوا مهام كبيرة وحققوا انتصارات مؤزرة على شراذم القاعدة تساندهم فيها اللجان الشعبية البطلة. وأوضح قائد المنطقة العسكرية الرابعة إلى أن الفرق الهندسية تواصل إبطال مفعول الكميات الكبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها عناصر القتل والدمار في سعي منها لإيقاف تقدم الوحدات باتجاه وادي ضيقة..لافتاً إلى أن هذه الحقول من الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات سوف تزال بأسرع وقت ممكن، مؤكداً أن العناصر المتبقية لن تنجو من مصيرها المحتوم. يأتي ذلك في ظل توارد الأنباء عن خلافات حادة بين من تبقى من شراذم القاعدة وأنصارها في محافظتي أبينوشبوة خاصة بعد أن أبدى البعض منهم الرغبة في الاستسلام، بينما فر عدد من القيادات بصورة مفاجئة وإلى جهات غير معروفة. هذا وقد أكد ناطق عسكري مقتل سفاح القاعدة المكنى «بيكاسو» متأثراً بجراح أصيب بها في محافظة البيضاء، كما قتل الإرهابيان من تنظيم القاعدة ناصر عاطف وشقيقه الإرهابي أحمد عاطف أبو سالم على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن والمتعاونين بمحافظة شبوة. إلى ذلك واصلت الوحدات العسكرية والأمنية المرابطة في محور عتق أمس تقدمها من مديرية حبان إلى منطقة النقبة وتمشيط المنطقة وتطهيرها من العناصر الإرهابية، حيث تقدمت القوات المشاركة إلى منطقتي قرن السوداء والعرم ودكت المعاقل والأوكار والمخابئ التي كان يتحصن فيها الإرهابيون، وفرّت تلك العناصر الإجرامية. وصرح مصدر عسكري بمحور عتق لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الحملة العسكرية والأمنية المشاركة والتي يقودها قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن أحمد سيف محسن اليافعي أحرزت تقدماً كبيراً وكسرت شوكة الإرهابيين الذين ظنوا أن بمقدورهم إعاقة إرادة الشعب وتهديد أمنه وسلمه الاجتماعي، وأن بمقدورهم إيجاد إمارة من الوهم والخيال في دولة لا مكان فيها لدعاة الشر والتخريب. وأكد المصدر أن نهاية الإرهاب باتت قريبة وبأن عملية التطهير والملاحقة للعناصر الإرهابية والإجرامية مستمرة حتى اقتلاع آفة الإرهاب واجتثاث جذور الشر والبغي والعدوان لتلك العناصر الدموية الآثمة التي أساءت إلى الدين الإسلامي الحنيف وإلى قيم وأعراف الشعب اليمني الأصيل. وفي ذات السياق وجه وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد رسالة شكر إلى آل باعوضه وآل رشيد وكافة قبائل مديريتي ميفعة ورضوم والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وكل المواطنين الشرفاء على مواقفهم الوطنية المسؤولة وتعاونهم إلى جانب الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار في مديرياتهم وطرد الإرهابيين من مدنهم وقراهم. وعبر وزير الدفاع في رسالته عن بالغ تقدير القوات المسلحة والأمن لكل الشرفاء في هاتين المديريتين وفي محافظتي أبينوشبوة بشكل عام. وأكد أن هذه المواقف المؤازرة لجهود حماة الوطن في مكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة واستئصاله من جذوره سوف تقود إلى توفير الأجواء الملائمة لبناء اليمن الجديد والحكم الرشيد والمواطنة المتساوية، داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة. كما وجه وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد رسالة شكر وتقدير لووجهاء وكل شرفاء قبائل رضوم بمحافظة شبوة على مواقفهم الوطنية تجاه قضية الإرهاب والوقوف في وجه قيادات وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي. وأكد وزير الدفاع في رسالته أن الوطن سيحتفظ لأبناء هذه المديرية وقبائلها ووجهائها بصفحات مطرزة بالانتصار لخيارات الشعب في الأمن والاستقرار ونبذ كل مظاهر التطرف والإجرام. وأوضح أن الدولة والحكومة ستولي هذه المديرية وغيرها من المديريات كل الرعاية، خصوصاً بعد أن تستقر الأوضاع ويسود الأمن وتطهّر البلاد من رجس الإرهابيين دعاة القتل والموت والدمار. وحيا وزير الدفاع كل موقف وطني غيور إلى جانب مؤسسة الجيش والأمن واللجان الشعبية في معركتها المصيرية ضد الإرهاب, داعياً كل شرفاء الوطن في شبوةوأبينوالبيضاء إلى التقاط اللحظة التاريخية والانتصار للسلم والأمن, وتسجيل المواقف البطولية ضد النبتة الشيطانية تنظيم القاعدة. في ذات السياق استقبلت قبائل لقموش حمير في مديرية حبان بمحافظة شبوة أمس في منطقة العرم بحفاوة كبيرة الوحدات العسكرية والأمنية التي وصلت إليها بعد إحكام سيطرتها على واحدة من أهم وأكبر معاقل القاعدة في قرن السواد، والتي تمركزت فيه لفترة ثلاثة أعوام. ورحبت قبائل لقموش في كلمة عامة لهم ألقاها الشيخ علي الأدهم القميشي بأبطال الجيش والأمن.. معربين عن افتخارهم بالنجاحات والانتصارات التي حققوها في غضون أيام قليلة على قوى الشر والإرهاب من عناصر تنظيم القاعدة.. مؤكدين استعدادهم لدعم حماة الوطن والوقوف إلى جانبهم وإسنادهم بقوة في حربهم على الإرهاب حتى يتم تخليص المحافظة والوطن من شرور عناصره المجرمين. وقد نقل رئيس جهاز الأمن القومي اللواء الدكتور علي حسن الأحمدي تحيات وتقدير القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى قبائل لقموش.. مشيداً بموقفهم الوطني العام والمشرف والداعم بقوة لكافة جبهات القتال ضد عناصر الشر والتخريب من تنظيم القاعدة. كما عبر عن اعتزازه الكبير بموقفهم المبكر والرافض للإرهاب وعدم السماح لعناصره الإجرامية من دخول كافة مناطقهم.. منوهاً بأن مظاهر حفاوة استقبالهم لهؤلاء الأبطال الأشاوس يعكس وفي أبهى الصور حقيقة التلاحم الوطني بين الشعب وقواته المسلحة والأمن، وبها قد صنعوا كافة الانتصارات التاريخية المشهودة. وأشار رئيس جهاز الأمن القومي إلى أن هذه العمليات تكتسب مشروعيتها النبيلة من عدالة الأهداف والقيم التي تسعى إلى تحقيقها وفي المقدمة منها وضع حد نهائي للأوضاع المتردية والمزرية التي وصلت إليها البلاد وتخليصها من كل العوامل والأسباب التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة التي لا ترضي الشعب ولا ترضي العدو قبل الصديق. وتقدم الدكتور الأحمدي بتحية إجلال وإكبار لكواسر الأسود من الأبطال الأشاوس المشاركين في الحملة، وهنأهم بالانتصارات المتلاحقة التي أحرزوها في كافة جبهات القتال. من جانبه عبر محافظ شبوة الأستاذ أحمد علي باحاج عن اعتزازه واعتزاز كافة أبناء شبوة بالبطولات التي اجترحها أبطال قواتنا المسلحة والأمن والمتعاونون وانتصارهم على مشروع الإرهاب. وكان قائد الشرطة العسكرية اللواء الركن عوض محمد فريد أعلن عن وصول الأبطال المقاتلين من قواتنا المسلحة والأمن إلى آخر الحدود الجغرافية لمحافظة شبوة مع محافظة أبين. مشيداً بما يتمتع به هؤلاء الأبطال المقاتلون الأشاوس من احترافية قتالية عالية مكنتهم من إنجاز وتحقيق هذه الانتصارات المذهلة على كافة الاتجاهات وفي أيام قليلة ومعدودة. من جانبه نفى مصدر عسكري مسؤول صحة أنباء تناولتها قنوات فضائية وصحف ومواقع إخبارية والتي تتحدث عن هدنة محتملة أو حوار لأية جهة رسمية مدنية أو عسكرية مع عناصر وقيادات الإرهاب القاعدي. وقال المصدر: إن هذه الأنباء ليست سوى مجرد إشاعات وفبركات وتسريبات إعلامية كاذبة ومضللة وليس لها مطلقاً أي أساس من الصحة. مستغرباً لجوء بعض وسائل الإعلام إلى ترويج مثل هذه الشائعات والأكاذيب في هذا التوقيت الذي تحقق فيه القوات المسلحة والأمن نجاحات كبيرة في دك معاقل الإرهاب وتسير بخطوات واثقة في اتجاه حسم المعركة والقضاء على من تبقى من فلول العناصر الإرهابية. وشدد المصدر على أنه ليس هناك أي خيار أمام المقاتلين الأبطال في القوات المسلحة والأمن ومن خلفهم جماهير الشعب غير المضي قدماً في القضاء على قوى الإرهاب والتطرف أينما وجدت وتخليص اليمن من شرور الإرهاب الذي أضر كثيراً بمقومات ومقدرات الشعب والوطن.. وأوضح المصدر أن مواقف القيادة السياسية واضحة وثابته فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والقضاء