في ظل الأوضاع والتوترات السياسية التي تمر بها اليمن، ونظراً لما نراه اليوم في مجتمعنا من انقسامات وصراعات داخلية سببها غياب ثقافة التعايش بدلاً عن التعصب الديني والفكري.. نتيجة لذلك أقام المنتدى العالمي للوسطية، بالشراكة مع منظمة نهضة يمن دورة تدريبية بعنوان: «التعايش».. استهدفت الدورة 25 مشاركة من واعظات الجمعيات الدينية ومكتب الأوقاف في محافظة تعز. اختيار موفق بأهدافه المدير التنفيذي لمنظمة نهضة يمن ماجد الجوبي أوضح أنه تم اختيار الواعظات لكونهن ذات صلة واسعة بأفراد المجتمع باعتبار كل واحدة منهن أماً وأختاً، وزوجة ومربية في المدرسة، وواعظة في المساجد، فالوعظ وسيلة فاعلة جليلة المقاصد، عميقة التأثير، حيث أنها تلعب دوراً كبيراً في تقديم الأفكار الجديدة التي تلامس واقع الناس، وملامستها لمشكلاتهم.. وأشار الجوبي إلى أهداف الدورة المتمثلة في تعزيز دور الواعظة في إرساء مفاهيم التعايش، ومحاربة الغلو والتطرف، وتعزيز مفاهيم التوعية المجتمعية للواعظات، وما هذا إلى بداية طيبة نحو التغيير. الوعظ بذرة التغيير نادر العريقي، مدرب الدورة، أشاد بالدور الكبير الذي تلعبه الواعظات في التوعية والتثقيف، وصنع التغيير الجذري في المجتمعات، وفي أواسط الأسر الواحدة؛ كونهن الأقرب والأكثر تواجداً بين الفئات المختلفة.. وأكدّ الضرورة القصوى لمثل هذه الدورات؛ نظراً للحالة التي نمر بها في اليمن عامة، وتعز خاصة، فهذه الفعاليات باتت ضرورية؛ لتعزيز السلم الاجتماعي.. وقال: إنه تم رفد المشاركات بعدد من المفاهيم المتنوعة، عن طريق بعض التمارين وحلقات النقاش حول القضايا التي أثارت جدل الكثير. جزء من أهدافنا مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في منظمة نهضة يمن محمد سعيد الزغروري أكد أن المنظمة تهدف إلى تعميق الولاء الوطني بنشر ثقافة المسئولية، ومناصرة قضايا النوع الاجتماعي والفئات المستضعفة، وللمساهمة في رفع قدرات الكوادر الشبابية بالتدريب، والتأهيل المتخصص في بناء شراكات فاعلة مع المنظمات المحلية والدولية والجهات ذات العلاقة..وأضاف الزغروري: ما هذه الدورة إلا حبل ود لتحقيق أهدافنا المنشودة، ولتأمين الأوضاع الراهنة، والخروج بالوطن إلى برّ الأمان، وحتى تكون أيضاً لنا بصمة في صنع التغيير.