إصلاح المنتخب الوطني لكرة القدم لا يتوقف على اختيار المدرب أو المدير الفني فقط، ما لم تتكاتف عدة عوامل لإنجاح مهامه. فأكادُ أجزم أن مدرباً مثل (سكوب) التشيكي يجهل تماماً بيئة الكرة اليمنية، وأعتقد أن اليمن تمثل الملاذ الأخير لمدربين يتم تصنيفهم بأنهم مدربون (صف ثالث)، وربما (صف أخير)، والأمثلة الواقعية كثيرة. فلم نسمع أن منتخباً أو نادياً أوكل مهامه الفنية للمصري (محسن صالح) بعد إخفاقاته مع منتخبنا الكروي، ولم يبلغ إلى علمنا أن (ستريشكو) تعاقد مع كيان كروي في أرض الله الواسعة بعد هزائمه في خليجي اليمن،ولم نر (توم) على دكة المدربين بعد هزائمنا المتوالية في بطولة الخليج الأخيرة. كلهم يجعلون المنتخب اليمني نقطة النهاية لمشوارهم التدريبي، ولعل الأكيد أن منتخباتنا هي من تفرض عليهم نقطة النهاية تلك. لذا يتوجب على من استجلب (سكوب) التشيكي لتدريب منتخبنا أن يبتعد عن التدخلات في المهام الفنية للمدربين والأجهزة الفنية، وأن يوكل التخصص لذوي الخبرات، ويكتفوا بالعمل الإداري. فإخفاقات مدربي منتخبنا كان سببها عدم إتاحة الفرصة للمدرب بالعمل، حتى المدربين الوطنيين الذين لم يكن أمامهم بُد من الاستمرار في بيئة حبلى بتداخل الصلاحيات وتناقضها، رغم معرفتهم الأكيدة بالحالة الكروية اليمنية. لهذاالسبب أدعو إلى إتاحة المجال، كل المجال، لعمل المدرب، بعيداً عن قوائم التشكيلات الجاهزة، والمحاباة والمجاملات التي أنهكت كرتنا، وحتى نستطيع تحميل المدرب المسئولية الكاملة فيما لو حدث تعثر لمسيرة المنتخب - لا سمح الله -. لأن تعدد المسئولين وتكرار التدخلات في المهام وتعارضها يجعل من عملية تحديد المقصرين أمراً صعباً، وبالتالي غياب المساءلة والمحاسبة، خاصة في ظل واقع جديد يسعى الجميع فيه إلى تفعيل تلك المبادئ في ظل يمن جديد. تغيير أكرر.. تغيير المدربين لن يكون حلاً جذرياً، ما لم يتغير الفكر الإداري، وتتغير (شهوة) إقحام الأنوف في كل المهام. دوري منتظم لأول مرة تنفرج أساريري بعد قرار التحاد العام لكرة القدم بتحديد انطلاق دوري المحترفين لكرة القدم، في موعد محدد من كل عام، ولعل في ذلك بُعد استراتيجي هام يتمثل في حث الأندية على الاستعداد الفني الأمثل، كما سينعكس بالإيجاب على تحسين مستوى التخطيط ووضع الأهداف، كما سينظم كثير من الأمور الكروية التي كانت تدار بطريقة عشوائية.. هنيئاً للجميع هذا القرار، ولتتسمك به الأندية قبل الاتحاد باعتباره قراراً يصب في مصلحتها أولاً. [email protected]