نظمت وزارة الصحة العامة والسكان يوم أمس بصنعاء مؤتمراً صحفياً لاستعراض الأوضاع الكارثية التي يعانيها القطاع الصحي حالياً . وفي المؤتمر الصحفي أشار وكيل الوزارة الدكتور عبدالسلام المداني أن الوزارة أطلقت نداء استغاثة لإنقاذ عاجل للوضع الصحي من الانهيار الكامل الوشيك والذي حذر من كارثة صحية ستحدث بسبب العجز الذي وصلت اليه المستشفيات والخدمات الصحية وخدمات التحصين والإسعاف في جميع المحافظات نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الوقود وشح الادوية والمستلزمات الطبية . وأوضح وفقا لوكالة «سبأ» أن انقطاع الكهرباء وانعدام الوقود جعل الوزارة وفروعها في كافة المحافظات عاجزة عن تشغيل سلسلة التبريد لحفظ ونقل اللقاحات المعرضة للتلف ما سيؤدي الى إيقاف كامل لتطعيم الأطفال مما يهدد بكارثة صحية شاملة ستؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة ومنها عودة شلل الأطفال الذي سبق أن تم التخلص منه وكذا انتشار الحصبة . وبيّن الدكتور المداني أن انقطاع الإمداد بالمياه سيجعل البلاد عرضة لانتشار الاسهالات والأمراض الأخرى وستعرض حياة الأطفال للخطر والموت وقد تؤدي الى انتقال تلك الأمراض للدول المجاورة . وأكد أن المستشفيات ستصبح عاجزة بشكل كلي عن تقديم خدماتها الانسانية وتشغيل غرف العمليات والعنايات المركزة وحاضنات الاطفال الخدج وتوفير احتياجاتها من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية وأدوية الأمراض المزمنة، الى جانب توقف مراكز الغسيل الكلوي وتلف مخزون الدم في مراكز نقل الدم والعجز عن توفيره للمصابين. ولفت الى انعدام المشتقات النفطية سيؤدي ايضا الى عجز طواقم الاسعاف عن انقاذ الجرحى والمصابين وإنقاذ حياتهم.. داعياً دول العالم من الأشقاء والأصدقاء ومنظمات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية للعمل بسرعة لإنقاذ حياة اليمنيين من هذه الكارثة الصحية الإنسانية الوشيكة وإعادة التيار الكهربائي وتوفير الوقود والأدوية ومتطلبات الحياة الضرورية من ماء وغذاء ورفع الحصار المفروض وإيقاف الحرب، وكذا توفير الطائرات الخاصة بإعادة اليمنيين العالقين في الخارج. من جانبه أوضح مدير عام الطوارئ والإسعاف بوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور علي سارية أنه تم تسجيل 597 شهيداً وألف و 493 مصاباً جراء العدوان السعودي الغاشم منهم 258 إصابة و95 وفاة من الاطفال و 109 اصابات و60 شهيدة من النساء .. لافتا الى أن هذه الاحصائيات تعتبر تقديرية لأن هناك مناطق ريفية ومناطق لا تقوم بالإبلاغ . فيما أوضح ممثل إتحاد المستشفيات اليمنية الخاصة هناك ما يزيد عن 4 آلاف حالة في العنايات المركزة وقرابة 120 في حاضنات الخداج وعشرات الحالات التي تتطلب غسيلاً كلوياً ستتأثر بالأوضاع الكارثية نتيجة العجز الشديد في الطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية . وحمّل المجتمع الدولي والإنساني مسئولية الكارثة الانسانية الوشيكة في اليمن نتيجة توقف المستشفيات العامة الخاصة عن أداء واجبها الانساني والأخلاقي ما قد يؤدي الى وفاة مرضى العناية المركزة والحالات والعمليات الاسعافية الحرجة ومرضى الاحتياجات الخاصة من مرضى الفشل الكلوي والحروق وغيرها من الحالات الخطرة.. كما أهاب بالمجتمع الدولي والإنساني والمنظمات بتقديم يد العون والمساعدة لليمن لتلافي هذه الكارثة الانسانية. حضر المؤتمر قيادات وزارة الصحة ومسئولو المستشفيات الحكومية ومدراء عموم الصحة في بعض المحافظات وقيادات اتحاد المستشفيات الخاصة. إلى ذلك أطلقت يوم أمس بصنعاء مبادرة برنامج الإغاثة الوطني كمظلة عمل إغاثي وطني لتنسيق زعمال جهود الإغاثة الانسانية على مختلف الصعد. وتهدف المبادرة التي تم إطلاقها في الندوة الوطنية لرفع الحظر الجوي والبري والبحري عن اليمن وتنفيذ برنامج يتضمن تقديم المساعدات الغذائية والايوائية وصحية وعلاجية عاجلة وتوفير الاحتياجات اللازمة والدعم النفسي للمتضررين والنازحين والتخفيف من معانات كثير من أبناء الشعب جراء العدوان العشري بقيادة السعودية . وفي افتتاح الندوة التي نظمتها الشركة اليمنية الدولية للصناعات الغذائية المحدودة ومؤسسة السجين الوطنية بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية والصناعية بأمانة العاصمة ناشد رئيس مجلس إدارة الشركة أمين عام مؤسسة السجين الوطنية عضو مجلس الشورى يحيى الحباري الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني والضمير الانساني بالعمل على وقف العدوان ورفع الحظر عن اليمن لاستيراد المواد الغذائية والمشتقات النفطية واستعادة الحياة الى اليمن التي تزداد سوءا جراء العدوان