أدانت الجزائر بشدة العمليات الإرهابية التي استهدفت جموع المصلين الآمنين بمسجد البدر والحشوش بصنعاء وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء. وقالت في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه: “إن هذه الجريمة النكراء التي تجرد منفذوها من أبسط المبادئ والقيم الدينية والإنسانية، ليست سوى حلقة في سلسلة المخططات الإجرامية التي يراد منها ضرب النسيج المجتمعي والسلم الاجتماعي في اليمن الشقيق ونسف مسار الحوار الوطني الهادف إلى إخراج البلاد من محنته». وأكد البيان وقوف الجزائر وتضامنها الكامل مع الشعب اليمني.. داعياً كافة مكونات المجتمع الى استشعار المسؤولية الجماعية لحماية الوطن من المخاطر المحدقة به وتحكيم لغة العقل والمثابرة على الحوار لحل وتجاوز كافة الخلافات. من جانبه دعا الأمين العام لمنظّمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، كافة الأطراف اليمنية إلى تحكيم العقل ووضع مصلحة اليمن فوق كل الحسابات السياسية والقبلية والمذهبية. ووصف مدني في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) التطورات التي يشهدها اليمن حاليا ب «الخطيرة»، مشدداً على ضرورة عدم تبني الخيار العسكري وأهمية التجاوب مع المساعي الدولية والإقليمية التي تدعو إلى حوارٍ وطني شامل من شأنه إيجاد مخرج سلمي للأزمة المتفاقمة في اليمن بما بجنب البلد الإنزلاق نحو حرب أهلية ستكون لها تداعيات مُدمّرة على اليمن والمنطقة بأسرها.. وأكد أهمية عدم توظيف الحرب على الإرهاب لتقويض مؤسسات الدولة كون ذلك لن يسهم سوى في استفحال الفوضى وتعميق الأزمة بأبعادها السياسية والأمنية والإنسانية. وطالب الأمين العام لمنظّمة التعاون الإسلامي جميع الأطراف في اليمن، بالامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، والمشاركة بفاعلية في الحوار إلى جانب الالتزام بمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة الوطنية وملحقه الأمني على اعتبار أنه السبيل الوحيد للاستجابة لتطلعات الشعب اليمني في الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلم الاجتماعي. على ذات الصعيد دعت سلطنة عمان جميع الأطراف السياسية في اليمن إلى نبذ العنف وتغليب لغة الحوار بما يضمن نجاح العملية السياسية. جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية العمانية وبثته وكالة الأنباء العمانية أمس. وأعلنت الوزارة في البيان عن إدانة سلطنة عمان الشديدة للعمليات الإرهابية التي استهدفت المصلين في مسجدين بصنعاء يوم الجمعة الماضية. وقالت: «هذه الأعمال غير إنسانية ولا تمت للإسلام بصلة».. وفي حين نبهت الخارجية العمانية من أن هذه العمليات الإرهابية لا تساعد على نجاح الجهود المبذولة لاستئناف الحوار في اليمن، أهابت في ذات الوقت بجميع الأطراف السياسية اليمنية، نبذ العنف وتغليب لغة الحوار بما يضمن نجاح العملية السياسية والخروج ببلدهم إلى رحاب الاستقرار والتنمية. من جانبهم ندد المشاركون في وقفة احتجاجية أمس بجامعة صنعاء بالتفجيرات الإجرامية التي استهدفت المصلين بمسجدي بدر والحشحوش الجمعة الماضية بصنعاء.. وأدان المشاركون في الوقفة التي نظمتها نقابة هيئة التدريس بالجامعة الممارسات الإجرامية ووصولها إلى مساجد الله.. مؤكدين منافاتها لقيم الدين وعادات وتقاليد اليمنيين.. وشدد البيان الصادر عن الوقفة على ضرورة تصدي المجتمع بمكوناته المختلفة لجرائم الإرهاب.. مطالباً القوى السياسية سرعة التوافق لحماية البلاد وتجنيبها الانزلاق في النزاع والاقتتال. بدوره لفت رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي إلى ضحايا تلك المجزرتين ومن بينهم استاذ القانون بالجامعة الدكتور المرتضى المحطوري والضحايا الأبرياء من الأطفال والمصلين. وأكد الشرجبي استمرار الجامعة على دورها المسؤول في محاربة اسباب الإرهاب ودواعي الغلو والتطرف ودعوات الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.. وألقيت خلال الوقفة كلمات عبرت عن مواقف واستنكار منتسبي الجامعة لهذه الجرائم وضرورة التصدي لها برص الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية والمضي بالبلاد للخروج من الظروف الراهنة. من جانب آخر عبر صحفيو وإعلاميو محافظة حجة عن إدانتهم الشديدة للأعمال الإرهابية التي شهدتها بلادنا والتي كان آخرها اغتيال الصحفي عبدالكريم الخيواني وتفجيرات مسجدي بدر والحشحوش بالعاصمة صنعاء والاعتداءات التي طالت عدداً من منتسبي قوات الأمن والجيش. وعبر الإعلاميون خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذت أمس أمام المجمع الحكومي بالمحافظة عن استنكارهم لما يتعرض له الوسط الصحفي من حملات إجرامية ممنهجة تستهدف الكلمة الحرة وروادها، مطالبين الجهات الأمنية بتحمل مسؤوليتها في ضبط الجناة بحق الصحفي الخيواني بشكل خاص وباقي الجرائم بحق أبناء الشعب عموماً وتقديمهم إلى العدالة. ودعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية كافة العاملين في الوسط الإعلامي إلى مواجهة الخطر المحدق باليمن، من خلال الخطاب الإعلامي المتوازن والحد من لغة التحريض، بما يسهم في تعزيز الوعي الشعبي للوقوف ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن.