لا يمكن استقراء مستقبل التجربة الحزبية وخاصة الإسلامية منها، من خلال رؤيتها فقط.. وإنما من خلال قدرتنا على بسط خريطة للواقع في اللحظة الراهنة وتحديات المستقبل..التحديات التي تستهدف وجودنا كأمة وكشعب وكدولة..والحديث الدائر عن المستقبل في حياة اليمنيين يكشف عمق الأزمة التي بلغها المجتمع اليمني، ليس من حيث سوداوية هذا الحديث فقط وإنما مضمونه حيث لم يعد التحديث والتنمية هو المرتكز الذي يحدد أسس الحديث عن المستقبل. وجاءت وحوش الفساد الضارب في عمقنا المؤسسي في بناء دولة اليمن الحديث..وآثارها الاقتصادية والثقافية..لخنق المجتمعات.. والدعوات الانفصالية والمناطقية وفتنة الحوثي والجغرافيا المذهبية والمدارس الدينية بمختلف تشكيلاتها، مثل هذا الخليط مأزقا جديدا يدخله اليمن الحديث، ليأتي على كثير من القيم النبيلة لتحل بدلاً عنها الانتهازية والتخريب والفساد واللطش والنهب كقيم تهز البنية الاجتماعية والأخلاقية وأفرزت بذلك مواطنا لا يبحث عن أمنه ، وإنما يسعى بدون وعى وراء الدعوات الانفصالية والدينية والمناطقية . مزيداً من التفاصيل الصفحات اكروبات