العشري بقيادة السعودية الذي يستهدف البشر والحجر والشجر . وأكد بحسب وكالة «سبأ» أهمية دور الاعلام ومنظمات المجتمع المدني في القيام بدور ايجابي في نقل الرسالة الصحيحة للعالم وإنقاذ الشعب اليمني من العدوان الذي يتعرض له ويستهدف كل مظاهر الحياة تحت مبررات واهية وذرائع قبيحة. بدوره أكد رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة حسن الكبوس على أهمية تكاتف الجهود الوطنية وقيام منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام بدورها في العمل الوطني لإخراج الوطن من الوضع المأساوي الذي يعيشه والمطالبة بكسر الحصار الجوي والبري والبحري المفروض علىه.. وأشار إلى أن العدوان العشري بقيادة السعودية الذي استهدف صوامع الغلال والمصانع ومخزونات الوقود ينذر بوقوع كارثة انسانية كبيرة ناتجة عن حصار شديد مفروض على أكثر من 25 مليون نسمة يعتمدون على استيراد نحو 90 بالمائة من متطلبات الحياة . فيما أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة السجين الوطنية فضل عبيد ان الحصار المفروض على اليمن حولها الى سجن يضم أكثر من 25 مليون نسمة يتم تجويعهم من خلال حصار بري وبحري وجوي جائر وظالم ولايستند الى أي قوانين ومجرد من كل معاني الانسانية . من جانبها أكدت سفيرة النوايا الحسنة رجاء المصعبي أهمية إبراز النوايا الحسنة في كل التعاملات اليومية بين اليمنيين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم، باعتبار القضية قضية وطنية بامتياز وهو ما يتطلب من الجميع عدم القبول بالتركيع والتجويع الذي يتعرض له اليمن بهدف إذلال شعب عريق وأبي وعزيز دون اعتبار لأي روابط دين او قربى.. ودعت مختلف الاحزاب والقوى السياسية الرجوع الى الله أولاً ومحاكاة ضمائرهم والرجوع الى طاولة الحوار والخروج برؤية وطنية ينبثق عنها تشكيل مجلس رئاسي يقوم بإدارة شئون البلد بمسئولة وانتماء وطني من داخل الجمهورية اليمنية . بدوره أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله حسن الصعدي إلى التلاحم والصمود الشعبي أمام العدوان العشري بقيادة السعودية الذي استباح البشر والشجر والحجر بهدف إركاع الشعب اليمني وتجويعه وإخضاعه. وقال:«إن الاستهداف الممنهج لمقدرات البلد ومخزونه من المواد الغذائية والوقود أمام حصار جائر بري وجوي وبحري يستهدف كرامة كل اليمنيين واذلالهم». مشيراً الى ان المتحاورين كانوا قد وصلوا الى نتائج مرضية تخرج البلد من الوضع الذي يعيشه اليوم قدمت فيها كل الأطراف تنازلات بهدف الوصول الى حلول تجنب البلد الانزلاق الى مهاوي الاقتتال والحرب الأهلية التي يحاول النظام السعودي اليوم دفع أبناء اليمن لها من خلال ضرب مقدرات البلد واستهداف جيشه الوطني وتزويد الجماعات الارهابية وما باتوا يسمونه بالمقاومة الشعبية بالسلاح من اجل الاقتتال الداخلي وضرب اليمنيين بعضهم ببعض . وكان رئيس التحالف المدني للسلام وحماية الحقوق والحريات الدكتور عادل الشجاع ألقى كلمة بالمناسبة استغرب فيها الصمت الدولي إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من حصار وتجويع واعتداء من البر والبحر والجو بأحدث أنواع الاسلحة. وقال: «إن الشعب اليمني يريد ان يعيش بسلام كبقية شعوب العالم دون خوف أوجوع» .. داعياً الى تكاتف الجهود والجلوس على طاولة الحوار والعودة الى الشعب وملئ فراغ السلطة الحاصل والذي جعل أرذال القوم تتطاول على الشعب اليمني العريق. من جانبها وجهت إدارة دار التوجيه المعنوي لرعاية وتأهيل الاحداث بصنعاء يوم أمس نداء استغاثة لإنقاذ حياة عشرين حدثاً نزلاء في الدار ،من الجوع والعطش ونقص الادوية ،حيث إنهم لم يجدوا ما يسد رمقهم خلال الثلاثة الايام الماضية سوى بعض كسرات الخبز بدون ماء . وأوضحت مشرفة الدار صباح الجبوبي في تصريح لوسائل الاعلام ان الدار تعاني من شح كبير في الغذاء والماء وكذا الادوية وازوات الاسعافات الأولية والاحتياجات الاساسية من ادوات نظافة شخصية وملابس واحذية لقاطني الدار، بسبب توقف المخصصات التابعة للدار من قبل الجهات المعنية وكذا المعونات والمساعدات الخيرية الخاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد حاليا.. مشيرة بحسب وكالة «سبأ» الى زن الجهات المعنية بتوفير هذه الاحتياجات تتأخر في صرف الحد الادنى منها منذ فترة طويلة بحجة شحة الموازنة وعدم توفر الموارد المالية ,والذى سبب اوضاعاً مأساوية متردية منذ اعوام في ظل تجاهل كثير من المنظمات والجمعيات المحلية والدولية للدار والأطفال الاحداث المتواجدين فيها ،وناشدت مشرفة دار رعاية وتأهيل الأحداث فاعلي الخير، سرعة مد يد العون لهؤلاء الأطفال وتوفير احتياجاتهم الاساسية لإنقاذ حياتهم.