تحظى غرفة تجارة وصناعة محافظة حضرموت، بمكانة مرموقة، بين نظيراتها على مستوى اليمن، جعلتها تزاحم غرف صنعاء وعدن على مواقع الريادة، بعد أن كان لها قصب السبق في تنظيم مؤتمرات دولية وانتهاج خطوات عملية واعتماد برامج وفتح أقسام لتوثيق علاقتها بالتجار ورجال المال والأعمال والمستثمرين في الداخل والخارج. مما عزز من إسهاماتها في الدفع بعجلة الاقتصاد والتنمية في الوطن عموماً وحضرموت على وجه الخصوص، ولم تكتف غرفة تجارة وصناعة حضرموت بما حققته خلال السنوات القليلة الماضية، هذا ما يبدو من خلال تطلعاتها ومشاريعها للمرحلة المقبلة، التي نستشرف ملامحها في ثنايا اللقاء مع الأخ سالم علي بن الشيخ أبوبكر، مدير عام الغرفة، فإلى التفاصيل.. دعم وإسناد .. من أين تستمد زخم نشاطك في الغرفة؟ }.. لست بالخبير في جانب الغرفة التجارية، لذلك كان أكبر عون لي بعد الله سبحانه وتعالى هو الأستاذ الفاضل عمر عبدالرحمن باجرش والذي بصدق تعلمت منه الكثير، ولو أن فائدتي كانت تعرفي على هذا الرجل الكبير لكفتني، إضافة إلى الشيخ الفاضل سعيد العمقي والذي بعد الجلسة الأولى معه أحسست ببساطة التاجر الأصيل والذي قال لي: امض قدماً ونحن معك، وأيضا السيد محمد الحسيني الذي دائما يدفعني إلى الأمام ويشجعني على أن أتخطى الصعاب، وعرفت في الشيخ الفاضل محمد البسيري النزاهة والتواضع، وهو الذي أعانني في كثير من الأمور خصوصا المتعلقة بحقوق الموظفين، أما الوالد الفاضل الشيخ عمر باعيسى فلم أر مثله في احترام المواعيد والمثابرة، عموما لقد كان سر نجاحي في الغرفة هو الصلاحيات والثقة الكاملة التي حظيت بها من قبل أغلب أعضاء مجلس الإدارة. إدارة وقسم العضوية .. ما هي أبرز الأقسام والدوائر للغرفة واختصاصاتها؟ }.. جميع الدوائر والأقسام في الغرفة مهمة، لأنها تؤدي مع بعضها خدمات للتاجر، ولكن هناك أقسام تعنى مباشرة بخدمة الأعضاء المنتسبين مثل إدارة وقسم العضوية والتي تصدر فيها بطاقات العضوية، وفيها تجدد و تصدر شهادات المنشأ، إضافة إلى التصديقات على الضمانات وتواقيع المنتسبين. يليها في الأهمية بالنسبة للتعامل مع المنتسبين والعملاء مركز خدمة المعلومات والذي يعتبر البنك المعلوماتي والأرشيفي للغرفة، ويوجد فيه مركز TAS الخاص بتقديم المساعدات لذوي المشاريع الصغيرة، إضافة إلى دراسات الجدوى. أيضا في الغرفة مكتب قانوني وهو (قسم الشؤون القانونية) والذي يقدم الاستشارات القانونية والمدافع عن حقوق المنتسبين لدى الغير. إيجاد الحلقة المفقودة .. يشوب الفتور العلاقة بين الغرفة التجارية والتجار، برأيك ما هي الأسباب وكيف العمل على تعزيز هذه العلاقة ومد جسورها من جديد؟ }.. لا أعتقد أن هناك فتوراً كما قلت، ولكن هناك إذا صح التعبير عدم معرفة من قبل القطاع الخاص بما تقدمه الغرفة التجارية من خدمات إما جهلاً بقانون إنشاء الغرف التجارية أو عدم الاعتماد في الحصول على تلك الخدمات من الغرفة التجارية، هذا من جهة القطاع الخاص، أما من جهة الغرفة نفسها فهناك حلقة مفقودة للارتباط بالقطاع الخاص مما يجعله في عزله عن أصله، وهناك محاولات عدة لتصحيح تلك الحالة وإيجاد الحلقة المفقودة وبحكمة من الأستاذ عمر عبد الرحمن باجرش وأعضاء مجلس الإدارة لإيجاد تلك الحلقة وإذابة ذلك الحاجز كلفت بإدارة الغرفة وأعطيت لي كامل الصلاحيات لتصحيح الوضع... وبفضل الله تعالى وضعت خطة محكمة والتزمت بها، بدأت فيها بتعريف وتوعية القطاع الخاص بخدمات الغرفة التجارية وأنها وجدت لخدمتهم حيث أصدرت صحيفة “اقتصاد حضرموت” الأسبوعية والتي تصدر مؤقتاً