باستشعار الكثيرين من كبار السن؛ فإن هذا العام هو الأكثر والأشد برداً منذ وقت طويلٍ لم يُعهد من حيث تدني درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية, ونزول موجات قاسية من البرد غير المألوفة، والذي يصل إلى حالة الصقيع الشديد بين الحين والآخر في المناطق الشمالية وحتى الجنوبية من اليمن، حيث أماكن المرتفعات, وهذا ما أكده المركز الوطني للأرصاد: إن حالة الطقس في المحافظات الجبلية وخاصة صنعاء, عمرانوذمار؛ تأثّرت بكتلة هوائية باردة وجافة قدِمت من القارة العجوز, ساهمت في انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير, إذ تتراوح هذه الأيام الصغرى ما بين 4 درجات مئوية تحت الصفر، و3 فوق الصفر, وبالمناسبة فمع اجتياح هذه الأمواج القاسية, تزداد معاناة الناس المعرّضين لها، وبالأخص صغار السن من طلاب المدارس, كونهم أقل مقاومة للبرد وأكثرهم عرضة له, وذلك عندما يذهبون إلى مدارسهم في الصباح الباكر, حيث الجو في ذاك الوقت يكون أشدّ من بقية الأوقات, ناهيكم عن معاناتهم داخل المدارس، ومن خلال هذا المتناول, سنغوص معاً في التحقيق التالي متقصيِّن وضع أولئك الطلاب.. تحصينهم من العدو جاكت وجوارب صوفية وحذاء وشال وبجامة داخلية, هذا ما طلبه الطالب. عبد الجبار الضبياني من والده بداية دخول البرد, كما - أخبرني - والد الطفل الذي يدرس في الصف السابع بمدرسة 22 مايو في مدينة ذمار, - موضحاً - «إن هذه الملابس كلفته 7 آلاف ريال, فما بال إذا كان لديه خمسة أبناء», في إشارة منه إلى أن ثمة الكثير من الأسر الفقيرة التي لا تكاد تملك قوت يومها, لتوفير احتياجات أطفالها في المدارس لوقايتهم من قساوة البرد؛ وبالمناسبة فإننا نلاحظ الكثير من طلاب المدارس في هذه الأيام الباردة؛ لا يرتدون ملابس ثقيلة إضافية فوق زيّهم المدرسي. إحدى الطالبات اللواتي يدرسن في مدرسة أسماء بأمانة العاصمة لاحظتها بأم عيني غير مدرّعة بملابس صوفية كبقية زميلاتها في المدرسة, اقتربت من تلك الطفلة (التي تبدو في سن الثامنة) أثناء ذهابها في الصباح للمدرسة وسألتها بالعامية: «ما تحسّي بالبرد», أجابت بصوت خافت: «إلا أحس», قلت لها: “ليش ما تلبسين جاكت”, قالت: “ما بش معي”!! عرفت أنها من أسرة فقيرة, ولم أشأ أن أدخل معها بتفاصيل أعمق فأوجعها أكثر, وقلت لها: «خلاص يا شاطرة البرد بيكمل بكرة, وبعدين الذي يلبس جاكت في المدرسة؛ يعتبر مخالفاً للزي, و أنت مش مخالفة ما شاء الله عليك».، ابتسمت الصغيرة ببراءة وواصلت طريقها نحو المستقبل, وقلبي يتقطّع حزناً عليها وعلى الآلاف من أقرانها طلبةً وطالبات. تأخير الدوام ساعة من الجيد حقيقة تأخير الدوام المدرسي ساعة في المناطق الباردة, إلا أن بعضاً من المدارس نجدها لا تلتزم بذلك بحجة أن فترة الصباح تتداخل مع الفترة المسائية, وكنت قد استغربت حقيقة من التزام المدارس بالتأخير لنصف ساعة فقط, وذلك على ضوء ما نُشر في بعض المواقع الإلكترونية, لكن الدكتور. عبد الله الحامدي, نائب وزير التربية والتعليم - أكد - ل “الجمهورية”: إن قرار تأخير الدوام لساعة كاملة في المناطق الباردة معمول به منذ عشر سنوات, مراعاة لظروف الطلاب وخاصة الأطفال كونهم لا يتحمّلون البرد, - مشدداً - على ضرورة التزام كافة مدارس المحافظات والمديريات في الجمهورية التي يستوطنها البرد بالقرار حفاظاً على صحة الطلاب وخاصة الأطفال, وأشار النائب إلى أن المدارس التي تتحجّج بتداخل فترتيها الصباحية والمسائية؛ يتعيّن عليها أن تأخر دوام الفترة المسائية أو أن تقلص من أوقات الحصص اليومية بما يتناسب مع ظروفها, - داعياً - كافة المدارس في كل محافظة ومديرية, أن ترفع تقارير لمكتب التربية بمحافظتها عن تأجيل الدوام لساعة في المناطق الباردة وذلك في كل عام وليس الآن فحسب, وأن تأخذ الاحتياطات اللازمة والممكنة لتمكين طلاب وأطفال المدارس من مواجهة موجة البرد والصقيع. رداً عن ذلك - يقول - ل “الجمهورية” الأستاذ. فارس الريشة - وكيل مدرسة المثالية الأهلية بأمانة العاصمة: إنهم ملتزمون بالتأخير لنصف ساعة بحسب ما اطلعوا عليه, مشيراً إلى أن النصف الساعة مجدية نوعاً ما, حيث تكون الشمس قد طلعت والجو قد تعدل, وأشار الريشة إلى أنهم يقومون بإجراءات أخرى لحماية الطلاب وذلك بتمارينهم في الصباح لتنشيطهم, أو بإلغاء الطابور الصباحي إذا ما كانت الأجواء شديدة البرودة ستؤثر على صحة الأطفال، وأردف إلى أنهم في المدارس الأهلية يحرصون على فرش الغرف المخصصة لتدريس الطلاب (الأطفال) من صف أول إلى ثالث بموكيت, كما يراعون أن تكون هذه الفصول في الجهة الشرقية حيث طلوع الشمس. الهروب من موجة الصقيع إلى ما هو أشد نتيجة للبرد الشديد فإنه من الطبيعي أن يثقل النوم في الصباح عند الأطفال وحتى عند الكبار, وهنا يتأخر العديد من الطلبة عن حضور مدارسهم في الموعد المحدد، أي بعد انتهاء الطابور الصباحي كالطالب. مؤيد صادق الحميري, الذي يدرس في الصف السادس بمدرسة عمر المختار في مديرية شرعب السلام بتعز, يقول ل “الجمهورية” والد الطالب الأخ. صادق: «إن هذا التأخير يزيد من معاناة ابنه وبقية الطلاب, وذلك عندما يقوم الأستاذ المختص بعقاب المتأخرين وضربهم بالعصا», وأضاف قائلاً لي: «تخيّل إذا ما تعرّضت للخبط على يدك وهي متثلجة, ما مدى الألم الذي ستشعر به». مدير مدرسة 7 يوليو بمديرية جبل حبشي في تعز الأستاذ. مشهور علي محمد, - يفيد – ل “الجمهورية”: إن عقاب الطلاب بالضرب بشكل عام غير جائز, - مشيراً إلى أن ثمة أنواعاً أخرى من العقاب المجدي تتمثّل في قيام الطالب بإزالة المخلفات الورقية من المدرسة, أو جريه لدقائق داخل ساحة المدرسة, أو إصلاحه لخراب مقعد أو نافذة, واستطرد مشهور: إن الكثير من الطلاب يتعمدون عدم حضور الطابور الصباحي وذلك إما لكسلهم أو لتهرّبهم من البرد خارج الصف, غير مدركين أن الطابور المدرسي, يُسخن الجسم وينشط خلايا الدماغ ويمنح الحيوية, وأشار إلى أن العقاب الأمثل للمتأخرين هو بإقامة طابور آخر لهم في بداية الدوام أو في نهايته إذا ما كانت الأجواء شديدة البرودة في الصباح, وهذا يعد عقاباً