«قالتها بصوت حزين حين كانت توشوشني ببوحها الذي يرافقه الدمع توكلت على المخلوق وذهبت لأكثر من طبيب كي يجعلني أم ولم أجني ثمار العلاج وعندما سافرت إلى العلاج والعمرة توكلت على الله وأنا عند بيته الطاهر فأكرمني بعد زيارة الطبيب المعالج بحمل توأم أسر نظري بجمالهما». إنه التوكل على الله زاد المؤمن الروحي الذي يقوي عزيمته، ويثبت أقدامه، ويدفع عنه التردد والحيرة والقلق، فبه يعلم أنه أوى إلى ركن شديد، فلا يفزع من المستقبل ويرضى بما كتب الله له، ويظل ثابت القلب، مطمئن النفس لا يحزن على ما فات؛ بل يجد ويجتهد ويطلب العون من الله تعالى، ويفوض أمره إلى الله فهو حسبه وكافيه. وما من مقام يجتمع فيه العلم والعمل من أعمال القلوب إلا التوكل فهو أكد أعمال القلوب وأشرفها، و به تتحقق المنازل العليا في الجنة، وبه يدخل أقوام الجنة بلا حساب ولا عذاب. وهو مقام لا يستغني عنه الإنسان فإما أن يتوكل على الله تعالى الذي بيده تصريف الحياة وبيده النفع والضر، وهو الذي يجير ولا يجار عليه ويقهر ولا يُقهر، القادر على شيء وإما أن يتوكل على مخلوق ضعيف مثله لا يملك لنفسه فضلاً عن غيره نفعاً ولا ضراً ولا يملك موتاً ولا حياة ولا نشوراً ومن يتوكل على الله حق التوكل يكفيه الله همه ويريحه مما أهمه، كما قال تعالى: «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»([14]) أي كافيه، كما أن التوكل لا يعني التواكل والكسل وترك الأسباب بل لابد من أخذ الأسباب مع الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار، وقد قال ابن القيم: التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد مالا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، فإن الله حسبه أي كافيه ومن كان الله كافيه فلا مطمع فيه لعدوه ولا يضره إلا أذى لابد منه كالحر والبرد والجوع، وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبداً. اللهم اني أسألك بأنك الله الحي القيوم.. اللهم إني أسألك بأني اشهد أنه لا إله إلا أنت، الواحد الأحد.. الفرد الصمد.. الذي لم يلد ولم يولد.. ولم يكن له كفواً أحد. اللهم { أي دعاء تريده }؟ اللهم استعففت فأغنني من فضلك.. اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك ربي لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين.. ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير.. اللهم إنك جامع الناس في يوم لا ريب فيه.. إنك لا تخلف الميعاد.. اللهم اعطني ولا تحرمني يا أرحم الراحمين.