الحوثيون يغلقون مسجد في عمران بعد إتهام خطيب المسجد بالترضي على الصحابة    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب يمني    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروبات الطاقة.. تضرّ أكثر مما تنفع..!!
تملأ الأسواق بمسمّيات مختلفة وبموافقة رسمية..
نشر في الجمهورية يوم 18 - 01 - 2015

مشروبات الطاقة منتج ظهر في الأسواق بشكل لافت، و يسوّق على أنه يعمل على رفع مستويات النشاط الذهني والجسدي، وفي المقابل ثمة دراسات تقول إن له تأثيرات سلبية تصل إلى الإدمان، وله أضرار بالغة ومتعددة، لذلك وضعت بعض الدول الصناعية تشريعات تُلزم المنتجين بوضع تحذير على غلاف العبوة بخصوص الآثار السلبية على الصحة العامة للجسم، وبعض الدول حدّدت بيعها في الصيدليات، وحظرت بيعها في أي مكان آخر، فيما ذهبت بعض الدول أبعد من ذلك، حيث منعت بيعها تماماً، وفي بلادنا الأمر متروك لمن هبّ ودب، يستورده من أراد؛ ويُباع في كل مكان، فهل هناك من ينتبه من جهة الاختصاص..؟!
التركيز على فئة الشباب
كانت البداية مع الأخ صلاح الشعيبي – (موظف) والذي تحدّث قائلاً: مشروبات الطاقة لا تعتبر من المواد التي تعطي الطاقة، كما تروّج لها وسائل الإعلام، بل تعتبر من المواد المنبهة، لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من السكر والكافين، والتي بدورها تؤدي إلى زيادة في نبضات القلب، وحدوث الجفاف لزيادة إدرار البول، والكارثة الكبرى أن مروّجي هذه المشروبات يركّزون على فئة الشباب الصغار من كلا الجنسين من خلال الرسائل التي يوجهونها إليهم عن طريق وسائل الإعلام، حيث تتحدث هذه الرسائل أو الإعلانات عن مدى النشاط والحيوية والقوة والإثارة والمتعة والتشويق، وربطها بطريقة خفية ومخادعة على أنها تزيد من القدرة البدنية والجنسية عند الطرفين من قطاع الشباب، والغريب في الأمر أن الشركات المصنعة لهذه المشروبات تضع فوائد هذه المشروبات على الغلاف الخارجي للمشروب، وتتناسى أن تضع الآثار السلبية لهذه المشروبات؛مع العلم أن الفوائد الموجودة على الغلاف هي فوائد وهمية ليس لها صحة على أرض الواقع.
أما محمد الصياد، مندوب مبيعات يقول: أنا أشرب مشروب الطاقة عندما أكون محتاجاً له ومرهقاً جدا،ًوأريد أن أواصل عملي، فهو يساعدني على التركيز ويعيد طاقتي، لأن فيه عناصر تساعد على رفع الطاقة، لكن لا أشربه في الصباح سواء قبل الإفطار أو بعده لأن الشخص بطبيعة الحال يبكّر نشيطاً، كما لا أشربه في وقت غير وقته، لأني أعلم أن أي مشروب له آثار فأتحاشى أن أشربه في غير الوقت الذي أحتاج إليه، مشيراً إلى أنه إذا شرب ثلاث علب أو أربع يؤثر على الجسم أيضاً، العلبة الواحدة تؤثر إذا كان الجسم غير محتاج إليها، لكن إذا جاء وقت الظهر وأنا مرهق وأحتاج إلى أن أواصل العمل وعليّ ضغط أشرب مشروب الطاقة فأشعر بأنه أعاد لي النشاط وأعطاني طاقة، مستنكراً من يقوم بتناول القات ويشرب معه مشروب الطاقة، فالقات منبّه والمشروب منبّه وهذا يضر كثيراً.
أما عماد علي القباطي فيقول إنه يشرب علبة أو علبتين في اليوم وبشكل يومي منذ سنتين، وذلك في أي وقت يأتي فيه وهو مرهق، بحسب كلامه، فلما أشربها أرتاح وأشعر بنشاط، وعند سؤالنا له: هل تستطيع أن تتوقف عنها كون كلامك يدل على وصولك للإدمان، فأكد بأنه يستطيع تركها في أي وقت.
