استطاع الجمع بين العمل الإداري والأكاديمي رغم مسئولياته الإدارية الضخمة من خلال إدارة الوقت ووضع آليات لتحقيق أهدافه الشخصية .. كثيراً ما نسمع عن إلقاء اللوم على الأعمال الإدارية الكثيفة ، والمسئوليات الضخمة حين نعتقد أنها تحول بيننا وبين تحقيق نجاحات معينة في مجالات هامة من تخصصاتنا.. وكثيرون هم من تركوا إبداعاتهم ، وتخصصاتهم ، وانكبوا – فقط – على المسئوليات الملقاة على عاتقهم ، وهم لا يدرون أنهم بذلك يغتالون روح الحماس والإبداع والإثارة والمتعة في نفوسهم ، الأمر الذي لا يمكنهم من تحقيق أي من النجاحات لا في مهامهم ومسئولياتهم ولا في مجالات تخصصاتهم.. فالتفرغ الكامل للعمل الإداري دون منح النفس مجالاً في إثبات ذاتها والشعور بالمتعة في جوانب تشعرها بالمتعة ، لا سيما إن كانت محتوية على عنصر المنافسة ، يسبب إحباطاً كبيراً لأن عامل الاستمتاع قد يكون مفقوداً إلى حد كبير. غير أن قلة هم الذين استطاعوا أن يكسروا تلك القاعدة ، وتمكنوا من تحقيق النجاح في الجوانب الإدارية ، وكذا في مجالات تخصصاتهم ، والجوانب التي يستشعرون أنها تساعدهم على بذل المزيد من الجهد وتمنحهم الكثير من النجاح و... المتعة.من أولئك الشخصية الأكاديمية الأستاذ الدكتور مهيوب البحيري نائب رئيس جامعة تعز لشئون الطلاب الفائز بجائزة رئيس الجمهورية للبحث العلمي ، الذي حل ضيفاً على ( إبداع ) ليؤكد لنا أن المسئولية لم ولن تكن يوماً عائقاً أمام تحقيق النجاح في أي مجال نريده .. يحدثنا بنفسه فيما يلي من سطور عن بحثه الحاصل على الجائزة ، وتفاصيل وأسرار أخرى ... عن البحث والدراسة فيما يخص البحث المقدم للمنافسة على جائزة فخامة رئيس الجمهورية يقول الدكتور مهيوب : هو بحث تناول ظاهرة عالمية أقلقت السياسيين قبل العلماء والباحثين المتخصصين ، وهذه الظاهرة هي ظاهرة تغير المناخ في العالم وارتفاع درجة حرارة الهواء الجوي نتيجة للأنشطة البشرية المختلفة وخصوصاً من أهمها تلك الأنشطة التي ينتج عنها بعض ملوثات الهواء الجوي وخصوصاً ثاني أكسيد الكربون الذي يعمل كحاجز واق يمنع انتشار الحرارة في الفضاء الخارجي مما يسبب ارتفاع درجة حرارة الجو الأرضي . والبحث الذي قدم للمنافسة على جائزة فخامة رئيس الجمهورية تناول دراسة تحليليه لدرجة حرارة الهواء الجوي لمدينة تعز ، وهذا التحليل شمل فترة زمنية هي الشهر والفصل والسنة من عام 1979حتى عام 2006 ، وقد أظهرت نتائجه زيادة في درجة الحرارة لمدينة تعز وهذه الزيادة من خلال نتائج البحث مقلقة لأنها فاقت زيادة درجة الحرارة لبعض المدن الصناعية الكبرى وقد أظهرت الدراسة أن معدل الزيادة تساوي 1.5 درجة مئوية خلال تلك الفترة . ويضيف أن البحث تم إعداده لغرض الدراسة والبحث للكشف عن التغير المناخي للمدينة وليس لغرض المنافسة على الجائزة ، ولكن عندما أعلن عن الجائزة قررت تقديم البحث للمنافسة . تأثيرات خطيرة ويؤكد الدكتور البحيري أن البحث المقدم بحث تطبيقي يلامس قضية هامة ولها علاقة مباشرة بالحياة والبيئة على اعتبار أن تغير المناخ يؤثر تأثيراً مباشراً على الدورة المائية ، و التأثير على الصحة العامة والحياة النباتية وغير ذلك وكذلك زيادة التصحر وهذا ما نلمسه حالياً من التغير الملحوظ لزيادة الإحترار في مدينة تعز . منهجية الدراسة التزمت الدراسة - بحسب البحيري - منهجية البحث العلمي واستخدمت لذلك أحدث الوسائل وتم تصميم واستخدام البرامج اللازمة لتنفيذ الحسابات