مازلت أؤمن بقدرة الفرق الصغيرة على فرض نفسها وإثبات وجودها في الدوري العام لكرة القدم في اليمن. وما زلت أجد نفسي كعادتي متلذذاً في مناصرة الضعفاء والصغار إن جاز التعبير على حساب فرق كبرى وأندية عريقة. ما فعله فحمان القادم من محافظة أبين التي طغت عليها الأخبار الحمراء المتخمة برائحة الدم والموت، ما فعله ذلك الفريق الصغير وصفاً، والكبير فعلاً وواقعاً، يعد إنجازاً بكل ماتحمله الكلمة من أبعاد. مجرد صعوده إلى دوري الدرجة الأولى في ظل ظروف نعلمها جميعاً يعتبر إعجازاً، وكأن لسان حال فحمان وهو يصعد إلى مصاف أندية الأضواء يؤكد لنا أن أبين مهما ألمّ بها من مصائب ستبقى المحافظة الولّادة بالنجوم والعمالقة، فالأمر ليس مقتصراً على فارس أبين وممثلها الكبير (حسّان)، هكذا يحكي لنا فحمان. ما اجترحه فحمان الأبيني في الجولة الأولى من دوري الدرجة الأولى، وانتزاعه ثلاث نقاط ثمينة من حامل لقب الدوري الموسم قبل الماضي (اليرموك) داخل صنعاء، يؤكد أن الفريق لم يصعد حتى يهبط، كحال الكثير من الأندية المعتادة على هكذا واقع، لكنه يؤكد أن صعوده لم يكن صدفة، كما يؤكد أنه يمضي للاستقرار والبقاء ضمن الكبار، أكبر فترة ممكنة. نتمنى نرى كل الفرق الصاعدة تمتلك ذات الطموح والفرادة التي يمتلكها فحمان، الذي (أفْحَم) الجميع وأسكت الأصوات التي وصفت صعوده بالصدفة العابرة. أتمنى أن يواصل فحمان مسيرته.. وألا يحرجني في باقي مشوار الدوري.. بالتوفيق فحمان. [email protected]