كل أسبوعين، حيث تقدم في ثناياها تعريفاً بالغرفة و خدماتها. إضافة إلى التقريب بين الغرفة وأصحاب المشاريع الصغيرة والأصغر وأصحاب المحلات التجارية والبقالات، والذين لديهم إحساس بالتهميش من قبل الغرفة واعتبارها مكاناً لأخذ الجبايات منهم لا غير، حيث قمنا بجمع مسئولي لجان الأسواق والجلوس معهم وجمعهم مع المحافظ والمسئولين. ولقد قمت بدراسة المشاكل التي تعانيها تلك الشريحة وسنجلس معهم ثم نقوم بوضع حلول لها بالتعاون مع القطاع العام، الأمر الذي سيؤدي بإذن الله إلى إذابة ذلك الحاجز وإعادة الثقة بالغرفة. رسوم ضئيلة جداً .. يرى البعض أن دور الغرفة قاصر على استقطاع الرسوم من التجار، ما تعليقكم؟ }.. الأمر ليس كذلك، فالغرفة لها أهداف سامية وتقدم خدمات جليلة للتاجر وبالمقابل فهي تأخذ رسوماً ضئيلة جداً ولا تقارن أبداً بمستوى الخدمات المقدمة، وتلك الرسوم تستقطع حتى تستمر الغرفة في العطاء ولتغطي مصاريفها التشغيلية. من تلك الخدمات إعطاء التاجر بطاقة الغرفة والتي تؤهله للقيام بأي مشروع تجاري بالمحافظة، إضافة إلى خدمات شهادات المنشأ وخدمات تقديم المعلومات من مركز المعلومات وكذا الخدمات القانونية من استشارات قانونية وغيرها إضافة إلى تفعيل النشاط التجاري بالمحافظة من خلال إقامة المؤتمرات والمعارض واستقطاب رؤؤس الأموال الأجنبية بالتعريف والترويج للفرص بالمحافظة. كل ذلك يصب في خدمة دافع الرسوم والتي لا تصل إلى 1 % من الفائدة المتحصلة. خدمة العضوية المتميزة .. ما هي أحدث الخدمات التي ستقدمونها لرجال المال والأعمال للانضمام للغرفة? }.. أشكرك على طرحك هذا السؤال والذي سيعطي للقارىء فكرة بأحدث الخدمات التي أطلقناها والتي نأمل أن تلاقي رواجاً على المستوى التجاري. من تلك الخدمات خدمة العضوية المتميزة والتي من شأنها إعطاء كبار التجار مكانة خاصة و حقهم في المحافل التجارية بأنهم VIP أي كبار الشخصيات ولتلك العضوية ميزات كثيرة لا يسع هذا الحوار أن يجمعها، ولكن من أراد التفصيل فإننا نرحب به ضيفاً على الغرفة حيث افتتحنا مكتباً خاصاً بالغرفة لتلك العضوية “العضوية الممتازة” وفيها سيلاقي المعلومات الكافية كما يمكنكم زيارة موقعنا على الانترنت (الغرفة نت) للحصول على معلومات مفصلة. استهداف .. يكثر الحديث عن استهداف الغرفة لرجال الأعمال في الداخل وتجاهل من هم في الخارج، فهل هذا الوضع طبيعي من وجهة نظرك أو مرحلي عابر يبدأ بالداخل وينتهي بالخارج؟ }.. هذا الكلام ليس صحيحاً بالمرة، واعذرني لو قلت لك: إنك لست محيطاً بقوانين الغرفة التجارية والسبب التي قامت من أجله، والمتمثل في خدمة منتسبيها وتقديم لهم كل العون والمساعدة الممكنة في إطار القانون والإمكانيات فهي بذلك تخدم كل منتسب من القطاع الخاص بالداخل نقصد بالداخل كل من يمارس عمل تجاري أو صناعي بمحافظة حضرموت. ولا يمنع هذا من تقديم المعلومات لأي شخص سواء من خارج المحافظة أو خارج اليمن ككل لغرض افتتاح مشروع تجاري أو صناعي. ولقد قمنا مؤخراً بإرسال رسائل لكل الدوائر التي ترتبط بفتح مشاريع كالصحة والتربية ومكتب العمل والسياحة وغيرها من أجل معرفة المتطلبات الخاصة بافتتاح مشروع في ذلك التخصص، ومن ثم تقديمها لأي زائر للغرفة أو متصل عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني في المواضيع التي يطلبها لافتتاح مشروع في تخصص ما، أيضاً نحن نقوم بالترويج للاستثمار بالمحافظة عبر المؤتمرات والمعارض، اختصارا أقول: نحن نخدم كل المنتسبين للغرفة من محليين و أجانب ولا نبخل بالمساعدة لأي كان من خارج المحافظة أو اليمن في حدود إمكانياتنا. الظهور كقوة تجارية .. ماالذي استفادته الغرفة خلال الثلاث السنوات الفائتة من المؤتمرات التي نظمتها؟ }.. يكفينا أنه من خلال تلك المؤتمرات ظهرت الغرفة التجارية وحضرموت بشكل عام كقوة تجارية لا يستطيع أحد إنكارها أو تجاهلها، ولقد زار المحافظة في تلك المؤتمرات العديد من الشخصيات والرموز الكبيرة مثل مهاتير محمد والذي يعتبر إنجازاً للغرفة. أما بالنسبة للاستفادة من الأخطاء... فإن لم أستفد من أخطاء من كان قبلي فأنا لا أستحق الجلوس على هذا الكرسي، لذلك وضعت خطة متوازنة مع مدير دائرة المعارض والمؤتمرات حيث حددنا فيها الاتجاهات والتنظيم وكل ما يتعلق بجعل كل حدث قادم مميزاً ويخلو من الأخطاء. صحافة ورقية وإلكترونية .. ما هو دور الوسائط الإعلامية في تحقيق أهداف وترجمة خطط الغرفة؟ }.. بالنسبة للوسائط الإعلامية فإنها في العصر الحديث أصبحت أمرا ضرورياً لإبراز أي عمل وقد يكون العمل صغيراً وتسهم تلك الوسائط في تضخمه، وقد يكون العمل عظيماً وجليلاً لا يلاقي أي عناية لأنه لم يحظ بأي اهتمام أعلامي فيمر دون ذكر وينسى سريعاً. لذلك عنيت الغرفة التجارية بهذا الجانب أشد العناية واستخدمناه بشكل جيد ليس فقط للدعاية بل للتعريف وتوعية المنتسبين وغير المنتسبين بما تقدمه الغرفة والخدمات المستمرة التي تستحدثها. فلقد تبنت الغرفة كما أسلفت إصدار صحيفة متخصصة (اقتصاد حضرموت) إضافة إلى مجلة تجارة حضرموت التي تصدر فصلياً. كما أن هناك موقعين للغرفة وهما الغرفة نت والموقع الرئيسي للغرفة وهو غرفة تجارة وصناعة حضرموت، ولقد تم مؤخرا إخراج موقع الغرفة نت بحلة جديدة نطمح أن يكون الموقع الأفضل في اليمن لتقديم خدمة المعلومات الإلكترونية المتخصصة في التجارة والأعمال كما أشرت مسبقاً. صندوق أمل لتقديم القروض .. حدثنا عن أبرز مؤتمراتكم القادمة ومشاريعكم المختلفة خاصة في مجال دعم شريحة الشباب وتشكيل لجان التحكيم لفض النزاعات التجارية؟ }.. نحن ننوي إقامة العديد من المعارض والمؤتمرات داخل المحافظة أو خارجها بل حتى خارج اليمن. ومنها: معرض المكلا التجاري التاسع ومهرجان رمضان للفترة من 25/7 – 8/8/2010م سلسلة معارض )صنع في اليمن( الأولى المزمع إقامتها في سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة في شهر سبتمبر 2010م بالتنسيق مع شركة ماس. - معرض (عيد الأضحى المبارك) - مؤتمر دولي عن الطاقة والغاز والمعادن الأول في شهر ديسمبر 2010م. - الاتفاق مع جامعة حضرموت لإقامة مؤتمر ومعرض مصاحب له في مجال الزراعة بعنوان (البذور والميكنة). - التنسيق مع غرفة الحديدة لإقامة مؤتمر دولي عن الثروة السمكية بمدينة الحديدة في شهر مارس العام القادم 2011م. - التنسيق لإقامة مؤتمر عن(سوق الأوراق المالية) الأول في صنعاء في شهر يونيو 2011م. أما عن سؤالك حول المشاريع المستقبلية خصوصاً كما تفضلت لدعم شريحة الشباب، فإننا بدأنا بعقد ورش عمل لسيدات الأعمال، والتي انتهت بتوصيات ممتازة منها إنشاء مؤسسة خاصة للنساء تعنى بدعم مشروعاتهن، كما تم الاتفاق مع مؤسسة العون للتنمية لإنشاء صندوق أمل لتقديم قروض بدون فوائد للشباب بشرط تقديم جدوى اقتصادية لمشاريعهم. أما بالنسبة لتشكيل لجان التحكيم وفض المنازعات. فإننا نسعى بإذن الله تعالى وبالتعاون مع منظمة GTZ لافتتاح مركز حضرموت للتحكيم والذي سيكون بادرة متميزة لفض المنازعات التجارية. - سالم علي بن الشيخ أبوبكر مدير الغرفة:سننظم معارض ومؤتمرات دولية في اليمنوعمان والامارات نقدم خدمات جليلة للتجار مقابل رسوم ضئيلة جداً