مَن مِنا لم يحلم يوماً أن تسنح له الفرصة التي يستطيع أن يقود بموجبها عربة يمكنها الطيران والتحليق في الجو، خاصة في المدن التي تتسم بازدحامها الشديد. إنها أمنية ورغبة لطالما راودت الكثيرين، لكنها كانت حتى وقت قريب مجرد حلم من الأحلام، نظراً لصعوبة تطبيقها على أرض الواقع. لكن ذلك قد يتغير عما قريب، بعدما كشف مهندس من سلوفاكيا عن سيارة طائرة يمكنها السير على الطرقات وفي الجو. وتلك السيارة التي أطلق عليها(Aeromobil 2.5) هي ثالث تجارب ذلك المهندس، ويدعى ستيفان كلين، حيث سبق له أن قدم أول نموذج مطلع تسعينيات القرن الماضي. ويبلغ وزن تلك السيارة الطائرة الجديدة 450 كيلو غرام وتعمل بمحرك خاص بالطائرات الخفيفة من نوع Rotax 912، قوته 100 حصان، ويمكن للسيارة الوصول إلى سرعة قصوى أثناء سيرها على الأرض هي 160 كيلو متر في الساعة. وعند الضغط على زر «التحويل»، تعمل مروحة دفع مثبتة بالخلف، ويتم فرد الأجنحة بطول 8.2 متر، وعلى مهبط عشبي طوله لا يزيد عن 200 متر، تبدأ الطائرة في الارتقاء بالأعلى بسرعة 130 كيلو متر في الساعة. ويعمل هذا المحرك الوحيد المثبت بالمركبة على تسييرها سواء على الطرقات أو عند الطيران في الجو. وتلك السيارة، التي تتكون من هيكل طوله 6000 ملم، أجنحة قابلة للطي وإطار صلب مطلي بالكربون، يمكن ملء محركها من أي محطة وقود. كما يمكنها الهبوط في أي مطار حول العالم. وهي مزودة بمقعدين ويمكنها السير مسافة 875 كيلو متر. وأثناء الطيران، يمكن للمركبة أن تصل سرعة قصوى تزيد عن 200 كلم في الساعة. ولفتت تقارير بهذا الخصوص إلى أن ستيفان بدأ يفكر في السيارات الطائرة قبل 25 عاماً في موطنه بمدينة براتيسلافا، التي كانت تتبع تشيكوسلوفاكيا قبل الثورة المخملية، حيث كان يفكر في تطوير سيارة طائرة يمكنها الهرب إلى أوروبا الغربية. والتقى ستيفان، الذي يمتلك خبرات سابقة في مجالي الهندسة والتصميم، بمستثمر يدعى جوراج فاكوليك، الذي يترأس حالياً شركة Aeromobil المطورة لتلك السيارة الطائرة الجديدة، وقاما سوياً بتأسيس الشركة في العام 2011. وهما إذ يمولان الشركة بالجهود الذاتية، وبدءا يجمعان استثمارات خارجية لتطوير النسخة المقبلة من السيارة الطائرة، وهي Aeromobil 3.0، التي ستزود بتقنية الطيار الآلي. ويخطط ستيفان لعرض سيارة Aeromobil 3.0 في المعارض الخاصة بعالم الطيران التي ستقام العام المقبل، وأن يبدأ في تسليم أولى الطلبيات خلال عام 2016.