مكتبة الفقيد عبدالله باذيب الوطنية بمحافظة عدن، هذا الصرح الثقافي الذي اضطلع بدور تنويري وثقافي رائد منذ اكثر من 3 عقود، حيث يتردد عليها عشرات الزوار من الطلاب والباحثين والمثقفين يوميا للاطلاع على ما تحتويه أقسامها المتعددة . فالمكتبة تمر بواقع مزر يتطلب من وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب الأهتمام بهذا الصرح الثقافي لوازم المكتبة والمحافظة على الكتب التاريخية القديمة لاسيما الارشيف الصحفي الذي يحوي العديد من الصحف القديمة كفتاة الجزيرة وغيرها من الصحف ذات النسخ الهامة والنادرة بعضها بدأت تتحلل وبدأت اوراق الصحف تلك تتقطع نتيجة لعوامل الرطوبة والحرارة الناتجة عن حال طقس المدينة الذي يتسم بالحرارة . فقسم الدوريات يحتاج الى إعادة ترتيب وحفظ المواد الارشيفية بآلية تضمن بقاء الصحف والمجلات العتيقة . المكتبة التي كانت مستقلة مالياً وإدارياً قبل دمجها تحت اطار الهيئة العامة للكتاب لاتحظى سوى موازنة تشغيلية شهرية لا تتجاوز 20 الف ريال، رغم تكرار مطالبة ادارتها للجهات المعنية بتخصيص ميزانية للمكتبة ، لتتمكن من تقديم خدماتها للأجيال ومواصلة دورها الريادي، فيما تقف الادارة حائرة حول توزيع المخصص الزهيد 20 الف ريال للصرفيات والصيانة والتنظيف وإصلاح الكتب أو لشراء الكتب الحديثة؟ معاناة العاملين بحسب معلومات من عمال المكتبة فإن الميزانية التشغيلية للمكتبة ضئيلة جداً ولا تفي بالغرض . ويعاني العاملون في أقسام وارشيف المكتبة من تعرضهم للأمراض من جراء استنشاق الكتب القديمة والأتربة الناعمة، نتيجة ظروف عملهم في أرشيف المكتبة حيث تتكوم الصحف والمراجع والحشرات الضارة، ويشكو الموظفون من عدم منحهم علاوة التطبيب وشراء الأدوية ومنحهم الألبان اليومية يعرض رئاتهم للالتهابات والحساسية، فبعد عشرات السنين قضوها في العمل بين اروقة المكتبة التي تقف عاجزة عن صرف أي سلف او مساعدات لهم ناهيك عن المستحقات الطبية وغيرها ، ويصف العاملون حرمان المكتبة الوطنية بعدن من المخصصات وبقية المكتبات تأخذ حقها كاملا غير ناقص، فيما يطالب الموظفون والعاملون وزارة الثقافة منح المكتبة الوطنية في مدينة النور والريادة عدن والثقافة والتميز الاستقلال المالي والإداري كبقية المؤسسات الخدماتية والثقافية ومنح مكتبة باذيب كافة الدعم للاضطلاع بدورها الثقافي في إنارة الأجيال. مناشدة عاجلة وناشد العاملون والعاملات في المكتبة الهيئة العامة للكتاب ووزارة الثقافة الى الاهتمام بالمكتبة العريقة ورفدها بكافة الكتب التي تطبع في دور الكتب والعالمي، لتواكب المكتبات حتى تعود المكتبة كما كانت عليه في السابق من وهج ثقافي وإبداعي وما كانت تقدمه من دور تثقيفي داخل المجتمع ، طيلة أعوام مضت حيث كانت قبلة للناس المثقفين وكذلك المدارس وطلابها الذين يأتون إليها للاطلاع على أقسامها المتعددة التي تصل إلى اثني عشر قسما . باذيب يعود مجدداً مع الذكرى الخامس والاربعين لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر المجيد وكرد اعتبار للتأريخ النضالي والفكري الذي قام به وقدمه رائد فكر التنوير في الجزيرة العربية عبدالله باذيب وبالتزامن مع المناسبة الوطنية ، اصدر الدكتور عبدالله عوبل وزير الثقافة قرارا بإعادة اطلاق اسم الكاتب والمفكر الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب على المكتبة الوطنية الكائنة بجانب المتحف الوطني بمدينة كريتر بمحافظة عدن وذلك كما كانت عليه منذ تأسيسها، وبذلك عاد اسم عبدالله باذيب الى مدينة عدن التي احتوته وفكره الدفاق وعادت المكتبة مفتوحة ابوابها للعمل والمعرفة وباذيب يوسم صدرها في سباق محموم نحو التنوير والبناء الانساني والحضاري مجددا .