وها هي كلية العلوم التطبيقية في جامعة تعز وفي رحلة التميز تثبت وبما لا يدع مجالاً للشك, أن الرقي بالواقع التعليمي ليس ضرباً من ضروب المستحيل, ولا درباً من دروب محال, بل هو خطوات واثقة وفعلية وإبداعية تخطوها بثبات وبإتقان من خلال برامج تطويرية ومهارات تأهيلية متميزة، تُحسب لها وبما يضمن تطوير الأداء التعليمي والأكاديمي في الجامعة لما فيه مصلحة التعليم الجامعي والرقي به لمستويات عالية تتواكب مع متطلبات السوق، وبما يؤهلها لتكون كلية متكاملة أداءاً وتأهيلاً وتطبيقاً وتميزاً.. وضمن البرامج الأكاديمية لكلية العلوم التطبيقية و بالتعاون مع دائرة التطوير الأكاديمي وضمان الجودة في جامعة تعز، أقيمت ورشة تدريبية بعنوان التقييم الذاتي للبرامج الأكاديمية في كلية العلوم التطبيقية (المعايير والأدوات والتدرب عليها) وقد شملت هذه الورشة عدد 70 من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وعلى مدار يومين من 28 /2/ 2015 _ 1 /3/ 2015م، تم التعرف فيها على أهمية التقييم الذاتي للبرامج الأكاديمية كخطوة أولى للحصول على الاعتماد الأكاديمي من مجلس الاعتماد الاكاديمي ..وللمزيد من التفاصيل حول سير الورشة كان لنا لقاءات مع المشاركين في هذه الورشة كالتالي: أسس ومعايير العمل الأكاديمي وحول أعمال الورشة والهدف من أقامتها أوضح د. جمال محمد الرامسي “نائب عميد الكلية للشئون الأكاديمية” أهمية إقامة مثل هكذا ورش، وستكون بداية لورش قادمة الهدف منها تقييم برامج كلية العلوم التطبيقية من حيث أولاً معرفة ما هو موجود الآن واقعياً، ومعرفة نقاط القوة والضعف في البرامج الأكاديمية لكلية العلوم، ثم يليه مرحلة أخرى هي مرحلة التوصيف للبرامج الأكاديمية، ثم مرحلة التقويم. وأضاف: وتشمل هذه الورشة المبادئ الأساسية في عملية التقييم، كيف يتم تقييم البرامج الأكاديمية, الأسس والمعايير والأدوات والمؤشرات المستخدمة في التقييم الذاتي للبرامج الأكاديمية.. وعن المستهدفين في هذه الورشة أفاد أن المستهدفين هم جميع أعضاء هيئة التدريس في الكلية بواقع 70 عضوا، بحيث يتعلم الأعضاء كيفية تقييم البرامج، لأن سوق العمل يتطور ونحتاج لمواكبة العصر، والبحث عن الجديد إن استطعنا التقييم الذاتي للبرامج الأكاديمية بشكل مدروس سنصل لبرامج أكثر تطوراً من ناحية أكاديمية علمية بحتة. ترسيخ أسس العمل الأكاديمي ومن ناحيته أيضا أفاد الدكتور د. أمين محمد ثابت أستاذ مشارك علم الفيسيولوجيا المرضية في جامعة تعز.. أن من أهداف الورشة ترسيخ أسس العمل الأكاديمي وفق الشروط المتعارف عليها عالميا، لما يمكنها من الحصول على الاعتماد الأكاديمي بما يؤهلها أن تكون بذلك المستوى المقارن في أية جامعة أخرى، وهذا الهدف فيه بعدين في الورشة بعد أن يكون فيه معرفة لطريقة التعامل مع البيانات بما يؤدي لمسألة الاعتماد، والبعد الآخر بُعد تدريبي وبُعد تعريفي، الجزء الأول تم في الورشة، أما الجزء الثاني في مسألة تحديد الجودة وترفيع المستوى والتطوير مازال يفتقر إلى المهارات اللازمة لأعضاء هيئة التدريس . ثقافة الجودة نشر ثقافة