أكد خطباء المساجد خلال خطبتي الجمعة أمس في عموم محافظات الجمهورية وكافة وحدات القوات المسلحة والأمن أن شهر رمضان المبارك هو شهر للتوبة وفعل الخيرات ولأداء العبادة. وحث الخطباء على اغتنام هذا الشهر الكريم في الصلاة والصيام والقيام لتجديد الإيمان وتطهير الذنوب وغسل الأحقاد والكراهية، وارتداء ثياب الطهارة وتعطير الاجساد برياحين الطاعة، وإزالة المعاصي والسيئات، والإبحار في شاطئ قراءة القرآن، لقوله تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان» صدق الله العظيم. وأشار خطباء المساجد إلى أهمية استشعار هذه الأيام المباركة واستشعار الحكمة من تميز هذا الشهر الفضيل عن سائر الشهور ليكون مكفراً لما سبقه من ذنوب وآثام، ومصفاة لما علق في النفوس من أحقاد وضغائن وغيرها من الأمور التي جلبت المصائب والفتن، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن رمضان تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين ويستجيب الله فيه الدعاء وينظر إلى تنافسنا فيه فيباهي ملائكته. وجدد خطباء المساجد بحسب وكالة الأنباء «سبأ» دعوتهم لأطراف النزاع في محافظة عمران ومديريات همدان وأرحب وبني مطر بمحافظة صنعاء للكف عن تعريض حياة أبناء اليمن للموت المحرم شرعاً واقلاق الحياة وتعريض السلم الاجتماعي للخطر والاصطدام بطموحات الناس لحياة آمنة حرة كريمة. وأكدوا ضرورة الجنوح للسلم وانهاء شر الفتنة والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى ايقاد نيران الحروب واثارة الفتن على أسس تعصب طائفي أو مناطقي أو قبلي وأن يتقي الجميع الله في الوطن والناس وأن يحتكموا إلى لغة العقل والمنطق ونبذ لغة العنف والسلاح والحرص على تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل باعتبارها مجسدة لمصلحة الأمة وعليها أجمع الكل ومن يخرج عنها فإنه خارج عن الاجماع الوطني. وذكّر الخطباء بسياسة الحكمة التي ينتهجها ولي الأمر الرئيس عبدربه منصور هادي وحرصه على الدم اليمني واصراره على أن يتعلم الجميع التعايش والوفاق ونبذ لغة الإقصاء أو إلغاء الآخر.. لأن ذلك من المستحيلات والمحرمات.. وان الحروب لا تقود إلى السلام أو الى الوئام والوفاق، بل إن الدم يجر إلى الدم والصلح خير. ودعوا الجميع إلى الالتفاف حول القيادة السياسية ومؤازرة القوات المسلحة والأمن وهي تتصدى ببسالة لقوى الضلال والشر والإرهاب وأن يقفوا وقفة رجل واحد ضد التخريب الذي ينغص حياة الجميع في خدماتهم الاجتماعية. وأهاب خطباء المساجد بكافة أبناء الوطن وفي مقدمتهم العلماء والمشائخ والوعاظ وقادة الرأي والمثقفون إلى القيام بمسئولياتهم بأمانة ومسئولية عالية في هذه المرحلة الحاسمة وتنبيه الناس وتحذيرهم من خطر ما سيذهبون إليه إن استمرت هذه المماحكات والمشاحنات والصدامات المسلحة التي ما أنزل الله بها من سلطان لأن ذلك سيؤدي إلى الفتنة والحرب الأهلية لا سمح الله كما قد ذهبت إليه شعوب عربية وإسلامية ونحن نشاهد ذلك في كل يوم.. داعين، بحسب وكالة «سبأ»، الجميع الى السعي نحو تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وطي صفحة الماضي وتفويت الفرصة أمام كل من يحاول الزج بالوطن إلى أتون الصراعات والأزمات والتناحر والاقتتال. وابتهل الخطباء إلى المولى عز وجل أن يتقبل صيام رمضان وقيامه وأن لا يحرم أحداً أجر ثوابه الجزيل وأن يجنب اليمن كل مكروه ويوفق أهله وقيادته الحكيمة إلى كل خير وصلاح وان ينعم على هذا البلد بالأمن والأمان والرقي والتقدم والازدهار إنه ولي ذلك والقادر عليه.