كما سألنا محمد العطاء صاحب أحد البقالات والذي يبيع هذه المشروبات بشكل يومي عن الكمية التي يبيعها يومياً حيث قال: أبيع مشروب ما تسمّونهُ بمشروب الطاقة بكميات كبيرة خاصة للمخزنين فمعظمهم، يأتي لشراء حبة صحة وعلبتين من (مشروب الطاقة).. لكن من وجهة نظري أنه مشروب مثل أي مشروب، والناس يعتقدون أنه يعطي الطاقة، لذا يُقبلون على شرائه بشكل يومي وبكميات.
آثار سيئة
وماذا عن الجهات المختصة والمعنية مثل هيئة المواصفات والمقاييس، هل تعلم بأضرار هذا المشروب؟، وهل تحد من استيراده.. التقينا الأخ عبدالفتاح محمد الخياطي (رئيس قسم التفتيش بإدارة ضبط جودة المنتجات الغذائية إدارة تأكيد الجودة بذات الهيئة) والذي تحدّث قائلاً: مشروبات الطاقة مثلها مثل بقية المنتجات لها مواصفات محددة، تبين النسب المكونة لها، وما هي التحذيرات الموجودة على بطاقة البيان، وما هو المسموح من النسب والمواد المضافة، وهي تخضع مثلها مثل غيرها للفحص والرقابة في المنافذ، وقد رأت الهيئة أن مشروبات الطاقة لها أضرار على المستهلك خاصة من جهة الأطفال والحوامل والمرضعات، ولما بينت الدراسات ما لها من آثار سيئة حتى على الرياضيين حاولت الهيئة أن تحد من تدفق هذه المنتجات بكثرة، فعملت لائحة تنظم فيها عملية الاستيراد بما فيها اشتراطات المنتج واشتراطات بطاقة المواد واشتراطات التخزين والبيع والعرض، وتكتب فيها التحذيرات كاملة على المنتج أو على لوحة دعائية داخل البقالات والسوبر ماركات، على أساس أن الهيئة تحمي المستهلك كونها تحتوي على مواد منبهة، فلو تلاحظ أنه يوجد على كل علبة تحذير أن الاستهلاك يجب ألا يزيد على علبتين يومياً، وكل مشروب عليه التحذيرات، فإذا زادت عن الكمية المحددة تضر بشكل كبير.
دراسات وبحوث
وأشار الخياطي إلى أن الهيئة قامت بوضع لائحة وشروط قياسية بناءً على مواصفات عالمية، وهذه المواصفات لم تأتِ إلا من خلال دراسات وبحوث، فيتم أخذ عينات من الشحنة المستوردة عبر المنافذ، سواءً البرية أو البحرية أو حتى الجوية، ويتم تحريز الشحنة وأخذ عينة للفحص ومطابقتها على شروط التقييس، بما فيها التحذيرات على العلبة فتظل محرزة حتى تخرج نتيجة الفحص، فإذا لم يتم مطابقتها ولم تلتزم بشروط التقييس، إما يتم إعادتها إلى بلد المنشأ، أو إتلافها بمحضر.
وأضاف: أهم شيء لدينا بعد دخول الشحنة هو وضع المنتج في السوق وكيفية التوزيع والبيع وذلك لحماية المستهلك، ومنها كتابة التحذيرات الصحية من يستخدمها ومن لا يستخدمها، وكم الكمية التي تُستخدم في اليوم، وما هي الأماكن التي يتم البيع فيها، وما هي الأماكن التي لاتُباع فيها، مثل مقاصف المدارس ورياض ومدارس الأطفال، وكتابة التحذيرات باللغة العربية والإنجليزية، كما يتم تحديد الفئة العمرية للمستهلكين الذين لا يجب عليهم عدم تناول مثل هذه المنتجات.
اشتراطات قياسية
أما (رئيس قسم التشريعات بإدارة الشؤون القانونية في الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة) المحامي بيدر حميد المريسي فقد قال: مشروبات الطاقة ونظراً لخصوصيتها يجب أن تكون عليها تحذيرات، ولقد قمنا بدورنا في الهيئة بتجهيز لائحة جديدة للتسجيل كونها لم تكن تسجل من قبل، ولكن الآن تم وضع اشتراطات قياسية لها.. منها التحذيرات وهي إلزامية ومنها ألا يتعاطاها من هم دون 18 سنة، وعدم شرب أكثر من علبتين في اليوم، وأشار بيدر إلى أنه تم رفض شحنة لم يتم وضع هذه التحذيرات وكتابتها على السلعة، ونظراً لأهميتها خاصة الإفراط في شربها سيترتب عليها أضرار صحية، وقال بيدر: إننا اتخذنا إجراءات مشددة وأصدرنا لائحة خاصة بها وهي لائحة تسجيل المنتج لدى الهيئة، وعليها عقوبات بتوقيف تسجيل الترخيص، فالآن ليس مثل السابق من يريد الاستيراد لمشروبات الطاقة استورد، وإنما يحق الاستيراد للمسجلين فقط وهم الوكلاء، فلن يتم الاستيراد إلا وفق الاشتراطات التي نصت عليها اللائحة، ومن كان مسجلاً لدى الهيئة وفقاً للقانون، وأية مخالفة سنتخذ ضدها إجراءات مشددة وفقاً للائحة التي سيتم تطبيقها في شهر سبتمبر من هذا العام، بحيث يلتزم بها جميع التجار كونها إلزامية.