الجودة ضرورة حتمية يجب تعميمها ونشرها لكل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وهذا ما أفادت به د. نسيم عبدالرحيم محمد عثمان (نائب العميد لشؤون الجودة) وأيضا ضرورة التقييم الذاتي من حيث المعايير والأداء. وأردفت بقولها: إن هذه الورشة بداية من خلالها تتوالى سلسلة من الورش تدخل في جانب التوصيف للبرامج والمقررات. وهدفنا الحصول على الجودة من مجلس الاعتماد الاكاديمي . وقد وضعت برامج الكلية ممثلة بالأقسام بين يدي أعضاء هيئة التدريس لتقييمهما، وكل قسم سيقيم برنامجه ومن خلال التقييم، نستطيع أن نركز على نقاط القوى والضعف، ونحاول تلافي الأخطاء في برامجنا. وهذا ما ذهب إليه أيضاً الدكتور عبده محمد الكليبي رئيس قسم الميكروبيولوجي كلية العلوم جامعة تعز وأضاف أن نشر ثقافة الجودة على أساس اعتماد المعايير الأكاديمية يكون وفق اعتماد وضمان الجودة بحيث سيتم بلورة هذه الثقافة إلى واقع عملي وتدريبي وتأهيلي في عام 2016م, وأيضاً تطوير وتحسين الأداء في الجامعات حتى تواكب جامعة تعز الجامعات الأخرى. وتم اختيار كلية العلوم التطبيقية من ضمن الكليات التي تقدمت بطلب الاعتماد الاكاديمي في التعليم العالي. وتعتبر كلية العلوم التطبيقية من الكليات السباقة التي لديها بنية تحتية مؤهلة وكوادر بشرية من أعضاء هيئة التدريس وقادرة على الخوض في هذا المجال. الاعتماد الأكاديمي وعن أهمية الاعتماد الأكاديمي تحدث إلينا الأستاذ نيازي عبدالمولى العريقي (أستاذ مساعد في الكيمياء الفيزيائية والتحليلية) حيث قال: الاعتماد الاكاديمي يُعد من الأهداف التعليمية الحديثة في المجتمعات الحضرية في الدول الأوروبية والأمريكية، وكانت هذه التجربة ناجحة في نيوزيلاندا وهولندا، أول برنامج تم استيعابه في الوطن العربي كان في جمهورية مصر العربية وانتقلت بعد ذلك للدولة المجاورة كالسعودية . وأضاف: أما في اليمن فقد بدأ التطوير الأكاديمي عام 2010م, في برامج تم اعتمادها من البنك الدولي مثل الكيمياء الصناعية وبرنامج هندسة الشبكات , وفي هذا البرنامج تم اعتماد التوصيف الهولندي, وكانت هذه التجربة أيضاً جديدة بالنسبة لنا كأعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية. كنا فيما سبق نعرف فقط وصف المقرر أما الآن فنحن نعد خطة مستقبلية ويبقى التوصيف هذا كوثيقة عقد بين الطالب والأستاذ بحيث تكون كل المعلومات متضمنة . وهذه الورشة تحاول أن تشمل كل الجامعات اليمنية وليس برامج مختارة من جامعات يمنية محددة.. وهناك محاولة لتعميم هذه التجربة على مستوى الجامعات اليمنية بشكل عام وهذا سيلاقي أمامنا صعوبات كثيرة في جانب التوعية ويحتاج ميزانيات عالية. خطوات التقييم الذاتي أما د. سارة الحمادي (رئيس وحدة البرامج ومصادر التعلم في دائرة التطوير وضمان الجودة في جامعة تعز) أدلت بدلوها عن إقامة الكلية لدراسة التقييم الذاتي لبرامج الكلية وذلك كخطوة أولى للحصول على الاعتماد الأكاديمي من مجلس الاعتماد الأعلى على مستوى وزارة التعليم العالي، وأشارت أيضا إلى أن كلية العلوم التطبيقية تقدمت بطلب رسمي