عاد الشيخ عبدالرحمن البراك للأضواء من جديد، بعد انحسار العاصفة التي اثارتها فتواه الأخيره حول قتل من يجيز الاختلاط في العمل والتعليم، ولكن هذه المرة بفتوى أخرى مثيرة للجدل، إذ اتهم الكاتب والطبيب السوري خالص الجلبي بأن "أقواله تنبيء عن زندقته"، مستغرباً بقاء هذا الرجل في المملكة طوال الثلاثين عاما، متنقلا بين مدنها، ويكتب في صحفها. وأضاف البراك في فتواه التي نشرت في موقعه على شبكة الانترنت أن بقاء الكاتب السوري في السعودية "حرام" يحمل وزره من هيأ له المقام، ومن يحميه ممن هو على شاكلته. وقال في فتواه إن الأقوال المنسوبة إلي الجلبي في حال صحتها تثبت أنه احترف الطب من أجل نشر فكره، مشبهاً له "بالنصارى المبشرين الذين امتهنوا الطب ذريعة للتنصير في افريقيا والعالم". وطالب البراك في فتواه وزارة الداخلية السعودية بكف يد خالص جلبي عن العمل واجتثاثه من السعودية، بوصفه "شجرة خبيثة" على حد وصفه، مضيفا: "بهذه المناسبة نرفع لسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وفقه الله طامعين في أن يجتث هذه الشجرة الخبيثة بعد التحقق من الحقيقة، ثم نهيب بمعالي وزير الصحة أن يتحمل مسؤوليته، ونذكره أنه مسؤول أمام الله عن إبقاء من يتجاوز حدود الله، ويتجاوز حدود عمله، كهذا الطبيب وأمثاله، فإن مثله لا يؤتمن على علاج المؤمنين". فتوى البراك كما نشرت على موقعه وقال نصاً "ما نقل عن المذكور يتضمن نقصاً في عقله، وانحرافاً في فكره، وطعناً في شعيرة الجهاد، ويظهر نقص عقله بجحده السنن الكونية الربانية من الصراع بين الناس نتيجة الاختلاف". واضاف "وقفت على ما جمعه الشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري وفقه الله من أقوال هذا الطبيب، موثقة بذكر المصادر، بعنوان (ضلالات طبيب القصيم: خالص جلبي) فإذا هي أقوال طوام، تتضمن أمورا: 1 الاستخفاف برب العالمين. 2 الاستخفاف بالأنبياء. 3 إنكاره حد الردة أو طعنه فيه. 4 تفضيل العقل على النقل. 5 بكاؤه على من قتل من الزنادقة بحكم الردة. 6 استعباد أمريكا لعقله. من جهته، قال الجلبي، في تصريحات صحافية، إنه "يتمنى أن يغفر الله للبراك وأن يهديه لأننا تعلمنا من السعوديين الكرام حكمة عظيمة هي: هداه ربي". وأضاف "التطرف ليس حكمة، وكأن هؤلاء يملكون خزائن الله، لكن الله يقول (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذن لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتوراً). وتابع الجلبي "هذا التطرف ليس خيراً للبلد ولا لأحد الأطراف، والإمام ابن تيمية سابقاً كان يقول: إن العلماء يخطّئ بعضهم بعضاً، وإن أهل البدع يكفّر بعضهم بعضاً". وأضاف "هؤلاء يسقونني من الكأس نفسها التي سُقي منها ابن تيمية، ولي فيه أسوة حسنة، فقد أوذي هذا الرجل من أجل رأيه الذي خالف فيه أقواماً، وصبر، وثبت (...) وأقول للبراك كما قال ابن آدم لأخيه: «لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين". ورغم ابتعاده عن وسائل الاعلام الرسمية، وغير الرسمية، إلا ان البراك دائما ما يسجل حضوره دهشة للمتابعبين بفتاواه الشهيرة، منها تكفيره المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري، واعتباره زنديقاً فاجرا، ومن ثم تكفيره لعدد من الكتاب السعوديين قبل عدة اعوام، ومؤخراً اطلق فتواه التي اثارت جدلاً واسعا في الوطن العربي بأكمله، حينما افتى بقتل من يجيز الاختلاط في ميادين العمل والتعليم في السعودية. والدكتور خالص جلبي طبيب وجراح سوري المولد، كندي الجنسية، مفكر إسلامي معاصر، من مواليد 1945م في القامشلي (سورية). يتكلم اللغتين الألمانية والإنكليزية بالإضافة إلى العربية، له الكثير من المؤلفات، وقد كتب للعديد من الصحف السعودية.