الالتزام بالمواصفات
وقال بيدر: على الجميع خاصة التجار الالتزام بالمواصفات القياسية المعتمدة من قبل المستوردين، وتسجيل المنتج لدى الهيئة حفاظاً على المواطن المستهلك، وأما المواطنون فأقول لهم يجب عليهم الاهتمام بقراءات البيانات للحفاظ على سلامتهم، فالتحذيرات مهمة جداً وغير المهتم قد تصل به إلى الوفاة خاصة إذا زاد عن الجرعة.
وأضاف بيدر: إن هذه اللائحة توضح آلية الرقابة على مشروبات الطاقة على مستوى الدولة، بالتعاون والتنسيق بين الهيئة والجهات المحلية والرقابية، حيث تشمل آلية الرقابة على تلك السلع في الأسواق.. كما أوضح رئيس قسم التشريعات بالهيئة: أن هذه اللائحة تم إعدادها بالتنسيق مع الجهات الرقابية في الدولة، وسيتم العمل على رقابة تلك المشروبات عند دخولها من المنافذ الجمركية من خلال بطاقة البيان التي تحتوي على تحذيرات هامة للمستهلكين، نظراً لخطورة تناولها بمخالفة التحذيرات المدوّنة، وفحصها مختبرياً للتأكد من مكوناتها ومدى مطابقتها للمتطلبات من عدمه، منوهاً أن اللائحة ستلزم محلات البيع وضع مشروبات الطاقة في أرفف مخصصة، بحيث يُكتب على هذه الأرفف بخط واضح وباللغتين العربية والإنكليزية التحذيرات الصحية الضرورية للحفاظ على صحة المستهلك.
وأضاف: كما توضح اللائحة طريقة تسجيل مشروبات الطاقة والمتطلبات والشروط الخاصة بذلك، حيث ستقوم الهيئة بتسجيل مشروبات الطاقة بعد التأكد من مطابقتها لمتطلبات هذه اللائحة، بالتنسيق مع الجهات الرقابية المحلية، كما ستقوم بالتدقيق على المنتج والتأكد من سلامته وذلك وفقاً للإجراءات التي حددتها اللائحة، بينما تقوم الجهات الرقابية المحلية بالرقابة على مشروبات الطاقة في الأسواق للتأكد من أماكن بيعها، ووجود التحذيرات الصحية، وأن هذه اللائحة بما تضمنته من آلية رقابية سيكون لها الدور الأمثل في الرقابة على مشروبات الطاقة والحفاظ على صحة وسلامة المستهلك.
وأضاف: إن اللائحة احتوت على عقوبات خاصة بالمستوردين والمنتجين في حال مخالفتهم لمتطلبات وشروط هذه اللائحة، بالإضافة إلى التشريعات الأخرى النافذة، كما وجّه المحامي بيدر نصيحة للمستوردين والمنتجين بتسجيل منتجاتهم لدى الهيئة، وعدم مخالفة هذه اللائحة والالتزام بالتحذيرات الصحية ببطاقة البيان.
وأهاب بالمواطنين المستهلكين أن لا يفرطوا في استخدام مشروبات الطاقة لما لها من مضاعفات وأن يقرأو ويلتزموا بالتحذيرات قبل الاستخدام، ليتأكدوا هل ينطبق عليهم الاستخدام أم لا.
كبقية المشروبات
من جانبه رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك، فضل مقبل منصور، قال: شكراً على اختيار هذا الموضوع الهام على اعتبار أن مشروب الطاقة كبقية المشروبات العادية الأخرى؛ لكن ما يحدث هو الإقبال على مشروبات الطاقة بشكل كبير وخاصة من قبل فئة الشباب - والذين يُعتبرون الفئة الكبرى المستهدفة في حملات الدعاية والإعلان - لما يُروّج ويُشاع عنها بأنها تمد الجسم بالطاقة وبالقوة وتزيد معدل التنبه والاستيقاظ والتركيز الذهني.