للحصول على الاعتماد الاكاديمي إلى مجلس الاعتماد الاكاديمي وضمان الجودة في الوزارة. وأضافت: ولكي نحصل على الاعتماد لابد أن يقوم بمرحلة دراسة التقييم الذاتي في إطار المؤسسة التعليمية، وهذه الورشة تأتي لتعريف أعضاء هيئة التدريس بطبيعة دراسة التقييم الذاتي وكيف تتم, وما هي الإجراءات المطلوبة منهم في إطار التقييم الذاتي، وما هي الخطوات التي يجب أن تمر بها عملية التقييم الذاتي في كلية العلوم التطبيقية كي تحصل على الاعتماد. التطوير الأكاديمي مقياس قوة الجامعة الدكتور. عبدالرقيب السماوي (رئيس دائرة التطوير الأكاديمي وضمان الجودة) أوضح في حديثه أهمية هذه الورشة بالنسبة لتطوير العمل الجامعي وتطوير العملية التعليمية في كلية العلوم التطبيقية، وبأنها تأتي ضمن أنشطة وفعاليات جودة التعليم الأكاديمي التي تقوم بها الدائرة. وتعريف أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بمعايير التقييم الذاتي وأدوات التقييم، وكيف يمكن اكتساب هذه المهارات والتدرب عليها، والعمل على تطبيقها في تطوير البرامج في الجامعة. . وأضاف في أن الورشة ومخرجاتها ستنعكس على تطوير البرامج الأكاديمية بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل واحتياجات البيئة المحلية والإقليمية، خصوصاً أن الجامعات تخوض غمار منافسة محلية وإقليمية في مجال الجودة والاعتماد الاكاديمي. دورات في كليات أخرى أما منير الحسني (مدير عام مساعد دائرة التطوير الأكاديمي - جامعة تعز) أفاد بأن الورشة تهدف للتقييم الذاتي لبرامج ومقررات كلية العلوم التطبيقية، وبعدها سننتقل لعدة كليات لتوصيف المقررات الدراسية، وإقامة عدة دورات في كليات أخرى، وستشمل كلية العلوم الإدارية والتربية وغيرها لما فيه رفع قدرات هيئة التدريس بما يواكب متطلبات العلم الحديث، وبما يضمن جودة التعليم، وبما يضمنه المجلس الأعلى للاعتماد الأكاديمي . وأردف: ويأتي ذلك ضمن توجهات وزارة التعليم العالي لضمان أداء الجامعات وجودة التعليم العالي، ويندرج هذا الأمر ضمن المقاييس التي لابد أن تحصل عليها أية جامعة حتى تواكب التطور العلمي، التطوير الأكاديمي يعتبر مقياسا لمدى قوة الجامعة وقدرتها على مواكبة كل تطورات العصر. قفزة نوعية الدكتور. خالد أحمد الوصابي (عميد كلية العلوم التطبيقية) قال: التقييم الذاتي للبرامج الأكاديمية في كلية العلوم التطبيقية هي الخطوة الأولى في مشوار طويل للحصول على الاعتماد الأكاديمي لكافة البرامج.. وهذا الاعتماد الأكاديمي سيكون له قفزة نوعية داخل جامعة تعز بشكل عام تستهدف إلى إعداد خريج بمواصفات إقليمية ودولية يستطيع أن ينافس سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي ضمن رؤية واضحة لمواصفات الخريج . وأردف: توضع هذه الرؤية ضمن برامج أو مواصفات للمقررات التابعة للأقسام وكل هذا لا يتم إلا بأول خطوة وهي عملية التقييم الذاتي، فنحن هدفنا أولاً تقديم رؤية تمهيدية لأعضاء هيئة التدريس وكيفية إعداد تقييم للمقرر الذي يقوم بتدريسه بحيث يلبي هذا المقرر متطلبات السوق ويحقق المواصفات المطلوبة.