لوعدنا قليلاً للوراء و عايشنا تلك الفترة الزمنية لتعليم زمان لبكينا على تلك الفترة وهي تعتبر أفضل فترة للتعليم، ومن خلال استبيان أردنا أن نستشف ما لدى البعض ممن عاصروا تلك الفترة حاولنا أن نسجلها من خلال دلالات رقمية واضحة.. الاستبيان استهدف عشرين شخصاً قمنا بتوزيعه عليهم ويرصد نظرة الجيل السابق للتعليم بين الأمس واليوم، وعلى أن يكون الشخص قد عايش أيام الكتاتيب وتعايش مع المدارس النظامية التي أفرزتها معطيات التطور في بلادنا. “صحيفة الجمهورية” تعرض آراء عيّنة من الإخوة المعنيين في التربية وممن وقع عليهم الاختيار في الاستبيان وهاكم بعضها.. الفارق كبير في البداية تحدث الأستاذ. محمد الجلال، نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز فقال عن هذا الموضوع: الحقيقة هناك فرق كبير جداً بين التعليم بالأمس واليوم رغم دخول الوسائل التعليمية المتطورة في التعليم اليوم، وقديماً كان أفضل من اليوم، حيث كان للمعلم قيمته واحترامه من قبل الطالب وولي الأمر، اليوم المدرس أصبح يمشي وهو خائف، وهو معرّض للأذى سواء من قبل الطلاب أو ولي الأمر، فما نراه من انتهاكات للمعلمين خير دليل على ذلك. كانت شخصية المعلم في تلك الفترة لها اعتبارها وتقديرها واحترامها، حيث كان الاحساس بأنه يؤدي رسالة. طبعاً المدارس النظامية أفضل من الكتاتيب حيث وإن هناك تطور في العلوم المختلفة والتخصصات المختلفة التي تواكب متطلبات العصر. ولو أجرينا احصائية متكاملة لعدد المدارس والمدرسين وقوام الهيئة الإدارية التربوية في محافظة تعز، فاليوم يوجد تطور في المباني والتقنيات الحديثة. - وعدد المدارس على مستوى المحافظة تصل إلى (626) مدرسة. عدد الطلاب يقارب 823.528 طالباً وطالبة. - وما يقارب 43 ألف مدرّس ومدرّسة وإداريين. مبدأ الثواب والعقاب في الجانب الآخر يقول الأستاذ. فؤاد حسان، مدير التوجيه بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة: وبرغم التقنية الحديثة في التعليم وانتشار التعليم ووصوله إلى أكثر مناطق الجمهورية، ولو قارنا بين تعليم اليوم والأمس لوجدنا أن الطالب والمعلم اليوم بعيدين عن الالتزام والاهتمام بالقضايا التعليمية بشكلها الصحيح وذلك نتيجة لضعف قضايا المتابعة الميدانية الدقيقة وعدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب في العملية التعليمية كان له الأثر السلبي على التعليم مقارنة فيما مضى. ويضيف مدير التوجيه: أن شحة الإمكانيات المرصودة لقضايا المتابعة والتعليم والتي تكاد تكون معدومة بالرغم مما يُنفق على التعليم وما يُرصد له من إمكانيات وتوجهات الدولة برسم استراتيجيات كبيرة وعملاقة بإيجاد تعليم فعّال، مثلاً أن هذا العام عام التعليم. فماذا رصدت الدولة من إمكانيات تفيد وتطور من مستوى التعليم وتنتشله من وضعه الراهن أو على الأقل تعيده إلى سيرته الأولى؟. وأضاف: وأخيراً كان المعلم قبل عام 90م يُكن له كل الاحترام والتقدير لكن اليوم للأسف الشديد انحدر هذا المستوى وأصبح المعلم لا يلقى الاحترام الكامل وأصبحت العلاقة دون المستوى. سياسة التعليم ويقول الأستاذ. عدنان عبدالغفور “تربوي”: الحقيقة أن الفترة الزمنية ما بين (1970 1990م) أفضل مراحل التعليم في اليمن من حيث الكيف وليس الكم، وتمثّل الفترة الزمنية ما بعد 1990م أسوأ المراحل للأسباب التالية: دخول العملية التعليمية والتربوية في دائرة السياسة والمحسوبية، حيث أصبح تعيين الإداريين والموجهين خاضعاً لمعايير الولاءات وليس الكفاءات. - تدخل السلطات المحلية في مهام وزارة التربية وانعدام الدوافع النفسية لدى المعلمين نظراً لانعدام الحوافز، فقد تم إلغاء الدرجات