توقفت ذات يوم أمام أحد القنوات الدينية، وكان الخطيب يتحدث عن سيدنا موسى عليه السلام ، وكيف جاءت إليه فتاة تمشي على استحياء لتعرض عليه أن أباها “سيدنا شعيب “يريد أن يعطيه أجر سقايته “ ما لفت نظري هو إسهاب الشيخ في مشية الفتاة ،وكيف أنه لابد أن تكون طريقة مشية المرأة باستحياء- اقتداء بما جاء بقصة الفتاة- وأنتقد بشدة ما سواها من مشية لبعض النساء، وأخذ يفصل كيف لابد أن تمشي المرأة باستحياء وكيف لابد أن تكون هذه المشية ويشجعها... الشاهد في الموضوع أنني أحسست بالضيق (كامرأة )فإما تمشين في الشارع على استحياء وكما تم وصف هذه المشية، وإما فأنت مسترجلة، يا أبيض يا أسود ،يا تقي عابد.. يا فاسق بوجهة النظر هذه، حتى في المشي لم تترك المرأة لحالها، المرأة في نظر الكثير من الفقهاء لابد أن تمشي بالمسطرة، كيف تتكلم- ومتى، كيف تمشي- إلى أين؟ كيف تلبس ولمن، كيف تعيش حتى تموت، تفصيل! والأفضل بطريقة التفكير هذه أن تصبح كل النساء متشابهة وفق هذه المسطرة. الأعزاء المشايخ أنا لست ضد الحياء للرجل أو للمرأة ،فقد كان الرسول أشد حياء من العذراء في خدرها، لكن أنا ضد أن يحول الدين إلى حبل يشد عليه الناس حتي ينقطع نفسهم. ولو كانت وجهة النظر هذه صحيحة واقعياً لما وجدنا نماذج قوية لحكم المرأة ونفوذها، وعن واقع نعيشه كل يوم فالمرأة تحتاج ?ن تمشي بقوة بالشارع لرد المعاكسات وفي التعاملات اليومية لرد الفاسدين والمتطاولين عنها، وتحتاج إلى أن تثق بنفسها أكثر من أجل عائلتها التي تعتمد عليها ،وعذراً نحن لا نحتاج أيضاً إلى فتاوى تضيق العيش وتتهم الناس بما لم يفرض عليهم، وأرجع وأقول بأنني لست ضد الحياء وإنما ضد فتاوى تعوق وتعرقل الحياة.