وأكد منصور أن مشروبات الطاقة لها ضرر على أجهزة الجسم المختلفة من الجهاز العصبي والهضمي والدورة الدموية، وأضاف أن الدراسات أثبتت مدى تأثيرها السلبي والخطير، وبأنها قد تؤدي إلى الإدمان إذا ما زادت عن حدها، بالإضافة إلى كونها مشروبات منبهة أكثر من أنها مشروبات تمد الجسم بالطاقة والسعرات نتيجة احتوائها على نسب عالية من الكافيين والمنبهات، ويختلف تأثر الأشخاص بالمنبهات من شخص إلى آخر، كما أدرج مضار مشروبات الطاقة إذا ما زاد تناولها عن الحد قائلاً: إن مشروبات الطاقة مضرة بالجهاز الهضمي وإن نسبة الكافيين العالية تؤدي إلى خلل في هرمونات الجهاز الهضمي وزيادة الإفرازات الحمضية في المعدة، مما قد يؤدي إلى تقرحات والتهابات في جدر المعدة والمريء والاثني عشر، وقد يؤدي مع الوقت إلى ضعف صمّام المريء، وبالتالي سهولة عودة الطعام والأحماض من المعدة عكسياً إلى المريء مما قد يؤدي إلى الحموضة وتقرّح المريء.
وأضاف منصور قائلاً: إن مشروبات الطاقة تحتوي على كمية سكر عالية خاصة السكريات الصناعية، والتي قد تؤدي إلى تدمير بعض الفيتامينات وخاصة فيتامين (B) مما قد يؤدي إلى عسر الهضم، كما أن كثرة المُحلّيات الصناعية تؤدي إلى الإسهال، كما إنها تحتوي على نسبة عالية من السكر والكربوهيدرات، قد يؤدي إلى حدوث زيادة الوزن والسمنة مما قد يجعلها احد المسببات للأمراض المزمنة من سكري وكولسترول وأمراض القلب والضغط، وقد تؤدي مشروبات الطاقة إلى الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، حيث أثبتت بعض الأبحاث دورها في خفض استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين. كذلك الإدمان فمن المعروف أنه يمكن للإنسان الإدمان على الكافيين وكل المشروبات التي تحوي الكافيين ومن ضمنها مشروبات الطاقة.
أكبر المشاكل
كما أشار منصور إلى أن أكبر المشاكل هي اليمن هي خلط أكثر من مشروب للطاقة ويُتناول مع القات كما يُضاف إليه إما الديزبام أو بندول، أو أي من المهدئات، ويُتناول بكميات كبيرة جداً دون معرفة الأضرار التي قد تنتج.. مشيراً إلى أن الإعلانات مع الأسف الشديد تلعب دوراً كبيراً جداً في خداع الناس خاصة الشباب بفوائد هذه المشروبات، وقد اتجهت الكثير من الدول إلى منع الإعلانات عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وأضاف منصور: إن مشروبات الطاقة تهدف كما يقترح اسمها إلى تزويد الجسم بالطاقة، ولكنه ليس الشيء الوحيد الذي تمنحه للجسم فالكثير من مشروبات الطاقة، إن لم يكن كلها، بالإضافة إلى الكثير من المنتجات الأخرى التي يتم الترويج على أنها تمنح طاقة إضافية وتزيد من اليقظة والانتباه تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين؛ حوالي ثلاثة أضعاف الكافيين الموجود في كوب القهوة العادي، وعلاوة على الكافيين، تحتوي مشروبات الطاقة أيضاً على السكر، الصبغات والمنبهات، يمكن أن يؤثر الكافيين في الجسم بطريقتين مختلفتين. فإما أن يتركز تأثيره كله على الجهاز العصبي المركزي، أو يؤدي إلى الإصابة بالجفاف واستنفاذ العناصر الغذائية الذائبة في الماء التي يكون لها تأثير مهدّئ على الجهاز العصبي المركزي.