التحفيزية منذ عام 90م وانتشار ظاهرة الغش والتي هي في الحقيقة سرطان في الجسد التعليمي والتربوي. بلا رغبة يشعر محمد عبدالباقي، تربوي أن التعليم الحاضر أفضل لأسباب منها سهولة مقارنته بالماضي وتوفر وسائل الترفيه وغيرها، كما أنه يؤثر من النواحي النفسية ونسمع أنه كانت في الماضي صعوبة ولا تتوفر الوسائل المساعدة للطلاب مثل الكتب والمراجع الشارحة لبعض المواد والأساتذة حالياً أفضل نوعاً ما، والسبب الثاني هو استخدام آليات مختلفة عن الماضي. أما بالنسبة للرغبة في التعليم في السابق كانت هناك رغبة ملحة للتعليم أما الآن فلا أعتقد. الوسائل عبدالرقيب الأبيض، تربوي يقول: الوسائل التعليمية في أيامنا هذه اختلفت عن زمان، فاليوم الأكثر اعتماداً هو الكمبيوتر والأبحاث العلمية، وتأتي ثانياً الكتب، بينما زمان يعتمد على الكتب والذهاب الي المكتبات،الكتب الآن أصبحت متاحة على الأنترنت وأغلبيتها مجانية. من ناحية المجالات فتوجد فرص لدخول مجالات علمية جديدة وحديثة ودراسة الأبحاث جديدة عن زمان. متعة التعليم من جانبها قالت الأستاذة إلهام ناجي، تربوية: لا نستطيع حصر التعليم قديماً أو حديثاً، فلكل عصر أدواته وناسه، قديماً وخاصة في مجتمعنا اليمني أتحدث خاصة، لأنه ليس هناك اختلاف بين البشر إلا بقدر ما هناك اختلاف في التطور في وسائل التعليم والتطور التكنولوجي. في اليمن كانت هناك رغبة قوية في العلم لكن هذه الرغبة لم تكن رغبة للخوض كثيراً في العلم، بل كانت الرغبة قوية من قبل الأشخاص في كيفية الحصول على معرفة فن القراءة والكتابة، لكن ما يميزها هو الاحترام الكبير الذي يحظى به المعلم ومكانته مقارنة مع عصرنا الحالي الذي صار المعلم فيه كأنه رفيق سوء. بلا مكتبات في المقابل يقول الأخ. نشوان الآنسي، تربوي: التعليم كان زمان تعليماً الهدف منه تهذيب النفس وتعلم الأخلاق والسلوكيات الفاضلة عن طريق المدرس الفاضل الموجود.. أما الآن فأغلب المدرسين لا يهمهم أداء رسالة فاضلة، بالإضافة إلى أن أغلب المدرسين يدرّسون في غير تخصصاتهم، وذلك يؤثر على مستوى الطالب لعدم تمكّن المدرس من المادة، أما ما هو الدرس أو الموضوع لا يوجد، وكما قالوا: لكي نكون شعباً متطوراً يبحث عن المكتبات وليس هناك مكتبات أصلاً. فيما يقول الأستاذ. أحمد الحبيشي، توبري: الحقيقة عندما نتحدث عن تعليم زمان فقد كان قاصراً لأنه كان محصوراً في القرآن الكريم لكنه فيما أعتقد كان ناجحاً كدراسة تخصصية في القرآن الكريم تحديداً، أما التعليم هذه الأيام فهو فاشل من نواحٍ كثيرة، غير أنه محسوب له بالمحاولة في التحديث مثلاً بالنسبة للقرآن تعتمد المدارس على التحفيظ ونادراً ما يتفهم الطالب جوهر ومعنى ما يحفظه، وهذا خطأ مميت، ولابد من ربط القرآن بين الحفظ والاستيعاب التام. خلاصة الكلام يتضح لنا من خلال الاستبيان الذي رصدناه مع بعض التربويين أن التعليم زمان كان أقوى من اليوم ويرجح بعض المشاركين أن الأمل في الحاضر باعتبار أن التعليم فيه أفضل من الماضي.. ويبدو أن لكل شخص رؤيته التي تنظر من خلال ذلك إلى أن المناهج في تلك الفترة كانت تركز على تعليم القراءة والكتابة والقرآن وتجويده وحفظ آياته ومعرفة قواعد اللغة العربية واستمرار الدراسة الشرعية ومواصلة الدراسة من حلقات العلم المختلفة. . فيما الآخرون يرون اعطاء نظرة محددة في هذه المسألة عن علاقة الطالب بالمعلم قديماً، فيما اعترف البعض من المشاركين أن هذه العلاقة كانت تقوم على الخوف والرهبة، بينما يرى آخرون أن العلاقة كانت خليطاً من الهيبة والاحترام، واتفق الجميع في الأخير أن الطالب فيما مضى كان يضع اعتباراً لأستاذه في جميع الأحوال على عكس ما هو حاصل الآن.