في نظر الطالب, لكنه نشاط في حد ذاته, لابد من التزام الطلاب به كونه حصّة مدرسية أساسية قبل كل شيء. يجلسون على الثلج تجاوز عدد طلاب المدارس هذا العام في الجمهورية عتبة ال 6 ملايين, وهذا أمر مبشّر بخير حقيقة, لكن المشكلة تكمن في أن 5% تقريباً من أولئك الطلاب لا يجدون كراسي يجلسون عليها, ما يجعلهم بذلك يتعقدون من الدراسة خاصة من هم في المراحل الأساسية والإعدادية, في هذا المتناول أوضح ل“الجمهورية” الأستاذ. نايف مجيديع - مدير مكتب التربية بعمران - في قوله: إن ثمة 20 ألف طالب وطالبة في عمران يجلسون على الأرض تحت وطأة البرد القارس, مناشداً وزارة التربية والتعليم بسرعة اعتماد كراسٍ للطلاب في عمران وبقية الجمهورية, كون الكثير من المدارس المنتشرة في المحافظات النائية وخاصة في المديريات, تعاني من ذات الإشكالية. في هذا المتناول اعترف ل “الجمهورية” الدكتور. فضل أحمد أمطلي، وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم العام قائلاً: «لا أحد ينكر أن ثمة مدارس تنقصها البنية التحتية, بالإضافة إلى وجود مدارس تعمل وهي “مخلّسة” الأسقف أو الشبابيك, جرّاء ما لحق بها من دمار خلّفته الحروب والصراعات التي تمر بها البلاد, أنتجت أزمة اقتصادية انعكست على التعليم بشكل عام, وطمأن الوكيل أن الوزارة لديها خط تواصل مع المانحين ومع بعض المنظمات الخارجية, لدعم المدارس لتوفير كل ما يلزمها من بنية تحتية وإصلاح الأضرار. توعية راكدة وصحة متجمدة تخيل أنك جالس لساعات على أرض متجمدة تحت الصفر, في غرفة دون نوافذ, بلا شك فأنت معرض لنزلات البرد (حمّى, رعشة, زكام, تضخم لوزتين, وقيص, علّة, إلخ..), هذا ما عبر به ل “الجمهورية” الأخ. محمد عبده زايد, على لسان شقيقه الطالب. نجم الدين - في الصف السابع - مدرسة الفتح بمديرية السودة في عمران, - موضحاً - إن هذا هو حال شقيقه والكثير من الطلاب المعرضين للصقيع داخل العديد من المدارس في المديريات النائية، وهنا يجدر بي الإشارة إلى زيادة انتشار الأمراض والانفلونزا ونزلات البرد بين الطلاب في المدارس تحديداً, نتيجة لاحتكاكهم وقربهم من بعضهم البعض. ومن خلال ذلك يراودني سؤالٌ فحواه: هل تتوفر عيادات طبية داخل المدارس تحسباً لأي ظرف طارئ, وكذلك هل توجد لوائح تحمل ولو بعض الإرشادات الطبية لتجنيب الطلاب الإصابة بالانفلونزا والوقاية من التعرّض لنزلات البرد. ويجيب ل “الجمهورية” عن ذلك الأستاذ. إبراهيم أبو نجوم - مدير التوعية والتثقيب الصحي - بالإدارة العامة للصحة المدرسية في الجمهورية, حيث يقول: إن إدارة الصحة لم يتوفر لها دعم أساساً من قبل وزارة التربية منذ سنوات, كي تقوم بتوفير عيادات صحية في المدارس أو بدعم الطلاب بملابس شتوية, لكنه أشار إلى نزولهم إلى المحافظات النائية للقيام بالتثقيف الصحي, واستطرد الريشة قائلاً: «هناك منظمات تقوم بتزويد بعض المدارس بعيادة إسعافات أولية وتأهيل مختص من المدرسة لتفعيل العيادة, لكن هذه المنظمات للأسف تذهب إلى وزارة الصحة ومن ثم إلى مكاتبها