(لطيفة و..وليدة) طالبتان في مرحلتين تعليميتين مختلفتين تشابهت في كونهما وضعتا مواليديهما أثناء فترة الامتحانات ومع ذلك فقد أصرتا على مواصلة الامتحانات .. لقد كانت إرادة النجاح حاضرة بقوة.. في عزلة الهاملي من مديرية موزع 25 كم غرب مدينة تعز تعيش لطيفة قاسم دريبان كفتاة ريفية جسدت حبها للتعليم رغم زواجها المبكر الذي تسبب في انقطاعها عن التعليم فترة أربع سنواتموزع، بإصرار وتحد عاودت مواصلة تعليمها وأبت إلا أن تستكمل الدرس دون توقف، في الامتحانات الفائتة للشهادة العامة الأساسية (تاسع) جاءها المخاض وهي في فترة الامتحانات استكملت بقية امتحانات المواد الدراسية دون انقطاع غير آبهة بتبعات الولادة. نموذج جسدته الأخت (لطيفة قاسم دريبان) من مركز عزلة الهاملي مديرية موزع فتاة أحبت التعليم ومواصلة التعلم على الرغم من تزوجها مبكراً وهي في الصف السابع الأساسي الأمر الذي تسبب في انقطاعها عن الدراسة فترة من الزمن، إلا أن رغبتها في مواصلة تعليمها وإدراكها لأهمية التعليم في حياتها دفعاها نحو استئناف دراستها.. تاسع السنة والشهر وحينما وصلت إلى الصف التاسع الأساسي كانت حاملاً في شهرها التاسع تقدمت لأداء امتحانات الشهادة الأساسية لعامنا هذا وهي في الأيام الأخيرة لما قبل الولادة، كانت تعلم ذلك وتقاصي الآلام إلا أنها أصرت على أداء امتحاناتها حرصاً منها على عدم إضاعة السنة الدراسية مؤثرة ذلك على ما هي أحوج إليه في مثل حالتها من راحة أو عدم إجهاد. وخلال كل أيام الامتحانات كانت تسافر من قريتها إلى موقع المركز الامتحاني الذي تؤدي امتحاناتها فيه ويبعد مسافة تقدر ببضعة كيلو مترات عن قريتها إلا أنها ظلت مداومة على الحضور متحملة لمتاعب الحمل ومشاق السفر.. وعلى الرغم من تلك المشاق حضرتها الولادة وهي في وسط أيام الامتحانات حيث وضعت وليدها الأول (البكر) بعد أدائها لامتحانات عدد من المواد إلا أن ذلك أيضاً لم يثنها عن الحضور ومواصلة امتحانات بقية المواد فظلت مواظبة على حضورها طوال فترة الامتحانات متحملة لمختلف ألوان الصعاب في سبيل حرصها على إكمال تعليمها لم تستسلم لما تعانيه من ألم أو تقاصيه من متاعب متلاحقة ألمت بها وتزامنت مع فترة أدائها للامتحانات خاصة فأثرت المضي قدماً في مواصلة تعليمها متغلبة على كل تلك الصعوبات التي واجهتها ضاربة بذلك أروع المثل في الصبر وتحمل المشاق حباً في التعليم وكذا صورة نادرة من صور اهتمام الفتاة الريفية بتعليمها وتفانيها في سبيل مواصلة التعليم. البقية....