وأضاف: هناك دول كثيرة أوربية منعت الإعلانات عن مشروب الطاقة، وهناك دول منعت بيعها نهائياً مثل كندا واستراليا والنرويج والدنمارك وماليزيا وتايلاند، وفي فرنسا ممنوع بيعها إلا في الصيدليات، والسعودية أخيراً صدر قرار مجلس الوزراء يمنع بموجبه الإعلان عن أي مشروب طاقة أو حتى القيام بحملات دعائية وترويجية بأي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، كما ألزم القرار أصحاب المصانع والمستوردين لمشروبات الطاقة بكتابة نص على عبوة المشروب باللغتين الإنجليزية والعربية تحذر من مضار هذه المشروبات على جسم الإنسان، بالإضافة إلى حظرهم من القيام برعاية أية مناسبة رياضية أو اجتماعية أو ثقافية، أو القيام بأي عمل يؤدي إلى الترويج له، وكذلك تخفيض حجم العبوات إلى النصف وكان هذا القرار بسبب الآثار الخطيرة التي أثبتتها الدراسات عن أضرار هذه المنتجات على صحة وسلامة المستهلك، واليمن ليست معزولة عن العالم وهيئة المواصفات مشكورة قامت بإصدار لائحة لمشروبات الطاقة قبل أربع سنوات، والآن أصدرت لائحة التسجيل لمشروبات الطاقة إلا أنه كنا نأمل أن تمنع هذه اللائحة الإعلانات عنها بوسائل الإعلام المختلفة، وأن تخفض حجم العبوات وتمنع بيعها داخل البوفيات وعدم خلطها مع مشروبات أخرى، لكن الجمعية إن شاء الله خلال هذا العام ستكون مشروبات الطاقة من ضمن الأنشطة الرسمية لها، وسيتم العمل على منع بث الإعلانات عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتوعية بالمدارس عن أضرارها الصحية خاصة وأن متناوليها هم من الشباب وصغار السن. كما نأمل تعاون الجميع بتشديد الرقابة على عملية البيع وعلى البوفيات وغيرها من أماكن بيعها حرصاً على سلامة المستهلك.
أضرار
وبدوره يتحدث الدكتور عبدالجليل محمد سيف عن أضرار مشروبات الطاقة خاصة على الأطفال بأنه يؤدي إلى الزيادة في نبضات القلب إلى أكثر من 150 نبضة في الدقيقة، فارتفاع معدل مادة الكافيين في الدم عند هؤلاء الأطفال والمراهقين التي تتمثل في ازدياد دقات القلب والتي تصل إلى 150 في الدقيقة وارتفاع في ضغط الدم وزيادة تدفق الدم للعضلات وتقليل كمية الدم إلى الجلد وهذا ما نلاحظه من شحوب في الوجه في حالات التسمم، لذلك نرى من كل ذلك أنها مادة مضرة ولا فائدة منها إلا فائدة شكلية ومنفعة لحظية كالفائدة والمنفعة من حبوب المخدرات، فإن متعاطيها يشعر بفائدة ويعتقد بوجود متعة ونشاط وفرحة منها ولكنها مادة تدميرية تدمر خلاياه، ومن المؤسف أن عدداً من الشركات في الوطن العربي تخالف التشريعات والقوانين، ولا تلتزم بوضع التحذيرات والمخاطر لهذه المشروبات على العبوات الخاصة بها، بل تركّز على وضع الفوائد الوهمية، وكأن فيها نوع من السحر يساعد على أن يكون للشخص أجنحة تدفعه على التحليق والطيران كلما أراد ذلك.
التخلّص من عادة الشرب
وأما عن كيفية التخلّص من عادة شرب مشروبات الطاقة لدى الشباب، يقول الدكتور عبدالجليل: بالطبع يستطيع أي شخص التخلّص من عادة الشرب وذلك من خلال تقليل عادة شرب هذه المشروبات وتوعيتهم بسلبياتها ، بحيث نحاول إقناعهم عبر ذكر بعض المشاكل الجسدية والنفسية الخطيرة التي قد تسببها كثرة شرب هذه المشروبات والتي قد أصبح يلاحظها المدمن في نفسه مثل الأرق وصعوبة النوم وقلة التركيز والقلق والسلوكيات العدوانية والصداع، وقد نريه التحذيرات الصحية المكتوبة على العلبة، ونقنعه أن هذه البداية فقط وبأن تطور الموضوع سيكون خطيراً جداً، وقد يؤدي إلى تليف الكبد أو ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم وعدم انتظام دقات القلب وغيرها الكثير، وطبعاً من باب قاعدة «كل ممنوع مرغوب»، وبصفتها مادة شبيهة بتأثير المخدرات نحاول ألا نمنعه منعاً باتاً وإنما تقليله تدريجياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.