في المحافظات, دون التنسيق مع مكاتب التربية, لإرشادهم إلى المدارس المحتاجة, ولذلك نلاحظ أن كل المنظمات تذهب إلى مدرسة واحدة أو اثنتين وتركز على أمانة العاصمة فقط, سعياً منها للظهور الإعلامي وتسليط الضوء عليها», كما نوّه إلى أن الكثير من المدارس ليس لديها دورات مياه, وهذا ما يجعل بعض الطالبات يتسرّبن من المدارس إلى بيوتهن لقضاء حاجاتهن, نظراً لأنه في فصل الشتاء تزداد مرات التبوّل عند الإنسان, ويزيد من ذلك ضعف تحمل المرأة وحبسها البول, وأشار الريشة إلى إن هناك بعضاً من المدارس في أمانة العاصمة, تمنع الطلاب من ارتداء جاكتات شتوية بحجة أن ذلك مخالفة للزّي المدرسي. سلامتهم رهينة بالمعونات تفتقر الكثير من المدارس في “الجمهورية” إلى الخدمات الأساسية, والدعم اللازم لتوفير أدنى رعاية لطلابها, لكن قلة فقط من المدارس الكبيرة من تحظى بدعم ذاتي أو بتقديم مساعدات من فاعلي الخير, وتتحدث ل “الجمهورية” الأستاذة. وفاء الحمادي - مدير مدرسة سمية للبنات بأمانة العاصمة قائلة: إن قلة من المدارس نجدها في القمة, وكثيرة في الحضيض, أما مدرستها كبقية المدارس الكبيرة في الأمانة وعدن وتعز, فتتوفر فيها دورات مياه لكن انقطاع الكهرباء المتكرر يؤدي إلى انقطاع المياه فيها ربما ليوم كامل, وأردفت الحمادي أن لديهم عيادة إسعافات أولية لتقديم المعاينة للحالات الطارئ لكنهم يفتقدون إلى مشرف طبي, مفيدة أنهم قاموا مؤخراً بمنح جاكتات للمحتاجات من الطالبات, وكل ذلك توفر من فائض الرحلات الصيفية التي تقيمها المدرسة للطالبات في العام السابق ورسوم التسجيل, وكذلك مساعدة بعض الخيرين من أولياء طالبات في المدرسة وغيرهم كمؤسسة زيد إسحاق والتي كانت في العام السابق تقوم بتوفير وجبة الإفطار للطلاب المحتاجين, وأكدت الحمادي أن تقييد الطالب بعدم لبس جاكت فوق الزي المدرسي يعتبر خطأً وظلماً, مشيرة إلى أن نجاح مدرسة عن أخرى في رعاية وتأهيل الطالب يعتمد بدرجة أساسية على مدى تفاعل وتحرك إدارتها, واتخاذها الذاتي للقرار الصائب, لوقاية الطلاب من موجات البرد. - وشكت الحمادي - ل «الجمهورية» قائلة: إن مكتب التربية يُطالب المدارس ببرنامج إذاعي كامل, في حين أن تأخير الدوام أيام البرد يفرض على المدرسة أن تقلص من فترة الطابور الصباحي, كما أن الأجواء شديدة البرودة لا تسمح أحياناً بإبقاء الطلاب في ساحة المدرسة لوقت طويل, مطالبة الإدارة العامة للصحة المدرسية بتوزيع لوائح خاصة بإرشادات طبية ومنشورات للمدارس, كي يطلع عليها الطلبة وينقلوها إلى أولياء أمورهم, حتى تتعزز ثقافة التوعية بين المدرسة والطالب نفسه وولي أمره لتحصين الطالب وخاصة الطفل قدر ما أمكن من الأمراض التي تظهر بسبب البرد. يحتاجون إلى تسخين من الأشياء المهمة المقاومة للصقيع والأمراض, هي الأنشطة الرياضية المدرسية, لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة ضعف إن لم نقل غياب الأنشطة المدرسية, ما يعني بذلك تجمد العقول والأجسام داخل فصول الدراسة, في هذا الصدد أشار ل «الجمهورية» الأستاذ. أحمد سعيد عبده - مدير عام الأنشطة المدرسية بوزارة التربية والتعليم - إن الوزارة تضع خطة عمل أنشطة ثقافية ورياضية مع بداية كل عام وترسلها للمحافظة لتقوم الأخيرة بتفصيلها وتنفيذها في الفصل الدراسي الثاني بعد انتهاء البرد, أما بالنسبة لأنشطة الفصل الدراسي الأول المتزامنة مع أيام البرد والصقيع فهذه أنشطة تخص المدرسة نفسها, لكن يجب أن تكثّف وأن تُقام يومياً لما يعود عليها من فائدة كبيرة في تسخين الجسم ومقاومته لنزلات البرد, وأوضح المدير أن ضعف الأنشطة في السنوات الأخيرة يعود إلى شحة إمكانيات الوزارة ومكاتب التربية في المحافظات بسبب وضع البلاد المتأزم سياسياً. من المؤكد أن الأنشطة الرياضية تحتاج إلى ملابس وأحذية وجاكتات رياضية, وعما إذا كانت الوزارة تصرف اعتمادات سنوية لذلك, أجاب مدير عام الأنشطة قائلاً: “إذا كان لا يوجد لدينا دعم لصرف اعتمادات لتنفيذ الأنشطة المدرسية, فكيف لنا بتوفير أغطية أو جاكتات لطلاب المدارس؟!. وهنا كإشارة مني ينبغي على فاعلي الخير والجمعيات الخيرية أن يزوروا المدارس في أماكن البرد, وتفقد أوضاع الطلاب لمساعدة ورعاية محتاجيهم. عام التعليم يحتاج إلى بيئة صالحة إخواننا وأطفالنا، ذكوراً وإناثا يعانون في مدارسهم, يتألمون ولا نشعر بهم.. البرد يخترق عظامهم, يؤثر على صحتهم ومستقبلهم؛ وإذا كان هذا العام هو عام التعليم كما قال في وقت سابق الدكتور. خالد بحاح - رئيس الحكومة - فنقول له: يا معالي الوزير, التعليم يحتاج إلى بيئة نظيفة تحفز الطالب على أخذه.. التعليم يحتاج إلى فصول دافئة دون نوافذ مكسّرة, يحتاج إلى أنشطة, إلى مدارس تتوفر فيها عيادات طبية, تتوفر فيها لوائح تتضمن إرشادات وقائية من قرس البرد، لا أدري كيف سيستوعب الطالب وعقله متجمداً من البرد, من أين ستدخل المعلومات إلى دماغه؟!. قد يقول البعض إن البرد شارف على الانتهاء, لكني سأرد عليه بأن فصول الشتاء لم تنته, وأنا على يقين أن رجال الخير كثيرون, ولن يقفوا كالمتفرجين على جنازة وهم يشاهدون معاناة الأطفال المعسر حالهم, بكل تأكيد سيمنحونهم (جاكتات, أغطية رأس, أحذية, جوارب..), في المدارس كما في الأعياد, أما أولياء أمور الطلاب ميسورو الحال, بلا شك لن يبخلوا عن شراء ملابس ثقيلة لتحصين أطفالهم من صقيع الشتاء, وكإجراءات وقائية عامة يجب على الجميع دون استثناء أن يحرصوا على نظافة أيدي ووجوه أطفالهم الطلاب وتعليمهم ذلك, حتى لا تنتقل عدوى نزلات البرد منهم وإليهم في المدارس, كذلك من المهم حث الأطفال على تناول حبات من التمر قبيل الذهاب إلى المدرسة كونها تحتوي على سعرات حرارية عالية, وليس الأخير بمكلفٍ لشرائه. لن أملي على أولياء الأمور ما يجب أن يفعلوه لفلذات أكبادهم, فقط اعملوا ما ترونه مناسباً لتوفير راحتهم, ليس لأنهم أقرباؤكم بل لأنهم مستقبل هذا البلد, وهذا ما ينبغي لوزيري الحكومة والتعليم أن يدركاه, وهما أعلم منا بأنه لن تقوم قائمةً لهذا البلد؛ إلا إذا أُصلحَ الجانب التعليمي وأُوليَّ الاهتمام الأكبر.