حضر رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني اليوم الاربعاء حفل تكريم أوائل الجمهورية بمرحلة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي، ودبلوم التعليم الفني والمهني للعام الدراسي المنصرم ( 2008 2009). وفي كلمته بالحفل الذي نظمته مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم، والتعليم الفني والتدريب المهني تحت شعار (من أجلك يا وطني) اشاد رئيس مجلس الشورى بالحفل الذي أرسته مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية تقليداً سنوياً رائعاً. واعرب عبدالغني عن أحر تهانيه للأوائل الذين رسموا بجهدهم الدؤوب ومثابرتهم وصبرهم وإبداعهم، طريقَ النجاح، وأذكَوا روحَ الطموح والأمل، وأدركوا المعنى الحقيقي للإخلاص والتفاني في سبيل الوطن وتقدمه وازدهاره... منوها بانعقاد الحفل في رحاب المؤسسة . وقال عبدالغني "إنها ترمز باسمها، إلى صاحب الإسهام الأجل في حركة النهوض والتطور العلمي والحضاري، الذي ينعم به شعبنا في هذه المرحلة من تاريخه المجيد، القائد الوحدوي والديمقراطي الكبير ، فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. ولفت رئيس مجلس الشورى إلى دلالة انعقاد الحفل غداة مناسبةٍ وطنيةٍ مهمةٍ، يومُ الديمقراطية، السابع والعشرين من إبريل، واصفاً هذا اليوم بأنه المحطة الزمنية التي شهدت أهم تحول في مسيرة اليمن الديمقراطية الظافرة، حينما انخرط اليمنيون في أول انتخابات برلمانية تعددية عام 1993، في تجسيد رائعٍ للقيم التي حملتها الوحدة اليمنية، التي يقف شعبنا على مسافةٍ زمنيةٍ لا تتعدى 26 يوماً، من حلول ذكراها السنوية العشرين. واضاف مخاطباً المكرمين، من الطلاب والطالبات: ها أنتم تطوون صفحةً مهمةً من كتاب الحياة، وعقدين من العمر فيهما نشأت ونمت الملكات، وارتسمت ملامحُ الشخصية، وبُنيت المواقفُ، واتصلت النفوس الطموحة بأولويات الحياة. وتابع : لقد نجحتم في أن تجعلوا هذه الصفحة من العمر، بيضاءَ مشرقةً، بما أنجزتموه من نجاح، جاء بأفضل ما يجب أن يكون عليه النجاح الاستثنائي في حياة الإنسان. واردف قائلاً "كنتم خلال فترة الدراسة الأساسية والثانوية، العامة والفنية، تجتهدون لتعبروا عن تطلعاتكم الشخصية، تجندون إرادتكم من أجل إثبات وجودكم، والحصول على فرصة في النفاذ إلى مستقبل أفضل، واليوم بعد هذا النجاح تكبرُ أحلامكُم، آمالكُم وتطلعاتُكم، لتصبح بحجم الوطن.. فالوطن أحوج ما يكون لأمثالكم، لتكونوا عدته القوية والمؤثرة، في معركته من أجل مستقبل أفضل وأجمل. وتوجه رئيس مجلس الشورى في كلمته بتحية خاصة إلى الطالبات اللائي قال إنهن يتبوأن، لسنواتٍ عديدة، المراكز الأولى في ترتيب أوائل الجمهورية، في دلالة واضحة على جدية الفتاة اليمنية في تحصيلها العلمي، وجدارة الفتاة والمرأة عموماً، في النهوض باستحقاقات وطنها وأمتها جنباً إلى جنباً مع أخيها الرجل. وأشاد بالمتفوقين، قائلاً "إنكم لم تتفوقوا بحصاد الدرجات فقط ، ولكنكم، كنتم وأمثالكم من المتميزين، الأقدرَ على استثمار الفرص السانحة التي أتاحتها دولتكم وقيادتها الحكيمة، في هذا العهد الوحدوي الديمقراطي المبارك". وقال "إن هذه الفرص لم تكن متاحةً قبل أربعة عقود ونيف، فلم تكن هناك مدارس تغطي مختلف التجمعات السكانية المستقرة والمتنقلة، على امتداد الوطن، وتتمتع بكل الإمكانيات الموجودة اليوم". واضاف "لم يكن هناك تعليم إلزامي، ولا هذا التنوع في الخيارات التعليمية التي تشمل التعليم الأساسي والثانوي والفني والمهني، ثم التعليم الجامعي والعالي، فضلاً عن التعليم التطبيقي الذي توفره كليات المجتمع، وأخيراً فرص الابتعاث الدراسي إلى الخارج". واشار إلى أن هذه الفرص وُجِدتْ من أجل تأهيل أجيال هذا الوطن، لتكون قادرة على النهوض باستحقاقاته، السياسية والاقتصادية والعلمية والحضارية، وتأكيد حضوره المتميز في محيطه الإقليمي والدولي. وأكد رئيس مجلس الشورى أن فعاليات الاحتفاء بالمتفوقين من الدارسات والدارسين، ستتواصل، لأن الدولة جادةٌ في إعلاء هذا النموذج من التفوق والنجاح، ليكون منارةً تهتدي بها الأجيالُ المتلاحقةُ من طالبات وطلاب اليمن. واعتبر أن تجاوز المراحلَ التعليميةَ بالحد الأدنى من الدرجات، وبتحصيل علمي لا يبلغ المستوى الذي ننشده، هو خيارٌ ينبغي أن يختفي من قاموس الإرادة لدى شباب اليمن، باعتباره خيار الكسالى والمترددين. ولفت رئيس مجلس الشورى الى "إن الأوطان تُبنى وتزدهر، بحنكة القادة، وبإرادة المخلصين، وبإنجازات المبدعين، وبكل فعلٍ خيرٍ ومثمرٍ.. وكل هذه الإرادات البناءة والمثمرة، تتقاسم ميزة التفوق، التفوق في كل شيء، في كل جهد ذهني وفعل مادي". وحث المكرمين على مواصلة الجد والاجتهاد في المرحلة الدراسية القادمة، التي قال إنها تمثل حالة اختبار أخرى مع الإرادة والإصرار، وحثهم كذلك على إدراك أن مرحلة التعليم المقبلة، ترتبطُ بصورةٍ عميقةٍ باحتياجات الوطن وأولوياته.. داعياً إلى استحضار هذا الرابط بين الطموحات الشخصية، والوطن الذي يعقد الرهان على أبنائه المتفوقين. وعبر رئيس مجلس الشورى عن ثقته بأن أبنائه الطلاب المتفوقين سيحرزون النجاح والتفوق اللذين كانا حليفهم خلال المرحلة المنقضية من التعليم، وبأنهم سيكونون قادة مستقبليين، في كل تخصص يختارونه خلال المرحلة المقبلة من التعليم، وعلى أساس خياراتهم سيتحدد دورهم في وطنهم.