عمر أحمد عرم، طالب يمني في الصف الثالث الثانوي، يختلف عن أقرانه من طلاب القسم الأدبي أنه أكثر إلماماً بالتكنولوجيا ولديه طموح أن يصبح إعلامياً في المستقبل القريب.. بمنزله في مدينة الشحر بحضرموت اليمن نجح عمر من خلال جهاز كمبيوتر شخصي وملحقاته من كاميرا وميكروفون وسماعات، إلى جانب جهاز فيديو منزلي تقليدي أن يقيم محطة تلفزيونية مصغّرة من داخل منزله، يستطيع سكان الجوار أن يلتقطوها عبر الهوائي. “العصرية” هو الاسم الذي أطلقه عمر على محطته التلفزيونية الناشئة، ويبث من خلالها مسابقات وفقرات دعائية وغنائية إلى جانب التحقيقات واللقاءات. وافتتح عمر قناته بكلمة تحيّة إلى المشاهدين، ثم فقرة دعائية عن محل نظارات في المدينة، ثم أعقب ذلك مسابقة تفاعلية تحت عنوان “فكّر واربح” يشارك في تقديم أجوبتها مشاهدون من أهل مدينته، على أن تكون الجائزة من نفس محل النظارات المعلن عنه سابقاً، وقدّم فقرة غنائية لجلسة طرب استمرت أكثر من ساعة مع الأغاني الحضرمية. يقول عمر عن تجربته التي بدأت منذ فترة إنها نجحت بفضل دعم والديه له، وإنه مرّ بإخفاقات عديدة حتى تلقّى استجابة من المشاهدين على أسئلته التي كان يطرحها من خلال أحد البرامج، وذكر أيضاً أنه نجح في تغطيات خلال الفترة الماضية أعدّ فيها لقاءات أثناء شهر رمضان الماضي من الشارع اليمني، إضافة إلى لقاءات مع نجوم الرياضة. المحطة الناشئة لم تكلّف الطالب عمر الكثير، فبعض مكوّناتها اشتراها من مصروفه، كذلك فله خبرة سابقة في التعامل مع المجال الإعلامي اكتسبها من عمله مذيعاً ومقدم برامج ومسابقات ثقافية في إذاعة "رباط المصطفى" في مدينة الشحر التي تبث يومياً عبر موجات FM. في إحدى غرف المنزل كوّن هذا الشاب من المعدّات اليسيرة «محطته التلفازية» التي أضحت حديث المدينة هذه الأيام «جهاز فيديو أشرطة، جهاز سي. دي فيديو، جهاز كمبيوتر منزلي، مجموعة مكبّرات صوت، 3 كاميرات كمبيوتر، مجموعة أسلاك متعدّدة المهام، جهاز بث». يقول الطالب عمر أحمد عرم، صاحب قناة «العصرية»: أنا شاب هاوٍ للعمل الإعلامي، طالب في ثانوية بامطرف للبنين الصف الثالث الثانوي، القسم الأدبي، بدأت مع هواية الإذاعة منذ أن كنت في الصف الخامس ابتدائي، اشتريت أول ميكرفون وجهاز «امبليفايرس من توفير المصروف الذي يعطيني إياه أبي يومياً، أسهمت طيلة المرحلة الابتدائية ثم الثانوية بنشاط في الإذاعة المدرسية وكلمة الطابور الصباحي، وأسهمت كذلك مذيعاً ومقدّم برامج ومسابقات ثقافية في إذاعة «رباط المصطفى» في الشحر التي تبث يومياً عبر موجات الFM. ويروي عمر قصته: وفي عام 2003م اشتريت جهاز كمبيوتر صغيراً، وأتقنت خلال أشهر التعامل معه، وعندما توفر جهاز البث حاولت البث عبر جهاز الكمبيوتر، فشلت لمرات عديدة لكنني لم أيأس. وفي أحد الأيام كنت أتحدّث بسماعة الكمبيوتر مقدماً سؤالاً من الأسئلة المحفوظة عندي وجهاز البث موصول، وعندما أخذت في إعادة التعامل مع أسلاك الصوت والصورة من موضع إلى آخر على الكمبيوتر، فوجئت بأحدهم يتصل بي ويقدم إجابة على السؤال الذي طرحته، عرفت حينها أن الفكرة قد نجحت، بدأت في إعداد برنامج كامل، وزاد تواصل الناس معي إلى أن بلغت الاتصالات في أحد برامج الأسئلة التي أقدمها 150 اتصالاً. ويمتلك عمر أرشيفاً كبيراً من الأقراص والرقائق والأشرطة التي سبق أن قدّمها من محطته خلال الأشهر الماضية، من بينها برامج شهر رمضان المنصرم، الذي حوى برنامجاً صوّره وسجّله في الهواء الطلق، كان فيه يستوقف المارة وركّاب السيارات والباعة عصريات الشهر الفضيل، ويتحاور معهم في أسئلة وأجوبة عن مشاعرهم حول أيام الصوم وأحوال السوق والأسعار، وكان يبثها مساءً خلال بث محطته بعد صلاة التراويح، وحملت تلك الأقراص عناوين: لقاء الأسبوع، ساعة الحظ، فكر واربح، بدون اختيارات، مقابلات العصرية مع نجوم الرياضة، وغيرها كثير.