هو ذاك الدين الذي أرسل مع الصادق الأمين ، انه الدين الذي أرسل على محمد صلى الله عليه وسلم وقد وصفه الله سبحانه وتعالى {وأنك لعلى خلق عظيم } القلم – آية 4 - هذا الدين؛ أنت لا تعمل للناس صدمة بورعك, واستقامتك, المؤمن من يقول الحق, ولو على نفسه. سمعت عن إنسان سمَّان, عليه إقبال شديد, سبب إقباله استقامته في البيع, والشراء, لا يكذب أبداً, يتكلّم الصدق؛ عندك بيض: نعم, إذا لم يوجد عنده بيض يقول للزبون جاري الآن أتى بالبيض, خذ من عند جاري؛ لا يكذب أبداً, وهناك إنسان لا يصدق أبداً, ويأتي إلى الجوامع, ويفعل كل الشعائر الإسلامية, ولكن الكذب جزء من حياته. الله عز وجل لا يتعامل مع التمنيات يتعامل مع العمل الصادق: المشكلة الآن: إخواننا الأجانب يسلمون, هم صادقون مع الله عز وجل, يتألقون تألقاً في بلادهم, ثم يأتون إلى الشرق منبع الدين, يتفاجأون؛ يجدون الكذب, تأتي فتاة مثلاً أمريكية, ألمانية تسلم, تتألق في بلدها تألقاً, تأتي إلى الشرق تجدها تقول: ليس معقولاً هؤلاء المسلمات يا شيخنا؟ لذلك أنا أقول: لو جاؤوا إلى الشرق قبل أن يسلموا لما أسلموا؛ لكنهم يسلمون نظرياً, يتوهمون أننا نحن في الشرق استقامة, وأخلاق, يجدون العكس؛ لا توجد عندنا: استقامة, نحن عندنا شعائر إسلامية, عندنا شعائر صارخة فقط, أما استقامة فلا يوجد أبداً. فيا أيها الأخ الكريم: أنت لا يهمك الناس، الناس كلهم انحرفوا لينحرفوا, أنا عليّ نفسي, هذا الدين، كن ورعاً: «ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط». «الجامع الصغير عن أنس» كن صادقاً؛ لا تكذب أبداً, لا تبع دينك بشيء رخيص, حتى الله عز وجل ينظر إلينا بالعطف, اثنا عشر ألفاً لا يغلبون في العالم, نحن مليار ومئتا مليون قلبنا مقطوع, إذا كان هناك عمل تفجيري في مكان, والذي فعله مسلم, معنى هذا أن الضربة لنا, أصبحنا نحن مستضعفين, المليار والمئتا مليون مستضعف؛ إذا قاطعونا نموت من الجوع, إذا منعوا الطيران عنا نموت من الجوع, ما هذه الحياة؟ هذه ليست حياة عز؛ لأنه لا توجد استقامة, الله لم ينصرنا لأننا لسنا أهلاً للنصر؛ الله لا يتعامل مع التمنيات, يتعامل مع العمل الصادق, والإنسان إذا كان مؤمناً, صادقاً, الله يعامله معاملة خاصة. هذا الحديث من أخطر الأحاديث, ويجب على الإنسان أن يحفظه غيباً, ويضعه في ذهنه, يضعه في دفتره, يضعه في جيبته, يعلِّمه لأولاده؛ الدين ليس معناه ألاَّ تصلوا أعوذ بالله معنى ذلك أن الدين أساسه المعاملة؛ إن صحت صحت العبادة, وإلاَّ العبادة لا تقدم ولا تؤخر. النبي قال: «بني الإسلام على خمس» أخرجه البخاري وابن خزيمة عن عبد الله بن عمر. الخمس غير الإسلام؛ هؤلاء أعمدة, أما هذا البناء أخلاقي, أساسه هذه العبادات.