بما يتوافق مع المعايير العالمية ، ونتيجة الدراسة كشفت عن معلومة مهمة نحن نعاني منها ونعيشها وهي تغير المناخ في مدينة تعز نتيجة لزيادة درجة الحرارة ، وبالتالي يجب اتخاذ الإجراءات وعمل بعض الحلول للحد من هذه الزيادة التي لو استمرت لأصبح من المستحيل الحياة في المدينة. ويبدو أن القائمين على الجائزة أعدوا معايير خاصة لنيل الجائزة التي على ضوئها تم المنح . السر في إدارة الوقت بالرغم من أن العمل الإداري ومع الأسف يشغل الوقت بكامله ومشاكلنا كثيرة ومختلفة ، إلا أن الإنسان من خلال إدارة الوقت يستطيع أن يوفق ، ولو بالحد الأدنى بين العمل الإداري والعمل الأكاديمي ، ونحن كأكاديميين يجب أن لا نترك العمل الأكاديمي والبحثي لأن هذه هي مهنتنا الأساسية ، ولا أُخفيك بأن هذا البحث أخذ مني وقتاً طويلاً وبدأت به قبل أن أتقلد منصب نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب .. فإذا استطاع الإنسان أن ينظم وقته بشكل صحيح وأن لا ينصرف عن العمل الأكاديمي والبحثي فأعتقد أنه بالإمكان التوفيق بين العمل الإداري والأكاديمي والبحثي وهذا ما أقوم به ، ومازلت أقوم بعملي الأكاديمي والتدريسي ، وأحس بمتعة عندما أنتقل بين العمل الإداري و العمل الأكاديمي والتدريسي . إدارة الوقت وصحيح أن العمل الإداري يأخذ كامل الوقت وخصوصاً أن العمل المؤسسي شبه معدوم في مؤسساتنا ويبقى العبء على القيادات الأولى لكن مع ذلك يعتمد الأمر على الشخص نفسه في إدارة الوقت وتخصيص الوقت اللازم لمتابعة الاهتمامات الخاصة وتحقيق الأهداف ومن ذلك يمكن عمل أشياء كثيرة فيها إبداع ولا يوجد تعارض. الصعوبات كحافز ويضيف نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب أن أي عمل لابد أن يرافقه صعوبات ومعوقات وتتفاوت هذه الصعوبات وتلك المعوقات ( بحسب نوع العمل ) لكن هذه هي المهمة الرئيسية لنا أي أننا معنيون بإيجاد الحلول المناسبة لتلك الصعوبات وتجاوز المعوقات للوصول إلى الهدف ، وكلما تجاوزنا تلك المعوقات والصعوبات كلما كان ذلك حافزاً لمزيد من النجاح . شروط النجاح ويؤكد أن للنجاح شروط وأسباب أولاها الإرادة ورسم الأهداف ، والجدية ، والمثابرة في العمل والمتابعة والتواصل والاحتكاك مع ا لغير ، والاستفادة من تجارب الآخرين والدافعية نحو النجاح. فإدارة الوقت وبشكل صحيح ، وعدم إهداره فيما لا يفيد الانجاز أولاً بأول ، ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف كما أن عدم الإحباط والاستسلام ، ووضع الأهداف الإستراتيجية الطموحة ، وتحديد الوسائل المشروعة والآليات لتحقيق تلك الأهداف والوصول ، معايير مهمة للنجاح ، ومن جد وجد ومن زرع حصد. C .V الاسم: أ.د/ مهيوب حزام خالد البحيري. الحالة الاجتماعية: متزوج ، وأب لأربعة أولاد وبنتين. المؤهل: دكتوراه في علوم الفيزياء و الرياضيات (فيزياء تطبيقية). الدرجة العلمية: أستاذ مشارك. الخبرات الإدارية: تولى العديد من المناصب الإدارية منها: •نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب . •نائب عميد كلية العلوم التطبيقية للشئون الاكاديمية. •نائب عميد كلية العلوم التطبيقية للدراسات العليا. •رئيس نقابة أعضاء هيئة ا لتدريس . •رئيس قسم الفيزياء . •يشغل عضوية مجالس علمية وإدارية مختلفة. •عضو في بعض الهيئات والجمعيات العلمية . مجالات الاهتمام العلمي: •الطاقات المتجددة (طاقة الرياح) . •التغيرات المناخية . •كهربائية الغلاف الجوي.