في غياب مهاجم موناكو الفرنسي «النمر» راداميل فالكاو تسلط الأضواء على زميله في فريق الإمارة لاعب الوسط المهاجم خاميس رودريغيز الذي سيتحمل عبء قيادة منتخب كولومبيا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل .. مسؤولية ثقيلة سيتحملها رودريغيز لكنه يبدو أهلا لذلك بالنظر إلى الأرقام القياسية والألقاب التي حققها حتى الآن على الرغم من صغر سنه (23 عاماً في يوليو المقبل). ويملك رودريغيز صاحب الوجه الطفولي والقامة المتوسطة (80ر1 م) والقدم اليسرى الفتاكة سجلاً ناصعاً من الألقاب في مقدمتها الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» عام 2011 مع فريقه بورتو البرتغالي الذي أحرز معه لقب الدوري المحلي 3 مرات أعوام 2011 و2012 و2013 وكأس البرتغال عام 2011 والكأس السوبر البرتغالية أعوام 2010 و2011 و2012، والدوري الافتتاحي في الأرجنتين مع فريقه بانفيلد عام 2009. وفضلاً عن ذلك، لعب رودريغيز 22 مباراة دولية حتى الآن مع منتخب بلاده على الرغم من صغر سنه وسجل خلالها 5 أهداف، بالإضافة الى أنه يحمل الرقم 10 في صفوف منتخب ال«كافيتيروس» وما تتضمنه مهمته من مسؤولية ثقيلة .. وينظر إلى رودريغيز، نجل خاميس رودريغيز الدولي السابق، بأنه خليفة الأسطورة كارلوس فالديراما. انضم إلى صفوف المنتخب للمرة الأولى وعمره 12 عاماً بعد تتويجه مع فريقه بوني بلقب دورة محلية مشهورة .. وبدأ مسيرته الاحترافية وعمره 15 عاماً مع فريق انفيغادو من الدرجة الثانية (ضواحي ميديين)، حيث أبهرت قدمه اليسرى الكشافيي في اميركا الجنوبية، وساهم بشكل كبير في صعوده إلى الدرجة الأولى في العام التالي. لم يكتب لرودريغيز اللعب في الدرجة الأولى حيث خطف بانفيلد الأرجنتيني خدماته عام 2008 وبات أصغر لاعب أجنبي في الملاعب الأرجنتينية ، لم يتأخر في التألق ونجح في المساهمة بتتويج بانفيلد بلقب الدوري الافتتاحي عام 2009 وهو اللقب الوحيد حتى الآن في تاريخ نادي العاصمة بوينس ايرس .. ودقت أجراس الأندية الأوروبية أبواب الجوهرة الكولومبية وسمح له فريقه بالانضمام إلى بورتو عام 2010 مقابل 3ر7 ملايين يورو..لم تكن الأجواء غريبة على رودريغيز في بورتو لأنه وجد مواطنيه فالكاو وفريدي غوارين ونجح معهما في الظفر بلقب الدوري البرتغالي ثلاث أعوام متتالية (2011 و2012 و2013) وكأس البرتغال والدوري الأوروبي (2011).وموازاة مع ذلك، تألق رودريغيز في منتخبات الفئات العمرية لبلاده وتوج بلقب دورة طولون الفرنسية وأُختير أفضل لاعب فيها في آيار/مايو 2013، انضم رودريغيز إلى صفوف موناكو مقابل 45 مليون يورو، حيث التحق مرة أخرى بمواطنه فالكاو الذي انضم إلى صفوف فريق الإمارة قادماً من اتلتيكو مدريد الاسباني. فرض نفسه بقوة في صفوف موناكو الذي افتقد خدمات فالكاو بسبب إصابة خطيرة في الركبة، ونجح في قيادته إلى المركز الثاني في الدوري خلف باريس سان جرمان البطل وبالتالي التأهل المباشر إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا .. واختير رودريغيز أفضل ممرر في دوري الدرجة الأولى الفرنسي برصيد 12 تمريرة حاسمة، وحل ثانياً على لائحة هدافي موناكو في الدوري برصيد 9 أهداف، كما أختير كأحد أفضل أربعة لاعبين في الدوري الفرنسي وساهم بشكل كبير في التألق الرائع لكولومبيا في تصفيات كأس العالم. ويرى المقربون من خاميس، المتزوج من شقيقة حارس مرمى المنتخب الكولومبي ونيس الفرنسي دافيد أوسبينا، أن نجم موناكو شخص جدي وناضج ولكن مزاجه صعب .. وتقول والدته بيلار روبيو :إنه يعشق الفوز ويكره الخسارة حتى في المناقشات .. ويؤكد رودريغيز الساعي إلى ترك بصمة في التاريخ على غرار قدوتيه (الفرنسي زين الدين) زيدان و(البرازيلي) رونالدو، أن كولومبيا ترغب في تحقيق إنجاز كبير في المونديال.