- مع مرور الأيام تتغير كثير من المشاهد التى اعتدنا أن نراها وخاصة، فيما يتعلق بالأنشطة والفعاليات الرمضانية التى كانت الأندية تتنافس عليها منافسة قوية، وتبدأ الأندية تخطط للبرامج والفعاليات الرمضانية قبيل رمضان بشهر أو شهرين ، وأتذكر تلك الأيام الرمضانية التى كانت الأندية تشترك في إحياء الليالي الرمضانية بفعاليات مشتركة بين الأندية وخاصة في تعز عندما كانت الأندية تقيم الأنشطة الثقافية والرياضية المشتركة فكانت تقدم وجبة ثقافية رمضانية متنوعة بين قصة وشعر ورسم ومسابقات، فكان الاقبال على تلك المنافسات يوحي بمدى الحاجة إليها والاستمرار فيها. الأندية هى في الحقيقة مؤسسات تربوية لو وجد من يحسن إدارتها ويحولها إلى محاضن تربوية تنمي القيم وتغيّر السلوكيات، وتعلم كثير من الآداب، لكن للأسف أنديتنا أقل وصف ممكن يطلق عليها اليوم أنه لافرق بينها وبين اللوكندات، والأرصفة، والشوارع، حيث يجد الإنسان أخلاقيات غير مرغوب فيها وممارسات تسيئ للمجتمع وتوحي بفقدان الدور التربوي للأندية وقبلها المدرسة والأسرة. - ولأن الأندية محاضن تربوية فقد كنا نرى المبدعين في الرسم ، والقصة ، والشعر ، والنحت ، والكتابة الصحفية ، ونرى شباب أشبه بقواميس ثقافية، وكنا نرى التنافس يشتد بقوة بغض النظر عن توفر الجوائز لهم أو من عدمه المهم كانت في أنشطة وفعاليات تؤكد ريادة تعز في كثير من الأنشطة ومنها الثقافية. - ماالذي حصل اليوم ؟ ولماذا تحولت الأندية إلى مواطن يخاف منها على النشء والشباب؟ولماذا لم تعد هناك أنشطة وبرامج وفعاليات ذات قيمة معنوية وفكرية؟ لماذا لم تعد الأندية تقدم الدور التربوي المعزز لدور الأسرة والمدرسة، والمجتمع؟ - أسئلة تطرح نفسها على واقع يكاد يكون أمر من المر ليس لأنه لاتتوفر إمكانات بل على العكس المر هذا في ظل وجود إمكانات يمكن تتمثل في صندوق النشء والشباب والرياضة الذي يفترض أنه يترجم الدور الحقيقي له ويحقق المسميات التى يدعمها ويخصص لها موازنات وخاصة المسابقات والنادي العلمي والمراكز الشبابية والكشفية .. أين دور اللجنة الثقافية لأندية الجمهورية التي أعتقد أنها أصبحت لجنة مقصوصة الجناحين ولم يعد لها دور إلا في نشر مسابقة ثقافية سنوية في مطبوعة رياضية وكفى!. - النشاط الثقافي من يظن أنه لم يعد مجدياً في الوقت الراهن، حيث باتت ثورة المعلومات والقرية الصغيرة توفر الكثير من المعارف والمعلومات فتلك ظنون خاطئة لأنه مهما تطورت المصادر الثقافية يظل في الوقت نفسه الاحتياج للمناشط الثقافية والإبداعية مهمة جداً حتى نكتشف شباباً لديه من القدرات والإمكانات المبدعة حتى وإن استفاد من التقنية العصرية تظل الحاجة للنشاط الثقافي على الواقع مهمة للغاية. - الأندية اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في وضعها ،أما تتخصص رياضة ويكون تخصصها في نوع من الرياضات أو تكون ثقافية وبين التخصصات سنجد الفروق في النتائج ، أما أننا نظل نسمى أنديتنا «رياضية ثقافية» جزافاً فهذا لايخدم الهدف من المسمى وبالتالي فالتخصص صار مطلوباً ، ولذلك لابد أن تعيد اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب النظر في وضع الأندية القائمة مع وقف اصدار التصاريح لأندية يديرها مشائخ ووجاهات سعت للاعتراف بأندية تخدم مصالح المشائخ ولاتخدم الشباب مع عمل مراجعة للأندية الموجودة و تقييمها والإبقاء على من يستحق البقاء أو إلغاء من ليس له أثر في الواقع . عمق الهامش: - الثقافة في الماضى بالنسبة للأندية كانت الزاد والشعلة التى تعرف بها الأندية واسألوا الطليعة و الأهلى ، والصقر ، والصحة ، والرشيد ، وعدد من أندية الثالثة كيف كانت الأنشطة الثقافية فيها، وكيف كان المسرح يقام بين فترة وأخرى في أندية المدينة والريف؟. - كثير من لاعبي الفرق الرياضية اليوم بات حالهم جفاف في جفاف لايعرفون من الثقافة إلا اسم يعاني من الخواء الفكري ولو سألت عدداً من لاعبي كرة القدم اليوم في موضوع ما لما جاوب عليك بكلمة، بل إن الكثير منهم لايعرف يقف أمام وسيلة إعلامية يتحدث أو يشارك برأي لأنه يفتقر للمصادر الحقيقية للمعلومات ويعجز أن يبرهن أنه شاب مثقف ومتعلم ولو بعدة جمل مفيدة. [email protected]