عليه. منوهاً، بحسب وكالة «سبأ» بأن الوطن والشعب لم يعد يحتمل وجود الإرهاب وجرائمه الشنيعة في يمن الإيمان والحكمة، وأن اجتثاث الإرهاب قد أصبح مطلباً شعبياً ملحاً، وأن الواجب يستدعي من القوات المسلحة والأمن الاستجابة الكاملة للشعب اليمني الأبي الذي يعبر اليوم بقياداته وأحزابه وتنظيماته السياسية وعلمائه ومشائخه وكل مكوناته وشرائحه عن الاستعداد للالتحاق بجبهات التصدي للإرهاب ودعم ومؤازرة القوات المسلحة والأمن بالمال والسلاح والأرواح. ودعا المصدر جميع وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والموضوعية فيما تتناوله من أخبار، مشيراً إلى أن رجال القوات المسلحة والأمن عاقدو العزم على مواصلة ضرباتهم الساحقة لأوكار الإرهاب ومطاردة كل من تبقى من العناصر الإرهابية والقضاء عليها بشكل كامل.. ووضع حد نهائي لما ترتكبه من جرائم فظيعة بحق الشعب والوطن. كما صرح مصدر مسؤول أن اللجنة الأمنية العليا عقدت اجتماعاً استثنائياً خصص لمناقشة سير العمليات العسكرية ضد العناصر الإرهابية الضالة بمحافظتي أبينوشبوة، والأدوار البطولية التي يسجلها أبطال القوات المسلحة والأمن وإلى جانبهم المواطنون الشرفاء من أبناء القبائل في مواجهة ودحر العناصر الإرهابية والتي تؤكد الإصرار القوي والجاد للقضاء على هذه العصابة الضالة وتجفيف منابع الإرهاب ومصادره. وعبر المصدر الأمني عن أصدق التعازي والمواساة إلى أسر الشهداء من منتسبي القوات المسلحة والأمن وضحايا الإرهاب والتطرف من رعايا الدول الشقيقة والصديقة التي طالت يد الغدر والانتهاك لحقها الإنساني في الحياة. وأشار المصدر إلى أن المحاولات اليائسة التي تقوم بها عناصر التنظيم بعد تلقيها خسائر فادحة أدت إلى فقدانها الكثير من العناصر والمناطق التي كانت تسيطر عليها، ومن ذلك عمليات الاغتيال لبعض منتسبي القوات المسلحة والأمن والرعايا الأجانب، والتي كان آخرها حادثة الاغتيال التي تعرض لها أحد الرعايا الفرنسيين، والتي تأتي في إطار محاولة عناصر التنظيم للتأثير على القيادة السياسية والعسكرية لتخفيف الضغط عليها من قبل الوحدات العسكرية والأمنية المكلفة بمتابعة ومطاردة تلك العناصر بمحافظتي شبوةوأبين. وفي الوقت ذاته أكد المصدر الأمني أن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تثني عزيمة رجال الأمن والقوات المسلحة وأبناء الوطن الشرفاء عن تأدية دورهم وواجبهم الديني والوطني في اجتثاث الإرهاب من منابعه أينما وجد وضبط كل من يرتبط بتلك العناصر الإرهابية المتطرفة وتقديمها للقضاء لينالوا جزاءهم العادل والرادع . ودعا المصدر كافة جماهير الشعب بكافة فئاته وأطيافه السياسية والاجتماعية إلى الوقوف صفاً واحداً للقضاء على هذه الآفة الدخيلة على المجتمع اليمني وقيمه الدينية وتقاليده الاجتماعية .. كما دعا الجميع إلى الإبلاغ عن أية معلومات تساعد في كشف ملابسات العمليات الإرهابية أو الأشخاص المتورطين في تنفيذها من عناصر القاعدة في أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات والمدن الرئيسة. وأهاب المصدر الأمني بالمواطنين عدم التعاون أو الإيواء لأي من تلك العناصر والإبلاغ عن أي عناصر أو خلايا إرهابية في أي مكان؛ باعتبار هؤلاء العناصر يمثلون خطراً كبيراً على أمن واستقرار المجتمع ..مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين أمن وسلامة الوطن والمواطنين. وفي ذات الإطار أكد المصدر الأمني أن الدعوة ماتزال مفتوحة أمام العناصر المغرر بها للعودة إلى رشدهم والرجوع عن غيهم والمبادرة بتسليم أنفسهم، وأنه سيتم أخذ ذلك في الاعتبار عند النظر في أمرهم، على اعتبار أن معظم من غرر بهم هم من فئة الشباب والذين يمكن أن يعيدوا تسخير طاقاتهم في بناء الوطن في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية وحمايته من كافة المخاطر والتحديات التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي.
