دعت عدد من التحالفات النسائية والمنظمات الحقوقية والمكونات الشبابية كل القوى السياسية والمكونات المجتمعية والثورية إلى الالتزام بمسئولياتها الوطنية وإعادة تقييم مواقفها، وتقديم التنازلات، لما فيه خير هذا البلد وأمنه، وأن يغلبوا صوت العقل والحكمة التي عُرف بها اليمينيون وهم يمرون بالمحن . جاء ذلك في بيان صدر مساء أمس في حلقة نقاشية حول التحديات التي تجابهها اليمن في ظل تعقيدات المشهد السياسي تحت شعار «النساء والرجال معاً من أجل بناء اليمن الجديد» نظمتها شبكة النساء المستقلات بمناسبة يوم المرأة العالمي. وأشار البيان بحسب وكالة «سبأ» إلى أنه تم مناقشة ما يعتمل في الساحة اليمنية من استعدادات لأطراف النزاع للحشد والتعبئة ودق طبول الحرب التي لا يحمد عقباها والتي لن يتحمل تبعاتها إلا الطبقات المعدمة والفقيرة ومحدودة الدخل في بادئ الأمر وكل المواطنين اليمنيين وفي مقدمتهم النساء والأطفال كونهم الحلقة الأضعف خاصة في مناطق النزاعات والصراعات المسلحة التي يمكن أن تدور فيها رحى الحرب. وتساءلت المنظمات النسائية قائلة : «إن هؤلاء الذين يستسهلون الحروب يتغاضون عن آثارها ليتحول الوطن وأراضيه إلى حمامات دم, حينها يصبح كل شيء مستباحاً.. فهل سيراجع هؤلاء أنفسهم وقراراتهم ويجابهون تلك التحديات بحكمه ووعي». وتابعت قائلة : «ألا يتعلم هؤلاء الساسة وجنرالات الحرب الدروس والعبر من التاريخ القديم والحديث وما جرى في الماضي من حروب أهلية واقتتال أو من نزاعات مسلحة واستشعار خطورة الوضع وحساسيته على المستوى الوطني». وأضاف البيان : «إن البلاد لا تقوى على مقاومة التحديات الجسيمه كي تدخل دوامة الحروب وأتونها والنزاعات والصراعات المسلحة، ولتعلموا إن لم يحاكمكم المجتمع الدولي سيحاكمكم الله الذي سيكون عقابه أشد عقاب». وحث البيان الجميع أن يعيد حساباته ويغلب مصالح الوطن على حساب الولاءات والمصالح السياسية والحزبية والمناطقية والفئوية الضيقه التي أصبحنا ندرك جلياً مخاطرها. وأوضح البيان أن المجتمع والمواطن بلغ من اليأس حداً جعله لا يؤمن بما يقدمه الفرقاء السياسيون ويؤمن بالفعل بتصحيح الوضع واستتباب الأمن والاستقرار بما يجنب البلد مغبات الانزلاق نحو حرب أهلية ستكون لها تداعيات خطيرة على الوطن والمواطن . وشددت التحالفات النسوية والمكونات الحقوقية والشبابية على ضرورة التوافق السياسي والعودة الى طاولة الحوار والامتثال الى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والالتزام بمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني باعتبارها فرصة أخيرة لمواجهة الحرب الأهلية والاستجابة لتطلعات الشعب في عملية الانتقال السلمي للسلطة. وعلى نفس الصعيد نظمت شبكة النساء المستقلات «فوز» وشركائها تحالف نساء اليمن الجديد وتحالف نساء واتحاد نساء اليمن ومؤسسة وجوه للإعلام والتنمية وتكتل الإعلاميات اليمنيات وتحالف النساء الجنوبيات «نجم» يوم أمس بصنعاء حلقة نقاشية حول التحديات التي تجابهها اليمن في ظل تعقيدات المشهد السياسي. تناولت الحلقة بحضور رئيس منظمة اليمن أولاً الدكتور يحيى الشعيبي وسفيرة النوايا الحسنة هناء الأديمي وعدد من القيادات النسوية من منظمات المجتمع المدني وإعلاميين وحقوقيين، ما يجري في الساحة اليمنية من استعدادات لأطراف النزاع للحشد والتعبئة ودق طبول الحرب وعرض رؤية التحالفات النسوية حول الاوضاع الراهنة التي تعانيها اليمن . وفي الحلقة أكدت أكدت رئيسة اتحاد نساء اليمن فتحية محمد عبدالله بحسب وكالة «سبأ» أهمية دور النساء في تحقيق السلم الاجتماعي وإخراج الوطن من الوضع الذي يعيشه . وقالت: «إن احتفال العالم بهذه المناسبة هو من أجل مراجعة الحقوق والانجازات التي حققتها المرأة والوقوف على مجمل التحديات التي تواجهها» ، لافتة الى أن وضع المرأة اليمنية لا يزال متدنياً ويتطلب ضرورة اتخاذ المعالجات اللازمة لمعالجة قضايا المرأة في مختلف حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية كي تحقق تطلعاتها في أن تكون شريكاً فاعلاً في بناء الوطن وتحقيق التنمية . وحثت فتحية الجميع على صون الوحدة اليمنية والحفاظ عليها والعمل على استتباب الامن والاستقرار والخروج بالوطن من الوضع السيئ الذي نعيشه وإيجاد حلول عاجلة لكافة مشاكل الوطن وإخراج البلاد