أسطورة نشأنا معها حكاها البعض مؤمناً بأنها حقيقة ونقلها البعض مندهشاً بأنها غريبة ارتجفنا معها صغاراً ولاحقت مغامراتنا الليلية ونحن شباب (العضروط) أو (طاوي الليل) أسطورة يمنية خالصة لكنها كغيرها من الأساطير تمد جدائلها الطويلة إلى كل مكان فنجد شبيهاتها في كل ثقافات الشعوب. (العضروط ) أو (طاوي الليل) نوع من الجان يتجسد ليلاً في الطرقات قد يظنه الإنسان من بعيد آدمياً لكنه ما إن يقترب منه ويدقق في ملامحه وتفاصيل جسده حتى يقشعر بدنه فرقاً ورعباً فهذا الكائن المرعب لا يمت لعالمنا بصلة..وينتفخ الجني المرعب ويزداد طوله بشكل مهول كأنه عمود من دخان، فيتجمد من يراه خوفا ورهبة. ثم وببساطة بعيدة كل البعد عن هذا الاستعراض المفزع يختفي ذلك الشيء في دياجير الظلام. من سمات هذا الكائن ظهوره المتكرر في نفس المكان واستعراضه الصامت المرعب واختفائه دون أن يلحق بمن يشاهده أي ضرر عدا الضرر النفسي الذي قد يصل إلى الجنون أو الذبحة القلبية..وذلك دأب الأشباح المرعبة أو بعضها في كل الثقافات. جارية البيت الليلة أسطورتنا معنا .. قريبة .. ملاصقة ، أسطورة جارية البيت .. إنها ليست من جواري ألف ليلة وليلة .. ليست من عالمنا الذي نعرفه لكنها تشاطرنا بعداً آخر في نفس المكان. جارية البيت جنية مسالمة .. طالما أحسنت إليها وتركت لها نصيباً مما تأكل .. وتشرب .. حتى من الحناء الذي تتزين به النساء تضع المرأة لطخة من الحناء على جدار البيت وتقول بصوت مرتفع هذا لجارية البيت .. هذا الفصيل من الجن يسكن كل المنازل المأهولة ..ولا يسكن المنازل المهجورة .. يمتص طاقته من أهل المنزل وحياتهم فيحيا بهم .. ومعهم دون أن يشعروا به .. لكنه شذوذ صغير يحدث دائماً هنا أو هناك ليصنع الأسطورة المرعبة .. حين تنسى أن تمنح جارية البيت نصيباً من سعادتك ورزقك .. حين تحاصرها بأساليب قد تأتي بها الصدفة فإنها تنقلب مخلوقا مريعاً يتجول في أروقة الدار بعد منتصف الليل .. يبحث .. عنك .. عن طفلك .. عن زوجتك .. يبحث عن شخص هنا .. يستيقظ ليذهب إلى الحمام .. أو يشرب بعض الماء .. أو يجيب الهاتف المزعج في ذلك الوقت .. كثيرة هي أسباب التجول الليلي في المنزل .. حين يلفه سكون الليل .. وهجوع النائمين حين تنطفئ الأضواء المشرقة ( سواء أطفأتها أنت أو انطفأت من المحطة ) ليبقى مصباح صغير هناك أو شمعة تتمايل فتتجسد لرقصتها الظلال .. وتضج بحياة مرعبة بين أنفاس السكون.. إن مشاهدة جارية البيت الغاضبة هي تجربة لن ينساها أحد .. إن بقي حياً .. فالموت رعباً يقتل الآلاف سنوياً حول العالم وللرعب أوجه عديدة واحد منها جارية البيت الغاضبة..وأولئك الأقوياء الذين تجاوزوا الصدمة هم من نقلوا إلينا الخبر .. عن جارية وديعة تغضب أحيانا إذا شعرت بالإهمال أو الاستفزاز .. فلا يعود فيها من الوداعة شيء يذكر.