من محنته. من جانبها أكدت نائب رئيس شبكة لنساء المستقلات «فوز» نجوى العاضي أهمية إحياء هذه الفعالية لتسليط الضوء على التحديات التي تجابه البلاد .. مشيرة إلى أن الحلقة تأتي واليمن تمر بمحنة كبيرة لم تواجهها قديماً وحديثاً أدت إلى الفرقة والانقسام بين الفرقاء السياسيين والأحزاب والتنظيمات السياسية والقوى المجتمعية وجعلت كل طرف من هذه الأطراف يشعر بأحقية ما يطرحه من قضايا وتمسكه بآرائه ووجهة نظره ،مما زاد الامر سوءاً .. وقالت: «إن هذه النزاعات والصراعات امتدت إلى مختلف وسائل الإعلام والتسابق في السيطرة على مقاليد السلطة على حساب مصالح الوطن وبروز مشاكل واقتتال والدخول في مربع الصراع والحرب ودق طبولها والخروج إلى الثورات والثورات المضادة بين أطراف الصراع بدلاً من مواجهة الازمات وإدارتها من اجل بناء يمن جديد ودوله مدنيه حديثه». وأضافت :«لا نعلم ما ستؤول إليه الاوضاع مع أن المؤشرات تؤكد دق ناقوس الخطر الذي بات يهدد حياة كل اليمنيين، ويقوض تحقيق الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بما فيها حقوق النساء واستحقاقاتهن في المرحلة المقبلة».. وأوضحت أن حقوق النساء واستحقاقاتهن في ظل هذه الظروف غير الطبيعية التي خرجت عن حدود المعقول والمقبول أصبحت في مرتبة ثانوية بعد أن كانت حتى وقت قريب أولوية قصوى مع كل القوى السياسية والمجتمعية .. معبرة عن أملها في أن يكون للقوى المجتمعية والمنظمات الحقوقية والنسائية كلمتها وأن تسمع أصواتها عالياً .. داعية كل هذه القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية والاجتماعية . بدورها تطرقت فتحية عبد الواسع في كلمتها عن تحالف النساء الجنوبيات «نجم» إلى أن الوضع الراهن الذي يعيشه الوطن يضع النساء أمام مسئولية كبرى للعب دور في إخراج الوطن مما يمر به من ظروف وتحديات صعبة وقالت: «كنا نأمل أن يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام وقد وصلنا إلى الكثير من النجاحات في القضاء على التحديات التي تواجه نساء اليمن لا أن تضاف تحديات ومشاكل جديدة تعيق تقدم المرأة وتحد من مشاركتها في بناء اليمن الجديد».. مؤكدة أهمية الشراكة لوضع بصمة من أجل تغيير الواقع الذي نعيشه والخروج بالوطن الى بر الأمان . وعبرت عن تطلع تحالف النساء الجنوبيات للقضاء على التهميش والإقصاء للنساء الجنوبيات وأن يكون لهن دور في بناء الوطن.. مؤكدة أن التحالف يسعى الى مد جسور التواصل والمساهمة في لم الشمل وتوحيد الصفوف . فيما ذكرت الدكتورة بلقيس ابو أصبع في كلمتها عن تحالف نساء اليمن الجديد أن الحركة النسائية اليمنية تعيش أفضل الفترات في حراك نسوي بالإمكان تفعيله للحفاظ على الوطن .. موضحة أنه في ظل التحديات التي تواجه الوطن فإن النساء يمثلن صمام الأمان للوطن وباستطاعتهن إيجاد حلول لما تعيشه البلاد من أوضاع صعبه. وأعربت عن تطلعه في أن تقوم النساء اليمنيات بدورهن في إخراج اليمن مما يعيشه من محنة وفي صناعة السلام .. لافتة الى أن النساء والشباب قادرون على الضغط لإخراج اليمن من محنته وليكون هناك تمثيل عادل للنساء والشباب في أي حوار قادم .. مؤكدة أهمية إشراك النساء في الحوار القادم ليس بهدف المشاركة وإنما من أجل الحفاظ على البلد والقيام بما لم يستطع السياسيين القيام به.. وكانت رئيسة شبكة النساء المستقلات «فوز» فاطمة مشهور استعرضت في الاحتفال رؤية التحالفات النسائية حول الأوضاع الراهنة وتعقيدات المشهد السياسي في اليمن.. مبينة أن التحالفات النسائية بمكوناتها السياسية الحقوقية والإنسانية والتنموية تدرك جلياً ما تمر به اليمن من تحديات كبيرة وإن هذه التحديات تتزايد وتتعمق وتتسع هوتها كلما اختلفت التيارات والأحزاب السياسة المعارضة في التوصل إلى حل. وأشارت الى أن التحالفات النسائية تستشعر اليوم في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ اليمن الحديث خطورة الوضع وإن على كل القوى السياسية أن تعيد النظر في كل حساباتها الضيقة، داعية الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى الخروج بمعالجات وحلول عاجلة وفورية. أثريت الحلقة بمقترحات وأراء ومناقشات قيمة تطرقت الى التحديات ودور الأحزاب في تجاوز الأزمة للخروج بالوطن من الأزمة والمضي في بناء الدولة المدنية التي تلبي تطلعات الجميع.